|
حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوحدة الفورية الاندماجية) (5-5)
عقيل الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 14:14
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بعد سفرته "... عاد الجادرجي منها (القاهرة بعدما قابل عبد الناصر– الناصري) محبطاً وغاضباً لأنه لم يكن خافياً أن القيادة المصرية كانت تدعم بقوة دعاة الوحدة الفورية. لقد كانت الدعوة الإعلامية إلى الوحدة الفورية لاغبارعليها في إطار التنافس البرنامجي بين القوى الوطنية. غير أن الخطيئة الكبرى كانت في قرن الدعوة بمعادة السلطة وترتيب خطط انقلابية لفرض ذلك المشروع بلا رجوع للشعب. أي انهم لم يلجأوا للعمل السياسي السلمي وسلكوا طريق العمل الانقلابي منذ الأسابيع الأولى لقيام الثورة... ". لكن هذا التوجه لعقد الميثاق الجديد، لم يكتب له النجاح، لعدة أسباب والعوامل الذاتوية هي السبب الأرأس وبصورة خاصة بحزب البعث والحركة القومية بتياراتها المختلفة، بسبب تبنيهم الفعل الانقلابي منذ قيام عبد السلام عارف بترأس الحركة الانقلابية، وجملة من الاسباب وذلك: - تمسك كل أحزاب التيار القومي وبخاصة البعث في الشعارات المرفوعة وبالأساس (بالوحدة الفورية) ؛ - غياب الشخص الثاني في ثورة 14 تموز الذي بنظر حزب البعث بمثابة السند القوي لتوجهاته ؛ - بابتعاد الأحزاب السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني عن العمل الجبهوي المشترك وبخاصة حزب البعث حيث تمسك بشعار الوحدة الاندماجية الفورية مع العربية المتحدة ؛ - التمسك والتشبث كل الاحزاب في موقفها وبخاصة حزب البعث وبقية الاحزاب القومية ؛ - نتيجة أكتشاف مؤامرة رشيد عالي الكيلاني في كانون أول من عام 1958 ؛ - ومن بعدها استقالة الوزراء القوميين في شباط عام 1959؛ - وإشتداد تآمر العربية المتحدة على سيادة العراق ووحدته وبخاصة في انقلاب الشواف ؛ - ردود الفعل السلبية لدى الطبقات الاجتماعية التقليدية وفئتها والتخوف من تجذر الثورة ؛ - زيارة رونتري (مبعوث الرئيس الأمريكي ) للعراق التي وقد "... كانت تستهدف بالدرجة الأولى احداث صدع واسع بين الجمهورية العراقية والجمهورية العربية المتحدة بغية النفوذ منها لتسديد ضربة إلى العراق وضربة إلى الجمهورية العربية المتحدة وبالتالي تمزيق شمل العرب وإعادة السيطرة الاستعمارية على الوطن العربي كله...وحدد البيان أشكال الارتباطات العربية كما جاء في ميثاق جبهة الاتحاد الوطني، وهي مسألة ينبغي ان يحدد افضل اشكالها وامتنها واجداها عن طريق الدراسة العميقة والبحث المثالي بالاساليب الديمقراطية المألوفة ... ". - وزيادة التباعد السياسي بين الاطراف العراقوية (يمثلهما الحزبان الشيوعي والوطني الديمقراطي والمستقلون والقاسميون والاحزاب الكردية )؛ - وتصعيد الحملة الدعائية ضد العراق من كل الأطراف الإقليمية الرجعية (العربية وغير العربية) والدولية الرأسمالية بحجة الشيوعية . وعليه في هذه الاوقات العصبية والثورة في العراق لا تزال لم يمضي عليها الستة الأشهر الأولى حتى عجت بالمحاولات الانقلابية كمثال على ذلك في محاولة عبد السلام عارف، الأولى والثانية، محاولة أحمد حسن البكر وأخيرا محاولة رشيد عالي الكيلاني، كما لاحظنا سابقاً. "... لم يلق أحد من الزعماء العرب من هجوم الرئيس جمال عبد الناصر المتواصل قدر ما لقي الرئيس عبد الكريم قاسم (1914 ـ 1963) الذي كان رجل العراق الأول (1958ـ 1963) فقد سلط الرئيس جمال عبد الناصر مدفعيته الإعلامية بالليل والنهار، على الرئيس عبد الكريم قاسم، واشترك الرئيس جمال عبد الناصر بنفسه في توجيه القذائف التي لم يعهد التاريخ أن يتولاها الرؤساء والملوك بأنفسهم لكن الرئيس جمال عبد الناصر أخلص في عداوة الرئيس عبد الكريم قاسم، كما لم يخلص في عداوة أي إنسان آخر، ومع أن الرئيس جمال عبد الناصر هاجم الملك سعود والملك فيصل والملك حسين بقسوة لفترات من الوقت، فإن علاقته بهم انتهت إلى الوفاق، وإلى ما هو أكثر من الوفاق، حتى لو كان في هذا الوفاق بعض النفاق لكن علاقته أو خصومته مع الرئيس عبد الكريم قاسم لم تنته إلا بموت الزعيم، حين حكم عليه بالإعدام في ذلك اليوم الذي انقلب عليه فيه زملاؤه... كما كان الرئيس جمال عبد الناصر نفسه سُلطويا إلى أقصى حدود السلطوية ومركزيا إلى أقصى حدود المركزية ومتمركزا حول ذاته إلى أقصى حدود التمركز، كان بلغة العلم البيولوجي ارتكازيا بلا قدرة على الجذب، كما كان متراكزا بدون أية قدرة على الامتداد أو الاستطالة أو التمدد أو الاتساع... كان هذا التوصيف الفيزيقي - البيولوجي هو أصدق وصف لحالة الرئيس جمال عبد الناصر في تعامله مع عبد الكريم قاسم، كان يتصور أن على الرئيس عبد الكريم قاسم أن يُطيع وأن يستأذن وأن يخضع وأن يصفق وأن يمدح وأن يقتدي وأن دوره في الحياة لا يتعدى الطاعة والخضوع والاقتداء مع قدر من الاستئذان في التصفيق الحاد والمديح المتكرر.. ولم يكن الكادر الماركسي للرئيس عبد الكريم قاسم قادرا على القبول بمثل هذا حتى لو أنه كان لا يملك قوت يومه فما بالك وقد تسلم دولة ذات مقدرات عظيمة في ثرواتها وتاريخها وكوادرها وخبراتها وبنيتها وموازنتها ودخولها! فما بالك وقد وجد تنظيمه يسنده بالكلمة والسلاح وبالرؤية والمناقشة، وما بالك وقد وجد أن الروابط بين العراقيين والسوريين تجعلهم قد أدركوا مدى ما يُعانيه السوريون من الرئيس جمال عبد الناصر وما ينصحون به العراقيين من تجنب للرئيس جمال عبد الناصر وجبروت الرئيس جمال عبد الناصر الذي هو كفيل بأن يجعل من بغداد عاصمة مقهورة على نحو ما أصبحت دمشق مقهورة وتعاني القهر لكي تبقى القاهرة وحدها مقررة وقاهرة... ". و "... في مصر، مثلا، سعى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى توحيد الأمة العربية في دولة واحدة، تُنشأ على أسس قومية، على رغم الاختلافات الثقافية والسياسية والتأريخية بين الدول العربية، لكنه لم يجنِ من هذا الحلم سوى الهزائم والتراجع والحروب، التي أضرت بمصر وباقي البلدان العربية. كان بإمكان عبد الناصر أن يستثمر شعبيته وشخصيته الكارزمية لتعزيز المشتركات القومية والثقافية والاقتصادية بين البلدان العربية، خصوصا وأن مصر سبقتها جميعا إلى التطور الصناعي والعلمي منذ عصر محمد علي باشا. لكن عبد الناصر كان في عجلة من أمره، على مايبدو، لأن طموحه كان شخصيا، أكثر منه قوميا، إذ كان يريد أن يوحد البلدان العربية تحت قيادته بأي وسيلة، بما فيها القوة العسكرية، بدليل أنه ارسل الجيش المصري ليحارب في اليمن، وقدم مساعدات عسكرية ومالية إلى دول عربية أخرى لتغيير أنظمتها، كسوريا والعراق وليبيا والسودان، إذ تمكن الناصريون من إسقاط الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان بتأييد ومساعدة مباشرة من مصر. البلدان العربية، وعلى رغم توفر أسس الوحدة الثقافية والاقتصادية، وربما السياسية، لها مسارات تأريخية متباينة وطموحات وطنية متميزة وتحالفات إقليمية ودولية مختلفة. نعم كان بإمكانها، ومازال، أن تتكامل، ولكن عبر التفاهم والتعاون والتنسيق، وليس عبر الاستعجال في تأسيس كيانات طارئة تفتقر إلى التماسك، ووفق أجندات شخصية وأيديولوجيات طوباوية... ". يقارن هاني الفكيكي في اوكار هزيمته، جماهيرية حزب البعث (العروبوية) وبين الجماهير العراقوية، متخذا من الحزب الشيوعي كدالة معرفية: "... في أحد ايّام تلك الفترة أبلغنا الحزب بضرورة التوجه إلى وزارة الدفاع وحشد قوى الحزب كلها لأن عبد الكريم قاسم رئيس الحكومة وقائد القوات المسلحة، سيلقى خطاباً مهماً. حشدنا ما استطعنا حشده وتوجهنا إلى الوزارة لنجد أن الحزب الشيوعي ملأ ساحتها بجماهيره، فظهر لنا جلياً ذاك التفاوت المخيف بين قدرتهم على الحشد وتخلفنا عنه... وعلى هذا النحو ما كادت تطلّ أواخر عام 1958 حتى أنتاب قواعد حزبنا شعور خانق بضغط الحزب الشيوعي... وفي أوائل كانون أول/ ديسمبر، تحدث مسؤولنا جعفر قاسم حمودي عن وجود أطراف عسكرية تشجع الشيوعيين على ذلك، وعن أننا سنتعامل معها بحزم ونحسم الموقف لمصلحة التيار القومي... كذلك بدأت تتضح لي الرقعة الصغيرة والمحدودة التي يشغلها الحزب في الشارع العراقي. حتى في مدينتي الاعظمية التي كانت دائما معقلا لــ (حزب الاستقلال) وبالتالي متعاطفة مع البعث. بدأ الشيوعيون أقوى منا. وبسبب هذا الاكتشاف اتجهت إلى أنظار البعثيين والقوميين إلى جمال عبد الناصر عله يحسم الموقف من خلال الوحدة... " الفورية الاندماجية. وهذا الموقف الأخير يمثل مؤسس الحزب ميشيل عفلق، كما مر بنا . ويكتب د. علي كريم سعيد بشأن الوحدة التي رفعتها كل التيارات القومية في محاربة الزعيم قاسم، قائلاً: "... تردد قاسم وأجل مشروع الوحدة الاندماجية، فأستحق الثورة عليه وإعدامه . لكن خصومه لم يتمكنوا من طرح أو تنفيذ أي شيء مخالف لمواقفه وأفكاره. فبعد اسبوعين من إعدامه إستقر الزمام بيد قادة الحركة الذين بدأوا بالتحدث من عاصمة الوحدة (القاهرة) عن ضرورة التريث اعتباراً لظروف العراق المختلفة. وفلسفوا للتريث أكثر مما فعل قاسم وسرعان ما اختصموا ونظّروا للعداوات العربية – العربية، حيث تحدث على صالح السعدي لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن وحدة أتحادية ليست عاطفية... نستنتج من هذا أن الوحدة قد أستخدمت كأداة في خدمة الاستحواذ على مناصب وكراسي لآ تعادلها أهمية وقدسية في هذا السياق ... ورغم ميل التحليل لمصلحة عبد الكريم قاسم، فإن انفراده بالسلطة كان قد مكن الناصريين والبعثيين من حشره في زاوية العداء للقومية والوحدة، في حين نجحوا هم في وضع أنفسهم كمحور لنشاط مريدي الوحدة، ساعدهم في ذلك إعلام ناصر المسيطر وتأثير مثقفي البعث والتيار القومي في سوريا ولبنان... ". ويشير حسن العلوي إلى أنه "... على مستوى التطورات المحلية التي اعقبت وصول الحزب إلى السلطة يلاحظ غياب سريع لشعار (الوحدة الفورية) الذي ظل مرفوعا بوجه عبد الكريم قاسم. وقد أُعدم الرجل لأنه لم يستجب للشعار لكن تلفزيون بغداد عرض مقابلة مع ضباط وحدويين وهم يقدمون اعترافاتهم حول تورطهم بإنقلاب وحدوي وقد نزعت رتبهم العسكرية، وأغلب الظن أن اظافرهم كانت منزوعة وتوالى تقديم اعترافات أشخاص مدنيين يزمعون القيام بحركة عسكرية تنتهي بإعلان الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة، وقد أعقب ذلك حملة اعلامية من قبل حزب البعث الحاكم ضد الرئيس جمال عبد الناصر والقوميين العرب والوحدويين الاشتراكيين المطالبين بالوحدة الفورية في نفس الوقت الذي كانت افتتاحيات الصحف وتعليقات الاذاعة تشدد لهجتها الهاجئة ضد عبد الكريم قاسم، الذي لم يبدار إلى الوحدة الفورية... ". ويكمل العلوي الحديث وتحت عنوان فرعي {ظهور سلطة القرية} فيقول: "... لكن متغيرات جديدة لم تكن معروفة في السياسة العراقية بدأت بالظهور في أعقاب الحكم الأول للحزب. فإذا كانت أحلام مشروعة، بقيام حكم قومي لا يخضع لإعتبارات غير قومية ويضع العراق في موقعه من حركة التحرر، كانت مؤسسة جديدة تنشأ مع نشوء حركة 8 شباط، قائمة على أواصر الولاء الجغراق في الصغير للقرية بديلاً للولاء القومي الكبير... أن ابرز ممثلي الجيل الثاني الذي ظهر بعد صورة 14 تموز، هم ابناء القرى والمناطق الواقعة في أعلي دجلة وأعالي الفرات، بمن فيهم العسكريون الذين اكتشفوا في منظمة الحزب مجالاً لعمل مضاد لثورة تموز كالعقيد أحمد حسن البكر والعقيد طاهر يحيى والعقيد رشيد مصلح وآخرين ... ". ويعقب ذات المؤلف على :"... إن قرار إعدام عبد الكريم قاسم أرتكز في حيثياته على عدم إستجابته لشعار الوحدة الفورية الاندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة وفي أعقاب اعدامه يوم 9/2/ 1963 توالت الحكومات الوحدوية ولم يغب أسم وحدوي عن السلطة. ولم تتحقق خطوة وحدوية مع الجوار العربي. وأذ يعدم عبد الكريم قاسم رمياً بالرصاص لعدم اقامته الوحدة مع سوريا ومصر يعدم من قبل نفس السلطة عشرون قيادياً ووزيرا رمياً بالرصاص في يوم 8/8/ 1979 بتهمة اتفاقهم مع سوريا على إقامة الوحدة... ". إزاء هذا الانقسام المجتمعي، بعد رفع شعار (الوحدة الفورية الاندماجية) مع العربية المتحدة، آنذاك بادرت الولايات المتحدة بالتآمر على العراق منذ اليوم الأول للثورة، وليس منذ عام 1961، كما يقول المؤرخ القدير د. سنان صادق الزيدي، لكن ظروف العالم والحرب الباردة التي كانت قائمة وعلى أشدها، ساهمت في تأييد كل من الاتحاد السوفيتي وموقف الشرف للجمهورية العربية المتحدة، وبخاصة إلتفاف الجماهير الشعبية حول الثورة، وبعض الإجراءات المتخذة من قبل حكومة الثورة، كما سبق ونوهنا عنها، أدت مجتمعة إلى إجهاض التدخل المباشر، إذ"...أعدت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة مشروع خطة سرية للغاية بهدف غزو العراق عبر الأراضي التركية حملت أسم كانونبون Operatiom Cannnbone... ". ولقد "... احتمت النقاشات المحمومة حول العراق في وكالة المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي وبلغت ذروتها القصوى.وأقتُرح أن تتخذ إجراءات عديدة خلال السنوات الأربعة اللاحقة، ومن بينها على أقل تقدير غزو العراق، كما هو مدوَن في الوثيقة الرسمية المنشورة ... ". ولقد "... كان للقرارات الوطنية المهمة التي أصدرها الزعيم عبد الكريم قاسم، لتخليص العراق من نير الهيمنة الغربية، ومواقفه القومية الصادقة اتجاه أشقائه العرب من أهم الأسباب التي ساهمت في إحكام خيوط المؤامرة على جمهوريته الخالدة كما اسماها هو، ومنها.. قانون استثمار النفط رقم 80 لعام 1961(وتأسيس شركة النفط الوطنية- الناصري) والذي أثار استياء بريطانيا وشركاتها الاحتكارية وبموجبه أوقفت عمليات تنقيب واستثمار آبار نفط جديدة في العراق، وقد عبر عن هذا الموقف الرافض للقرار القنصل البريطاني في العراق آنذاك بقوله للزعيم عبد الكريم قاسم.. (إن رفض العراق إلغاء قانون النفط سيضطرنا إلى السعي لتغيير الحكومة هنا.. فسأله عبد الكريم هل هذا تهديد.. فأجابه القنصل..لا لكنه الواقع)... ". لهذا نسقت المراكز الرأسمالية مع القوى الداخلية والإقليمية في السيطرة على الثورة ودفعها للجمهورية العربية المتحدة، بعد أن ساءت علاقاتها مع العراق، ومشاركتها في العديد المحاولات الانقلابية منذ مؤامرة رشيد عالي الكيلاني عام 1958، حيث تقول أحد المصادر: "... في 4 كانون أول/ديسمبر 1958، نقلت السفارة الأمريكية في بغداد إلى واشنطن طلب تمويل قدمه قائد مجموعة من المتآمرين العراقيين المعاديين للشيوعية. وما زال أسم قائد المجموعة مصنف سرياً، وقيل له (أنه ليس من المناسب ولا من المرغوب فيه أن تقوم قوة خارجية مثل الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية). وكان هذا الطلب على الأرجح مقدم من قبل المتأمرين القوميين الذين كانوا يخططون علناً لإنقلاب مدعوم من الجمهورية العربية المتحدة بقيادة رشيد عالي الكيلاني، وكان مخططاً أن يجري التنفيذ بعد اسبوع ... ". "... وبعد حركة الموصل زار مكميلان رئيس الوزارة البريطانية الولايات المتحدة واجتمع بالرئيس الأمريكي ايزنهاور في 20 آذار 1959 وقد بدأ الرئيس إيزنهاور الكلام قائلاً: - (أن ما يجري في الشرق الأوسط يستوجب أعلى درجات الاهتمام فالقرار الذي أتخذه ناصر بمواجهة الشيوعيين في العالم العربي في منتهى الصراحة والعلنية) - ورد ماكميلان (أن ناصر في الحقيقة يحارب ومن أجل زعامته على العالم العربي. فقد فشل حتى الآن في الاطاحة بقاسم رغم كل النشاط الهدام الذي قام به وعلينا نتساءل ما إذا كان ناصر قد وصل إلى نهاية قوته السياسية. وأيا كان الأمر فقد ظهر أن قدرته داخل العراق محدودة وعلى اية حال فقد جهوده للإطاحة بقاسم من خلال الهجوم على الشيوعية العربية إلى دفع قاسم إلى مزيد من الاعتماد الداعي للخطر على التأييد الشيوعي) - ورد ايزنهاور معربًا عن اعتقاده بأن (لحملة ناصر على الشيوعيين العرب قيمة جوهرية ولابد من تشجيعها فهذة الحملة سوف تؤدي بالقطع إلى أضعاف النفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط) - رد ماكميلان (أنه يشك في أن تؤدي حملة ناصر ضد قاسم إلى الاطاحة به) - واقترح ايزنهاور كحل وسط قائلاً: (اننا نستطيع ان نتخذ موقفاً ودياً ومشجعا لناصر دون أن نصبح طرفاً في حملته على قاسم أو نتخذ موقفاً غير ودي تجاه النظام العراقي الحالي) أي اتخاذ موقف الترقب والحذر لحين توفر الظروف المواتية لتصفية ثورة 14 تموز... " وهذا ما تم في 8 شباط من عام 1963. ويشير محمد حسنين هيكل الصحفي المعروف، إلى : "... برقية سرية تم نشرها في صحيفة الأهرام بتاريخ 4/12/1958 تخص مقابلة صحفي أمريكي للسفير البريطاني السير مايكل رايت ومن ثم أرسال البرقية إلى نيويورك، وهذا ملخص نصها (باللغة العربية): هناك مصادر تؤيد الاتجاه المعارض، وهي بقيادة ناصر، قد أبدت المخابرة البريطانية دعم ذلك بشكل غير مباشر. وتملك سفارة الولايات المتحدة أدلة قاطعة على أن مصر تدعم رشيد عالي الكيلاني ضد قاسم وضد الحزب الشيوعي،وهذه معلومات إستخباراتية أرسلتها إلى لندن وواشنطن على حد تعبير الصحفي الأمريكي فيلبس... ". مروراُ بإنقلاب الشواف – الطبقجلي - سري – عبد الحميد السراج (وزير داخلية الأقليم الشمالي)، وبمحاولة إغتيال قاسم في رأس القرية وختمتها بفرض عبد السلام عارف ليتبوء رئاسة الجمهورية في حكومة انقلاب 8 شباط عام 1963. و"... يتناول اندريه جيرولماتوس في كتابه (قصور من الرمل)، كيف اشرف مستر دالاس والسي آي أي في تلميع صورة عبد الناصر وترويج قوميته العربية وتسويق زعامته وبناء جهازه الاعلامي والمخابراتي بواسطة عملاء من ألمانيا نازيين مرتدين من وزارة كوبلز جندتهم السي اي اي لبناء زعامة عبد الناصر وذلك قبل (وبعد – الناصري) أن ينحاز ويتقرب إلى المعسكر الشرقي... ". "... كل هذا الكلام عن الإرتباطات بالمخابرات الأجنبية، يقال بحسابات مفتوحة، ثمة دائماً أفق خفي، يقف وراء البدايات الأولى، وإمعاناً في هذه الإشكالية، التي تعود بنا إلى مراجعة المنطلقات الفكرية التي مهدت السبيل لتشكيل الأحزاب والحركات القومية، والبحث في تاريخ مؤسسيها، وعلاقة ذلك بالهوية والإنتماء الوطني، لا بد من إعطاء الفرص لكل اؤلئك الذين اطلعوا على الحقيقة، لكي يكتشفوا بأنفسهم وبوعي ذاتي، المأزق الذي إنقادوا إليه، علّهم يعيدوا النظر بمواقف الماضي الخاطئة، فالمراجعة لاتعني الهزيمة. وأعني تحديداً ان تاريخاً تكتنفه الشبهات بالعمالة، أو الإرتباط بجهات أجنبية، لم يمر عابراً في حياة العراقيين ، إذ إمتد إلى عقود لاحقة من الزمن، ليتحول إلى تاريخ وجع عراقي بإمتياز، خلال حقبة الديكتاتورية، وما تلاها من تبعات فجائعية. تتحمل تلك القوى مسؤولية مباشرة في وقوعها... أكّد بعضاً منها الشيخ راضي، وشكك في البعض الآخر، أو نفاها، فهو يؤكد إرتباط القيادي طالب شبيب مع الغرب، إذ كشف شبيب بعد سنين طويلة دون خجل عن إرتباطه بجهات إستخبارية أمريكية، عندما طرح نفسه كمعارض لحكم صدام حسين، (ص200)، كما يشير الى علاقة عبد الستار عبد اللطيف الوطيدة مع تاجر عراقي مشتبه به، لم يكن بعثياً ولا قومياً، يدعى موفق الخضيري، الموصوف لنا بأنه أحد المقربين من السفارة البريطانية ببغداد، والمترددين عليها، وله علاقات واسعة وعميقة مع السفارة البريطانية، ان الأمانة التاريخية تقتضي تقصياً أعمق، في إشكالية لا تتعلق بأشخاص قياديين في الحزب، إنما في كيانه السياسي على العموم، إذ يذكر: قد لا أبرئ البكر، وحردان، وعبد الكريم الشيخلي من علاقتهم بالسفارة البريطانية ببغداد، وإرتباطهم بها، لاسيما ان الشيخلي كانت له علاقة مع الغرب منذ أن أصبح ملحقاً عسكرياً في السفارة العراقية في بيروت عام 1963، وتجلّى إرتباط هؤلاء يوم نجاح إنقلاب تموز 68، وعلى الرغم من خصومته الشديدة مع حازم جواد، لكنه يشهد للتاريخ، انه كان وطنياً نزيهاً، لم يدنّس تاريخه السياسي بهذا (الوحل الآسن)، إلا ان طموحه الكبير قتله، وقتلنا معه... والملفت للنظر ان جمال عبد الناصر في لقاء مع علي صالح السعدي، حذره من وليم ليكلاند الملحق العسكري في السفارة الامريكية ببغداد، وأسماه خبير الإنقلابات، ولم يفهم السعدي في وقتها معنى التحذير، ولم يكن يعلم بعلاقة ليكلاند ببعض البعثيين المدنيين والعسكريين. وعليه فان الأخير اتصل بمدير الأمن العام جميل صبري البياتي مبدياً إستعداد حكومته بتزويد العراق بالسلاح، مقابل إطلاع الامريكان على تفاصيل منظومة الدبابة الروسية الحديثة T54.... أن أفكاك تشابك الأدوار، لأدوات من داخل المجلس الوطني لقيادة الثورة، وسارت في طريق العمالة للغرب، سجلها خصومنا والتاريخ شبهات ضدنا، وضد الحزب في كل الأحوال، اللافت للنظر ان هذه الارتباطات، وعلاقات عماش بعميل الCIA, كانت تتم دون علم القيادة القطرية، وكما يبدو من سير الاحداث، التي يرويها الشيخ راضي، ان علي صالح السعدي، وهو أعلى مسؤول في القيادة، ينطبق عليه المثل العراقي (نايم ورجله بالشمس)، ولم يستفق هو ومجموعته (الفكيكي، ابو طالب، حمدي عبد المجيد، محسن) الا بعد نفيهم الى مدريد، اثر الانقلاب الداخلي في المؤتمر الخامس... ".
"... وفي شتاء 1959 أخذت العلاقات بين العراق وجيرانه تتدهور وتزداد سوءاً وتزايد قلق هذه الاقطار بشأن تفاقم الوضع الداخلي بعد (فشل – الناصري) محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم وتحشد على حدود العراق من جهة الأردن وسورية وإيران ... وكان العراق يشعر بقلق بالغ بسبب الزيارات المتبادلة بين الرؤساء والسياسيين في الاقطار المجاورة وكذلك بسس التقارير التي تفيد بحصول تحشدات للقطعات العسكرية على الحدود العراقية الايرانية... وقال حديد أنه لا يميل إلى الأخذ بصحة ما ورد بتصرح الملك حسين (بشأن اضطراب الوضع في العراق واحتمال تدخل الأردن) بشكل جدي، ولكن من الصعب جداً أن تجعل من العراق يصدق أن الملك حسين يدلي بشأن هذا التصريح دون أن يحصل على الموافقة المسبقة لبريطانيا، وقد أنكر السفير وجود تحشدات عسكرية على الحدود العراقية الأردنية ". ويكتب جعفر المظفر ما يلي: "... وحينما هيمن البعثيون على السلطة في شباط من عام 1963 فقد غاب العدو الذي كان يوحدهم. وفورا إكتشفوا أن شعار الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة لن يسعفهم لإدارة نظام سياسي سرعان ما سقط ثم راح الكثيرون من قادته يبحثون عن أنفسهم خارج النص البعثي الشعاراتي والخطابي. وليس الموقف من قضية الإسلام هو الوحيد الذي ظل معلقا وغير محسوم في عقيدة الحزب وفي خطابه الثقافي, فالإشتراكية والموقف من الصراع الطبقي ظلا هما أيضا يتأرجحان في المساحة الوسط. وحينما كانت تُحسب للحزب نقاطا لصالحه ضد غريمه الشيوعي في المواجهات ذات الطابع الديني فإن البعث كان يخسر عدة نقاط في حال المواجهات ذات الطابع الإجتماعي الطبقي, ولذلك فما إن فرغ الحزب من صراعه ضد نظام الزعيم عبدالكريم قاسم وأسس جمهوريته الأولى حتى صار في مواجهة الأسئلة الكبرى التي لم يكن مضطرا للإجابة عليها قبل إستلامه الحكم. لقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة. إن القيادة القطرية التي كانت متماسكة في أثناء العمل للإطاحة بحكم الزعيم قاسم سرعان ما وجدت نفسها تائهة في مساحة غياب الهوية الإجتماعية الطبقية للحزب فإنشقت عموديا إلى فريقين, فريق يتبع علي صالح السعدي المسؤول عن قيادة الحزب ويضم أعضاء قيادين آخرين مثل محسن الشيخ راضي وهاني الفكيكي, وفريق يتبع ناظم جواد وطالب شبيب وإنضم إلى فريقهما عسكريون محافظون, أي يمينيون بلغة ذلك العصر, من أمثال عبدالسلام عارف رئيس الجمهورية ذا المنصب الشكلي وأحمد حسن البكر رئيس الوزراء العضو في مكتب الحزب العسكري وعساكر آخرون من أمثال صالح مهدي عماش وحردان التكريتي ... ". وقد بلغ عدد المحاولات الانقلابية 38 محاولة، وبإنقلاب 8 شباط 1963 الذي حمل رقم 39، أي بمعدل محاولة كل 43 علماً أن من مدة حكم الزعيم قاسم قاربت 1666 يوماً . وقد ساهمت كل دول الجوار الستة في التعاون فيما بينها، أو بصورة منفردة في الحوادث الانقلابية في العراق، وحاولت إيجاد حجة للتدخل العسكري أو من خلال التبني للحركات الانقلابية والمساهمة في تميلها ماديا ومعنوياً، وبالأخص ساهمت الجمهورية العربية المتحدة بقيادة عبد الناصر، قبيل الانفصال وبعده، في عدة أنقلابات عسكرية. وفي جملة المؤامرة التي حكيت ضد العراق. علما بأنه ابتداء من 23 كانون الأول ديسمبر 1958، شرع المخططون الأمريكيون يكثرون الحديث عن أمكانية التقارب مع عبد الناصر ودعمه في المحاولات اللاحقة لإسقاط قاسم وتنصيب حكومة معادية للشيوعية. وكان عبد الناصر قد فاتح عناصرهم في القاهرة وبدا أنه يريد استطلاع القضية. وخلال الشهرين التاليين كانت تجري تبادل المذكرات، وعُقدت الاجتماعات مع عبد الناصر ويبدو أن تفاهماً من نوع ما قد تحقق في التآمر على سلطة 14 تموز، بحجة أن النظام كان تحت سيطرة الشيوعيين.
الهوامش: - عزيز الحاج، ثورة 14 تموز 1958 ضحية الصراعات السياسية، ص. 17، مصدر سابق. 2 - بيان جبهة الاتحاد الوطني بمناسبة زيارة رونتري للعراق، مستل من تاريخ الوزارات في العهد الجمهوري، ج.1، ص.504، مصدر سابق. 3- يؤكد ذلك محمد حديد، فيقول: "... توسع الخلاف في الحكومة بين الحزب الشيوعي وأطراف جبهة الاتحاد الوطني، وتطور بين الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي إلى صدامات جسدية فوقفت سلطات الأمن والشرطة موقف المتفرج منها، وهذا ما دعاني إلى البحث مع عبد الكريم قاسم في ضرورة معالجة هذا الموقف وتدخل السلطة لمنع المصادمات العنفية. فا ستدعى عبد الكريم قاسم العقيد طه الشيخ أحمد الذي كان مسؤولا عن شؤون الأمن والمخابرات. وخلال مناقشة هذا الموضوع وجدت طه الشيخ أحمد يتخذ موقفاً ممالئاً لتصرفات الشيوعيين إزاء الديمقراطيين. وقد أتخذ عبد الكريم قاسم موقف الصمت في ذلك البحث. وبعد المداولة حول ضرورة اتخاذ موقف حازم تقرر قيام لطات الأمن بالحيلولة دون تحول الخلافات والمناقشات السياسية إلى مصادمات دموية. ومما أجج الموقف بين الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي ادعاء الحزب الشيوعي في صحفه ونشراته بأنه يمثل طبقة العمال والفلاحين، في حين أن للحزب الوطني الديمقراطي أنصاراً كثيرين في صفوف العمال والفلاحين. وكان أحد العوامل التي أدت إلى تلك المصادمات، نشاط الحزب الوطني الديمقراطي في طبقة الفلاحين لتأسيس جمعيات تعني بمصالح الفلاحين لا سيما في مرحلة تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي. وكان يقود هذه الحملة (عراك الزكم) مسؤول الفلاحين... "مذكراتي، ص.386، مصدر سابق .4 - كتب شامل عبد القادر بحجة محاربة الشيوعية ودكتاتورية الزعيم قاسم، يقول: "... تحت لافتة التخلص من (الدكتاتور!) عبد الكريم قاسم أنفقت آلاف الدولارات الأمريكية والجنهيات المصرية والليرات اللبنانية والدنانير الكويتية والتومانات الإيرانية والجنيهات البريطانية للقضاء على ثورة 14 تموز التي تمثل بقاؤها ببقاء عبد الكريم حياً!!...". الإغتيال بالدبابة، ص. 6، مصدر سابق. ويكمل حسن العلوي بالقول:"... واجهت حكومة عبد الكريم قاسم معارضة واسعة أشتركت فيها أطراف محلية وعربية ودولية، ولم يكن بالضرورة أن يكون طرف منها متفقاً أو متفاهماً مع الأطراف الأخرى، مما يدعو للتساؤل عن الأسباب التي جمعت شخصيات واتجاهات وأحزاباً ودولاً مختلفة على الاتفاق في معارضة عبد الكريم قاسم. فمن الشخصيات التي ظهر لها دور في معارضة قاسم: جمال عبد الناصر- كامل الجارجي- محمد الخالصي- ساطع الحصري – كميل شمعون – ميشيل عفلق – محمد محمد الصواف – فائق السامرائي – بيار الجميل -صديق شنشل – الشيخ عبد الله اليالم ( أمير الكويت) الملك سعود – الملك حسين – أكرم الحوارني – عبد الرحمن البزاز. وساهمت في الهجوم عليه مؤسسات صحفية و وإذاعية عربية وأجنبية. فقد اشتركت اثنتان وخمسون جريدة يومية، وعشر مجلات عربية في نشر وتبني حملة دعائية موجهة ضد حكومة 14 تموز وخصصت ساعات بث إذاعي يومياً ضد ثورة تموز وسياسية عبد الكريم قاسم في إذاعات القاهرة ، صوت العرب ، الكويت ، دمشق ، بيروت ، صوت أنقرة ، صوت أمريكا، لندن ، باريس ، كراجي ، طهران ، عمان ، الرياض، واسرائيل. وأشتركت أحزاب دينية وقومية، وحركات سياسية عربية وكردية في نشاط متعدد الجوانب ضد حكومة عبد الكريم قاسم منها: حزب البعث، القوميون العرب، الأخوان المسلمون، الاتحاد الاشتراكي، الحزب الديمقراطي الكردستاني،الكتائب اللبنانية، الوطنيون الأحرار اللبنانيون، حزب النجادة المقاصد الاسلامية، الحركة الدينية في العراق... ". بما فيهم الشيعة الذين لعبوا دورا في التحريض ضد الحكومة الوطنية وإجراءاتها الرديكالية وبصورة خاصة ضد قانونيّ الاصلاح الزراعي والأحوال الشخصية، بما في ذلك الفتوى ضد الحزب الشيوعي وأن الشيوعية كفر وإلحاد. راجع: الشيعة والدولة القومية في العراق1914- 1990، ط. الثانية، ص.209. لندن 1990، دار النشر بلا. ( التوكيد منا- الناصري) 5 -د. محمد الجوادي،عبد الكريم قاسم الماركسي الذي أشعل النار في الناصرية في 14/7/2019 mubasher.aljazeera.net. لم يكن الزعيم قاسم ماركسياً بل كان يميل إلى الحزب الوطني الديمقراطي المتأثر بالاشتراكية الفابية . 6 - د. حميد الكفائي، المتمددون على حساب شعوبهم، نشر في 7/12/2020 في موقع https://akhbaar.org 7-هاني الفكيكي، اوكار الهزيمة، ص.88- 89، مصدر سابق. 8- د. علي كريم سعيد، عراق 8 شباط، هامش ص. 208، 1963، من حوار المفاهيم ألى حوار الدم، مراجعة في ذاكرة طالب شبيب، دار الكنوز الأدبية بيروت 1999.. وينفي طالب شبيب أن تكون كل ما أملاه على الدكتورعلي كريم سعيد ليس بمذكراتي. ويكتب عبد الستار الدوري "... أتذكر أنه حدثني مخموراً، وليس سكراناً.. بأن ما نشره السيد (علي كريم) من كتاب تحت عنوان (عراق 8 شباط)، يمثل مذكراتي الشخصية والحزبية، فإني أستطيع الآن أن انفي بتاتاً وقاطعاً، بأن معظم ما جاء، بمحتوى ذلك المطبوع، لا يعكس وجهة نظري ولا يمثل (مذاكراتي)!!. اوراق عتيقة، ج.3، ص. 169، مصدر سابق. 9- حسن العلوي، العراق: دولة المنظمة السرية، ط.3، الناشر السعودية للأبحاث، 1990 ص. 27. 10 - المصدر السابق، ص, 23. 11- حسن العلوي، دولة الاستعارة القومية، من فيصل الأول إلى صدام حسسين ص.36، دار الزوراء لندن 1993. 12- ويليام زيمان، التدخل السري للولايات المتحدة في العراق خلال الفترة 1958-1963, ت. عبد الجليل البدري، 2013، دار النشر ومكانها بلا، ص. 42. 13 - المصدر السابق، ص.15. 14- أحمد عواد الخزعلي، 8 شباط وبداية المؤامرة، على الموقع المثقف، تاريخ النشر 21/3/2020، http://www.almothaqaf.com/. لكن هناك حقيقة تاريخية من أنه: “… يعترف غير قليل من أولئك الذين وقفوا ضده في تلك الساعة بأن عامة الشعب كانت تكن له حباً مخلصاً يفوق حبها لأي حاكم آخر في تاريخ العراق الحديث… “. ويكمل لأن “…عبد الكريم قاسم على الأقل أنقذ العراق من أن يكون سالبة في أيدي القوى الخارجية, وأنه وبطريق قويم جداً، وسع في بعض الأحيان، وإن يكن لحد محدود، في حرية التعبير أكثر مما فعله أسلافه. ومع الأخذ بالاعتبار كل ما يتردد من أمآخذ على عهد قاسم، فالثابت أننا سنسمع العراقيين وإلى سنين عديدة مقبلة كثيرة، يقارنون عهد قاسم بما جاء بعده من عهود مقارنة تنتهي لمصلحته هو لا مصلحتها...". ويشير إلى ذات الفكرة د. علي كريم سعيد، بالقول: “… هناك ظاهرة تستحق النظر وهي أن الجمهور العراقي العريض ظل منذ رحيل قاسم ولحد اللحظة الراهنة حذر من تأييد كل الحكومات التالية. وظلت ذاكرة عهد عبد الكريم قاسم مثيرة للأهتمام أكثر من غيرها وطيبة في أذهان كثيرين، بل أن قاسم ظل يضيق على الحكام اللاحقين بسبب إدمان الشعب على مقارنتهم به… .“ومقارنة بالذين حكموا بعده، يقسمهم الكاتب هاشم جمال داود إلى “… لو استعرضنا طبيعة الكارهين للزعيم والمشوهين لسيرته طيلة الفترة الممتدة من تاريخ ٨ شباط 1963والى 2003 سنجد انهم على ثلاثة انواع: الأول: هم أبناء وامتداد لمن كانوا موالين للنظام الملكي، والمؤيدين للتدخل البريطاني في رسم سياسة البلد وتسييره ؛ الثاني: وهم الفئة التي جعل منها النظام الملكي طبقة برجوازية في العراق ومعهم الطبقة التي تحولت الى إقطاعيين. ؛ الثالث: وهم الذين كانوا مع ثورة 14 تموز ثم انقلبوا عليها وعلى الزعيم وتسلموا مقاليد الحكم، وهؤلاء هم الأخطر من حيث تشويه سيرته وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ وكتابته بشكل يتناسب مع سيرتهم التاريخية وغاياتهم . 15- ويليام زيمان، التدخل السري، ص.51، مصدر سابق. 16 - تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري، ج. 2، ص. 189، مصدر سابق. 17 - حيدر زكي عبد الكريم، الجمهورية العراقية، ص. 120، مصدر سابق. 18 - حيدر ياسين، من تعليقه على فوزي السعداوي في الفيسبوك الجزء 3 بعد تموز، في 18/ 4/ 2020 ؛ ميلز كوبلاند، لعبة الأمم، مصدر سابق. - جمال العتابي التحرر من ثقل الماضي ، لا تسعفه النوايا الحسنة . الحلقة الثالثة، المدى. 19- للمزيد عن هذا التآمر، راجع كتابنا،عبد الكريم قاسم في يوم الأخير، ط.2،ج. الثاني، مصدر سابق. 20- جعفر المظفر،البعثيون وقضايا الإسلام وتاريخ الأمة القومي ،الحلقة الثانية، الحوار المتمدن، تاريخ النشر في 22/4/ 2021. 21 - تاريخ الوزارات في العهد الجمهوري، ج. 3، ص. 400، مصدر سابق.
#عقيل_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح
...
-
حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح
...
-
حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح
...
-
حزب البعث ودوره في تغيب سلطة 14 تموز من خلال رفعه شعار (الوح
...
-
حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (3- 3)
-
حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (2- 3)
-
حتى لا تتسربل ثورة 14 تموز 1958 بالنسيان! (1-3) ***
-
هياكلية الأمن العامة والاستخبارات العسكرية في الجمهورية الأو
...
-
أحمد محمد يحيى/ وزير الداخلية الجمهورية الأولى:(2-2)
-
أحمد محمد يحيى/ وزير الداخلية الجمهورية الأولى:(1-2)
-
القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي : (6-6
...
-
القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (5-6)
-
- القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (4-
...
-
القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (3-6)
-
- القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (2-
...
-
لقاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي: (2-6)
-
القاعدة الاجتماعية لسلطة 14 تموز مقارنة بالعهد الملكي : (1-6
...
-
الصفات الاساسية في إدارة الزعيم قاسم للصراع الطبقي في العراق
...
-
من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (5- 5):
-
من تاريخية صراع الهوية في العراق المعاصر (4- 5):
المزيد.....
-
العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب
...
-
وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات
...
-
احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر
...
-
طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا
...
-
الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
-
بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
-
Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى
...
-
بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول
...
-
إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
-
روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|