فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 11:58
المحور:
الادب والفن
الأيام الشرقية تمضي
وكأن الزمن يدبر مكيدة لنا نحن ملايين القوارب المثقوبة
ملايين الهروب من الرصاص والموت
ملايين اللاشيء ..اللاوطن اللاهوية
*
في منطقتنا نستيقظ كل صباح
لنصعق بموجات الترويج للأستبداد الديني والسياسي
من قبل النخب الاجتماعية والسياسية والثقافية
حتى اننا نودُّ لو نشتمهم في العلن إسماً إسما
وقد باعوا انفسهم للصوص والقتلة
*
اقتلاع شجرة شرقية
ماء بلادك ، ملحها ، وهواؤها
ثلاثية كيمياء جسدك
وقد اكتملت تفاعلا منذ الخلق والطفولة
كلمامضت خطاك في الطريق
بدأ ت رحلة التغريب
ثمة مايقتلعك كل يوم في عمرك
من انتمائك الى اشيائك الحميمة
لعبتك
كتابك
ركن استراحتك
الفتاة ذات الجديلة التي احببتها
في طفولتك
المدينة التي تمنيت لو بقيت فيها
العنوان الذي تعلمت ان تكتبه اول مرة
على مغلّف رسالة الحب الأولى
رحلة من التغريبات المعذِبة
حتى تنتهي بأقتلاعك من وطنك
وكأن اوطاننا لفرط ماتوجهه الينا من قسوة
تعترف انها ليست اوطانا
برغم ثلاثية الماء والملح والهواء
التي تسحبنا اليها
في اعماق كيمياء اجسادنا..
*
جدليات الموت والحياة
والدين و السياسة في بلادنا
جدليات التقديس والعادي والأرضي
وجدليات المحبة والكراهية ..
تُشوّشُ الحواس والوعي
تشوّش صورة المواطنه
لكنها تدفع بقوة الزمن وجدله وحقائقه
الى الأمل المطلق بأن واقعا آخرَ سيأتي ..
*
وكأني أكتب كي اراني كيف افكر
واسمع صوتي الداخلي
لا ليراني الآخرون او ليسمعني احد ..
*
الذاكرة التي امتلأت بصور ومرايا المدن
المكان وقد ترك فينا بقاياه ونقوشه وروائحه على ثيابنا
والمواعيد وقد غدت تاريخا للممرات والطرق الفرعية
حيث تركنا عبير احلامنا وظلال خطانا وحواراتنا
في مسيراتنا الطويلة التي لم توصلنا الى المحطات
وحين اردنا العودة اعتمت المداخل والمخارج
وكأنا في دوامة تيه .. في زمن الأسئلة ؛
هل حقا هذه نهاية كل تلك الجدليات
ان يتمكن الظلم مما تبقى من ضوء وامل
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟