أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - نحن وعقائدنا














المزيد.....


نحن وعقائدنا


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتفتح وعينا نحصل على الإجابات عن أسئلتنا من الوالدين والأشقاء الأكبر سنا والأقارب، فنرث منهم عقائدهم ورؤيتهم للحياة والوجود، التي ورثوها هم بدورهم عن آبائهم وأجدادهم. ونبدأ في البحث عن ما يؤكد تلك العقائد والرؤى والتصورات، ونسعد عندما نعثر على ما يتفق معها، وننأي عن أي مسعى للتحقق منها، ونثور ونغضب وربما نبغض ما أو من يشكك فيها، ومرد ذلك هو الوهم الذي يتملكنا، دون وعي منّا، بأن قناعاتنا، موروثنا الفكري والعقائدي والقيمي، جزء لا يتجزأ منّا، وأي شك فيه هو تشكيك فينا، بترسيخه تتأكد ثقتنا بأنفسنا، وباهتزازه نشعر بخطر يحيق بذواتنا، وبهويتنا الجماعية الموروثة عبر أجيال، وبالهوية الفردية لكل شخص منّا، ولذلك يتعين لتلك القناعات والرؤى أن تكون موضع توقيرنا وتبجيلنا ولها علينا واجب والذود عنها إزاء كل ما يهدد مصداقيتها.

لقد عاشت أجيال منا وغادرت الحياة دون ان يتنبه أفرادها إلى أن ما كانوا يعتقدون أن الأفكاروالمعتقدات التي يحملوها هي أفكار ومعتقدات غيرهم، وأن كل ما قاموا به ليس أكثر من أنفاق للوقت والجهد والموارد لتأكيد صحتها، دون أي جهد لإعادة فحصها، فحصا محايدا. مع أننا نترنم ليل نهار بالحكمة المصاغة شعرا:
عين الرضا عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي المساويا.

كل المشكلة هنا تتمثل في الربط اللا واعي، الذي نرفض أعادة النظر فيه، بين الفكرة والعقيدة، والذات الحاملة للعقيدة أو الفكرة. مع أن حقيقة بسيطة تدحض هذا الربط، وهي انه لو كان أي منا قد ولد في عائلة أو محيط تسود فيهما أفكار وعقائد مغايرة، وربما مناقضة لعقيدتنا، لكان لنا رأي آخر فيما نحمل من عقائد وأفكار، وربما أنحاز الى نفيها ومعاداتها.

ومع أن العقائد والأفكار، هي نتاج للعقل البشري، فانها ليست نتاجا لعقل محدد، بل لتراكم تأريخي، ولعوامل عديدة مؤثرة في الفكر والثقافة والحصيلة المعرفية للأفراد والجماعات ولعموم الأوضاع الاجتماعية، وهذا ما يمنحها وجودا مستقلا نسبيا عن الفرد، فعقائدنا وأفكارنا ليست جزءا منا، ولا نحن جزء منها، واقترابنا النسبي من الحقيقة يتناسب طردا مع المسافة التي نحافظ عليها، بيننا وبين العقيدة، فكلما اشتد إلتصاقنا بها، اتسعت المسافة بيننا وبين الحقيقة، وإمكانية تطوير الذات والمحيط، وكلما تحررنا من قيود العقيدة وتصلبها، رحبت أمامنا آفاق تطوير رؤانا وانفسنا ومحيطنا.

العقل هو مبدع العقائد وهو عدوها الذي يفندها لاحقا، فلنحترم عقولنا ونحررها من قيود الخشية من مراجعة عقائدنا، مهما بدت لنا تلك العقائد (( جامعة لشروط الكمال )).



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لإنصاف صدام حسين
- نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته 2
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!
- عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين
- المثليون .. ملائكة أم شياطين؟
- الهامشي والحاسم في تجارب الأمم
- نزعة إنكار الشناعات في تأريخنا


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - نحن وعقائدنا