فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 14:16
المحور:
الادب والفن
ذاكرةُ التاريخِ لَا تحملُ سوَىى نعوشٍ
وتوابيتَ ...
وفي ذاكرةِ الكورونَا مقبرةٌ
تسعُ العالمَ ...
مَنْ يبيعُنِي علبةَ نسيانٍ ...
أشربُهَا دواءاً
لمكافحةِ العصيانِ ...؟ !
كوفيدُ هذَا الكوفيدُ ...!
صارَ كْيُوبِيداً
يختبِئُ في الذواتِ ...
أصابتْ سهامُهُ
أغشيةً لَمْفَاوِيَّةً ...
فاستعصَى على الورثةِ
وهبَ تركةٍ ...
مثقلةٍ
بالأحفادِ ...
كوفيدُ هذَا التاجُ الملكِيُّ ...!
صارَ فاعلاً سياسياً / فاعلاً إجتماعياً /
فاعلاً في الغرامِ ...
في الزفافِ /
كمَا الجنازاتُ /
وككلِّ المناساباتِ مدعوٌّ ...
دونَ بطاقةٍ
دونَ موعدٍ ...
ضيفُ شرفٍ مقيمٌ / لَا عابرُ سبيلٍ /
صارَ العابرَ للقاراتِ ...
الكماماتُ والإبعادُ والقفازاتُ
وألمعقماتُ أدواتُ ...
لإستقبالِ الأزواجِ
ولتوديعِ الامواتِ ...
طقوسٌ في الذاكرةِ
تشتبهُ فيهَا الموتُ بالحياةِ ...
كوفيدُ هذَا الزائرُ الثقيلُ ...!
صارَ يوماً واحداً
يتكررُ بأجندةِ الأسبوعِ والشهرِ...
وربمَا السنةِ
إنهُ يكبرُ معنَا ...
يزدادُ عمرهُ / حجمُهُ /
تكبرُ معدتُهُ /
يتسعُ رحمُهُ للتوائمِ ...
ومثانتُهُ تحتاجُ مضخةً لَا مِرَشَّةً
إنهُ الرشاشُ /
أوِْ المسدسُ الكاتمُ للصوتِ /
في السادسِ عشرَ أذارَ من 2020...
فقدَ اليومُ أسماءَهُ وأرقامَهُ
حينَ يسألُنِي أحدٌ :
ماهذَا اليومُ ...؟ ماهذَا الشهرُ ...؟
وفي أيةِ سنةٍ نحنُ ...؟
أقولُ :
كوفيدُ يومُنَا / شهرُنَا / عامُنَا /
إنَّهُ شهادةُ ميلادِ الجميعِ ....
إنَّنَا الرقمُ الثلاثيُّ الشفراتِ
وصرنَا المَاقَبْلَ كورونَا / أو المَابَعْدَ كورونَا /
إنَّهُ التاريخُ ...
لكنْ هذِهِ المرةَ التاريخُ
لَا يعيدُ نفسَهُ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟