أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - دين عَشتار














المزيد.....


دين عَشتار


وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 14:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت عشتار أول قوة إلهية توجه إليها الإنسان بالعبادة، وكانت تماثيلها (أصنامها) أول صورة مقدسة نحتها الإنسان في المناطق الحضارية القديمة شمال غرب أسيا وشمال إفريقيا... وقد استمرت عبادة القوة الإلهية في شكلها الأنثوي خلال العصر النيوليتي، الذي شهد منذ مطلعه ازدهارا لصور الأم الكبرى، مترافقا مع ظهور المستوطنات الزراعية الأولى. إلا أنه خلال الألف السابع قبل الميلاد تبدأ التماثيل الذكرية المقدسة بالظهور على نطاق ضيق جدا، وبشكل مترافق مع التماثيل الأنثوية التي بقيت سائدة.
يبدأ التمهيد تدريجيا لظهور الثنائي الإلهي: الأم الكبرى وابنها، الذي سيأخذ أولى صوره الواضحة مع مطلع الألف السادس ق. م. تبدأ ملحمة الإله الذكر في تاريخ المعتقد الديني الإنساني. فرغم بقاء الأم الكبرى المركز الأساسي لديانة هذه المستوطنة، فإن بعض صورها تبدأ بإظهار الإله الذكر إلى جانبها. وهذا الإله الذكر هو ابن الأم الكبرى وزوجها آن معا. تمثله المنحوتات الجدارية على هيئة ثور يولد من رحم الأم الكبرى كما هو الحال في التماثيل التي تصورها.
يظهر الإله الذكر في بعض المنحوتات (أنظر فراس سواح: لغز عشتار: 264) في هيئة الرجل الناضج ولكن دون أن يعطي انطباعا برهبة الألوهة، مما يدل على أن الفنان قد أراد التوكيد على الدور الثانوي للإله الذكر وتبعيته للإلهة الأم، التي تظهر فيما بعد في حضارات مختلفة بأسماء مختلفة، مثلا في كريت ظهرت تحت اسم "السيدتين" وفي اليونان تحت اسم ديمتر/بيرسفوني أو أفروديت أو إينانا أو حنة... وهناك الابن الذي يلعب في الوقت نفسه دور الزوج المخصب.
تحتوي عشتار في صميمها على بذرة السالب والموجب، اللذين نشأ عن حركتهما الكون المتولد عن الأم الكبرى، وفي تجليها الثاني كأم للطبيعة المادية بشتى مظاهرها، بقيت عشتار تحمل في جوهرها بذرة الذكورة والأنوثة، لأن كمال الألوهة في جمع الضدين. فكانت الإلهة الواحدة أنثى كونية، وكانت في الوقت نفسه تنضوي في داخلها على بذرة الذكورة التي انفصمت فيما بعد، واعطت الإله الابن الذي لم يكن في الواقع إلا القوة الإخصابية الذاتية للأم الكبرى معكوسة نحو الخارج.
هذه العلاقة بين الأم العذراء التي ولدت ابنها دون نكاح، ثم تزوجته لتستعيد إلى ذاتها قوتها الإخصابية التي غدت مشخصة في الخارج، هي التي تفسر إشارة النصوص الأسطورية والطقسية فيما بعد، إلى الإله الابن على أنه ابن الأم الكبرى أحيانا، وزوجها أو حبيبها أحيانا أخرى.



#وديع_بكيطة (هاشتاغ)       Bekkita_Ouadie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسراء ومعراج إِرْ بن أرسينيوس (5)
- اسراء ومعراج أخنوخ (4)
- اسراء ومعراج فيراز الصالح (3)
- اسراء ومعراج إيتانا إلى السماء (2)
- اسراء ومعراج إدابا إلى السماء (1)
- العِرق وَهْم
- الكتب المقدسة: ريك فيدا (بيذ)
- الرامايانا: ملحة الإله راما
- اخوان الصفا وخُلان الوفا
- الأدب الفيدي
- كتاب: النساء والسياسة في المغرب: قديما وحديثا ل أوزير كليسر ...
- الكتب المقدسة: ملحمة الباجافاد جيتا
- شارل ساندرس بيرس (تمهيد عام للأعمال الكاملة)
- الكتب المقدسة: ملحمة المهابهاراتا
- شارل ساندرس بيرس (تقديم عام للأعمال الكاملة)
- ذاكرة النار
- ذاكرة الوشم
- السحر والاسم
- السحر واللغة
- المدرسة عند الأزتك


المزيد.....




- تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري ...
- إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
- سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
- روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا ...
- أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
- العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو ...
- مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
- من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وديع بكيطة - دين عَشتار