أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفي النجار - غيوم في الصباح














المزيد.....

غيوم في الصباح


مصطفي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 05:36
المحور: الادب والفن
    


حين جاءت الغيوم .. أغلقت عيناي .. وقال قلبي : إلي أين أنت ذاهب ؟! قلت: سأذهب إلي طريقا للعاشقين .. طريق من يملكون الإحساس ، لأننا في زمان ضاع فيه الإحساس .. إحساسك و إحساس .. هذا الدفين داخل أعماقي ، أتلمسه كل يوم ، أتحسسه من بعيد أو من قريب أحيانا. لا أعرف متى سأسير وحدي في طريق منير .. أقلب دفتر ذكرياتي فأرجع بالحاضر إلي الماضي لأعرف كيف أكون بعد فراقي عن حبيبتي .. و كيف أصبح حالي اليوم وكيف سيكون بالغد ؟! أليس هذا حقي في الحياة ، ألا يجب أن أعرف من أكون ، ولما أكون أنا وليس فلان أو فلان ؟!
إني ساخط علي الدنيا وما فيها ، لقد فارقتني .. منذ زمن قلبي في كونها سماء ! حياتي بدونها مستحيلة، الناس من حولي بدونها صخور لا تسمع ولا تنطق ولا تفعل لي أي شيء ! هل حياتي بلا معني للناس أو حياة الناس لي بلا معني بعد فراق حبيبتي .. أتصور أني نفسي تتساقط كل يوم مني كما يتساقط الورق الذابل من غصون الشجرة ، ولكن الشجرة هي التي تنفض الأوراق بإرادتها أما أنا فتنتفض مني أوراق نفسي رغما عن أنفي . نعم هل هان كل محبا علي حبيبه ؟! أبحث عنها في كل مكان .. بحثا لا أعلم من خلاله شيئا عنها .. تقرحت جفون قلبي من كثرت البكاء و دموعي ليست كباقي دموع العاشقين بل هي قطرات دم امتزجت بورق نفسي الذي يهوي مني كل يوم بالالأف والمئات خوفا من جرحا جيد يصدمني في طريق العشاق .. ها أنا أفتح الأكف حبيبتي لتحتضنينها وقت انفجار حلمي, وقت أن أكون حيث لا تكون .. حين أسبح أمامها وهي لا تراني !
نسيم حبها يلاطفني ليلا ، نهارا ، ويأتني علي ظلها من لحظة لأخرى فأحلم أني أحتضن عبيرا من الناس ، شهيقا بلا زفير .. كأني أمتص الدنيا إلي ولا أكشفها للعالم أبدا ، كأني أقول ما في قلبي و لا يكفيني فآخذ من قلوب العالمين و أٌقول لها كل ذلك .. والغريب أنها تتقبل كلامي .. ولا تلطمني علي وجهي .. ولا تقول لي أسكت ! ولا تعاتبني علي أني لا أملك حبها أبدا .. ولا تقول لي إني أحب غيرك .. لا أحبك .. لا أحبك .. ربما لأن ذلك كله حلم يدور في داخلي كما يدور شريط الفيلم في قاعة السينما .. فكلامي هو هو .. و خيالي هو هو .. أنا نفسي .. نفس ما كنت بالسابق .. خيالي .. كما كانت تقول عني دائما .. أري الدنيا بيضاء أو زرقاء أحيانا كثيرة .. ربما لأني أحب الخير .. الحب .. الناس .. ربما لأنني لست أن ما في جسدي لا يعبر عني .. و كلامي لا يخرج مثلما أريده أن يخرج .. عمري أصبح صفحة طويت و حفظت في سجل العشاق .. وجودي لا ينفع السجل أو يضر! فالسجل مطوي علي نفسه التي هي في الأصل ذاتي !
هل كما قيل لي : الحب هو شبكة لاصطياد العيوب ! كيف هذا ، وكنت لا أري في حياتي سواها .. كانت كل وجودي كانت دنياي وخلودي كانت عمري القريب كانت دوائي .. كانت كل أحلامي .. كل الوجود .. لي .. بدون قيود .. حبها لي .. عمرها لي .. نومها لتحلم بي .. يقظتها لتكلمني وتراني .. كانت تنسج لي الشعر .. كانت تقول أنت الذي أحببت .. أنت الذي تمنيت .. أنت حبيبي وعمري .. أنت شروقي وغروبي .. أنت الذي أنطقني .. أنت الذي علمتني معني الحب .. أنت الذي ستتزوجني .. أنت الذي أحببتني من داخلك .. أين كل هذا يا حبيبتي ؟! لماذا فارقتني ، هل يفعل الموت هذا في كل المحبين أم أنه أختارك أنت لأنني أحبك .. ويلك يا موت مني فأنا الذي أنطق حبي كل المحبين .. أنا الذي سمعتني الحيوانات فبكت .. أنا من أحببت ليلي و نهاري .. لأنني كنت بجانبها و أنت الذي فرقتنا .. يا موت .. سوف ألعنك إلي موتي .. يا موت .. كيف تفعل هذا بدون إذني .. فعلا أنت كما قيل عنك : الموت، هو أقل تضحية بين المحبين ! المرض : هو جسد للعبور إلي الموت . فأين أنت يا مرض ضمني إلي حبيبتي حتى لا أفارقها لست أقل من: روميو و قيس و عنترة و المجنون ... وكل حبيب ! يا موت افعل ما تريد في الوقت الذي أريد .. أتوسل إليك ، أريد أن أراها ، ذهبت إلي كل مكان ولم أراها إلا عندك فاجمعني بها أرجوك .. يا مفرق الجماعات .. فرق بيني وبين الناس .. اسمعني ولو مرة .. اعلم حالي .. لا تعذبني .. لا تقتلني وأنا حي .. لا تقتلني علي غفلة .. افتح لي صدرك .. بكائي وصل إلي الأرض .. ارحمني .. آه و آه .. أرجوك أرتعش من رياح البعد .. الفراق أليم يا موت .. حبيبتي تنتظرني عندك .. أراها تلوح بكفها الرقيق لي .. لا تحرمنا من بعضنا يا موت .. دعني أذهب إليها .. يا موت .. هل جربت الفراق ؟! هل أحببت يوما .. لا أظنك فعلت ، فلو فعلت ستبقي علي كل محبين ! لن تقبضهم إليك .. أليست الحرية قريبة من الأعين .. فإن حريتي مع قيدي .. فقيدني بقيدك علي أن أكون مع حريتي .. حبيبتي .. حريتي هي حبيبتي .. أحسست بقربها بأنني أعظم الرجال .. بأني أقوي الرجال .. أكثرهم خوفا عليها .. أكثرهم مغازلة لها .. أكثرهم هياما فيها .. أكثرهم حبا لها .. ألطف إلي نفسها .. أقربهم إلي قلبها .. أطهرهم إلي وجدانها .. أعظمهم في عقلها .. !
حبيبتي .. هي أجمل نساء الأرض.. أرق نساء الأرض .. هي حبيبتي .. هي أمي .. هي نبضي .. تفكيري .. خوفي .. وأماني .. قوتي.. وضعفي .. فرحي .. وحزني .. علمي .. وحلمي .. عمري .. وقدري .. نصيبي من الدنيا ، بل كل حقي في الدنيا ..
حبيبتي سوف آتي لكي ولو بعد حين !



#مصطفي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذ فكرة و اشتري -بكرة-
- مكافأة للعرب
- قانون الشركات الموحد
- الحب .. والزواج .. والاستقرار
- الزعماء العرب بعد اللقاءات المستمرة:
- المدرسة.. واللي فيها.. واللي بيجري فيها!
- التسامح الديني... بين الواقعية والاستحالة
- الحلم الإيطالي ..الواقع والخيال
- الشخصية السيكوباتية


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفي النجار - غيوم في الصباح