أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - بعض من بدايات تاريخ الدمى ومسرح الاطفال في ماضي العراق القريب















المزيد.....

بعض من بدايات تاريخ الدمى ومسرح الاطفال في ماضي العراق القريب


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


إن اهتمام العراق بهذا النوع من الفنون لم يكن بعيد العهد أو في وقت مبكر، حتى أن المعنين لم يؤرخوا له. فقد شهدت مرحلة الخمسينات من القرن الماضي نوعا من الالعاب كان يطلق عليها، ألعاب (خيال الظل). وقد إشتهر واحد من مقدميها شخص يدعى (رشيد أفندي) يقوم بتقديم ألعاب خيال الظل للصبيان الذين تتراوح أعمارهم من ( 10-إلى 15 سنة) (1). أما في الفترة ما بين الأعوام 1956- 1968م فقد تطور نشاط عمل وصناعة الدمى في العراق لتطور فن الرسوم المتحركة وخاصة ما بعد ثورة تموز 1958م التي شهدت زيارة العديد من فرق الدمى الشهيرة والمتميزة لعدد من الدول مثل الصين، تشيكوسلوفاكيا، بولونيا، الهند، ألمانيا، وبلغاريا، مثل فرقة ( الثنائي الآل ني ايلة ) الذين تنوعت عروضهم واستخداماتهم لأنواع الدمى من (دمى قفازيه، ودمى صولجانيه، وعرائس الماريونيت ... وسواها ). وقد ساعد في ذلك ايضا تأسيس تلفزيون بغداد ـ 1956م،الذي كان في مقدمة اهتماماته التركيزعلى تقديم برامج وحكايات وقصص للاطفال، وكان ذلك بمبادرة شخصية من المخرجين والعاملين في التلفزيون آنذاك(2). وحين أدركت إدارة ( تلفزيون بغداد ) هذا الاهتمام عملت على استقطاب عناصر ذات كفاءة بعمل وصناعة الدمى وعلى تحريكها من أمثال ( عامر مزهر، وسامي الربيعي ) هذا الثنائي الذي استمر طويلا بالعمل في حقل الاطفال وبرامجه في مختلف المجالات الفنية التلفزيونية منها والمسرحية، وقد قاما بصناعة أول فلم للدمى المتحركة بعنوان (الخزاف )، وكان بطريقة ( الكادر– كادرSinge Frame ). كما قاما أيضا بتنفيذ فلم (الطيارة الورقية) بطريقة القصاصات الورقية وعلى طريقة (خيال الظل) المعروفة في المسرح. وبعودة الثنائي (أنور حيران وطارق الربيعي) من القاهرة في عام 1959ـ وهما من المهتمين بمسرح الدمى ـ من القاهرة بعد انهائهم للدورة التدريبية في مسرح العرائس حيث اطلعا خلالها على كيفية ( عمل صناعة الدمى وتحريكها puppets marionette )، على يد (الفريد ميخائيل (3) وصلاح السقا (4) )، وقد شاهدا حينها العديد من عروض الدمى المختلفة، فاستحدثا برنامجاً جديداً اسمياه ( مسرح العرائس) إضافة إلى برنامجهما الذي كانا يقدمانه قبل سفرهما (قره قوز). وكانا قد شكّلا فيما بعد فرقة جوالة للعرائس المسرحية أطلقا عليها اسم ( مسرح بغداد للعرائس) طافا بها العديد من رياض الأطفال والمدارس والفنادق ومدينة الألعاب في اغلب مدن العراق. وفي نفس العام 1969م استقدم (تلفزيون بغداد) أحد مخرجي مسرح الأطفال والعرائس من المسرح القومي المصري وهو( إبراهيم سالم) من أجل إعداد فقرات منوعة للعرائس في العراق(5)، الذي استعان بمحركي دمى عراقيين، كانوا النواة في تأسيس قسم خاص ببرامج الأطفال في ( مصلحة السينما والمسرح ـ دائرة السينما والمسرح حاليا )(6) التابعة إلى وزارة الثقافة والأعلام. كما كان للخبرة السينمائية دورها الهام على مستوى تنفيذ وعمل الدمى في السينما كذلك، حيث الدقة في الحركة زائدا اتباع متطلبات الشروط الفنية العالية. وكان حصيلة هذا الجهد فلمين هما: (القطة بوسي ) و(الأرنب الذكي)، وهما من إخراج : كاظم العطري وفيلم (حياة سعيدة) من إخراج: عبد السلام الأعظمي. لتبدأ بعدها مرحلة جديدة في تلفزيون بغداد الذي استحدث برنامجا نصف شهري باسم (عرائس بغداد)، الذي توقف لأسباب فنية أهمها صعوبة التنفيذ السريع للدمى وغياب المؤلف الذي يقدم الحكايات المناسبة للبرنامج. خصوصا بعد صدور توصيات ( الحلقة الدراسية العربية – في بيروت ) والتي نصت على مراعاة" المربون والكتُّاب والفنانون أطوار النمو بالرجوع إلى الدراسات النفسية والتربوية "(7). فكان برنامج ( الشاطر ـ 1974) الذي يضم دميتين ل[الشاطر]و[بسمه] كانتا من النوع القفازي، دمية (الشاطر) حركها وتكلم لها (أنور حيران ) ودمية (بسمة) حركها وتكلم لها (أنور حيران). أعتمد البرنامج على حوار كان يجري بين مقدمة البرنامج [هدى عبد الحميد] والدميتين. وبرنامج آخر بإسم (قصص وحكايات)، الذي اعتمد أيضا على دميتين هما (الببغاء) و(الدب). وبرنامج اسبوعي آخر هو ( عائلة فاهم )(8). وكان لمسلسل ( حكاية أطفال ) المقتبسه حكاياته من حكايات ( كليلة ودمنة ) ومن ( قصص الأدب العالمي ) وحكايات محلية شعبية أخرى تستهوي الأطفال مقتبسة من الموروثات الشعبية العراقية، والعربية، المعروفة والشائعة كتبت خصيصاً للبرنامج بتأليف محلي. وشهد العام 1976م وهو بداية البث الملون في تلفزيون بغداد، النقلة النوعية في عمل الدمى وبرامج الأطفال في العراق. حيث تم استحداث ( شعبة الدمى والرسوم المتحركة ) في مبنى التلفزيون، وفيها يتم تنفيذ الدمى التي تصاحب الفعاليات المختلفة. هذه الحركة أدت إلى تطور البرامج ، حيث صاحبها انتاج أفلام دمى اكثر تطورا مثل (الطيارون الصغار) و(الأسد والفار) و(التنين) وغيرها.
وكان للاستعانة بالخبرات الأجنبية، من قبل المعنين اللذين اقاموا دورات تدريبية لستة عشر فناناً بإشراف ( بارو ميرا برودوفا ) و(فاتسلاف بولاك) وهما من تشيكوسلوفاكيا، وكان نتيجتها تأسيس شعبة خاصة لرسوم وتصميم الدمى من مجموعة من الرسامين والنحاتين المعروفين في العراق أمثال (محمد تعبان، وعامر مزهر) وغيرهم، واستضافة الرسام المصري (صلاح الليثي ) الذي صمم ونفذ دمى مسلسل (القطار الأخيرـ 1978م). يضاف الى أن العراق كان واحدا من الدول التي أنشأت (مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لأقطار الخليج العربي) في 4 كانون الثاني 1978 في دولة الإمارات العربية في [أبو ظبي]، وقد مثل العراق في اجتماعات اللجنة المؤسسة لها الفنانان فيصل الياسري و د.فائق الحكيم. اللذان كان لهما فضل التعاون مع ألمانيا الديمقراطية و تشيكوسلوفاكيا، كان ثمرتها فلم الرسوم المتحركة الطويل. [الأميرة والنهر]، والمشاركة في المهرجانات الدولية كمهرجان برامج الأطفال والشباب في (براتيسلافيا). وقد إمتازت هذه المرحلة بالمواضيع التراثية مثل أفلام (الماجينة)(9) التي نفذت بطريقة الدمى القفازية، و(المغيزل)(10) الذي نفذ بالقصاصات الورقية عام 1978م. كتبت السيناريو لها وأخرجتها [ فاتسلاف برودوفا ] أما الجهة التي قامت بتنفيذها فهي شعبة الدمى في تلفزيون بغداد. ونتيجة للمشاركات المستمرة للعراق في المهرجانات الدولية والعربية، ولضرورات تصدير الأفلام المنتجة محليا إلى دول العالم المختلفة، ابعد قليلا تلك الأفلام من محليتها وقلل من استخدامها للهجة المحلية ضيقة الفهم التي استبدلت باللغة العربية الفصحى وأدخلت عليها[ الدبلجة الى اللغات المختلفة ] وهي حالة صحية لوصول المنتج المحلي الى بقية انحاء العالم. وهكذا كان لدخول الخبرة الأجنبية دورها الإيجابي المساعد في اعتماد الدقة في استخدامات الديكور والإضاءة والملابس وبقية عناصر الإنتاج الفني. وكذلك في توخي الدقة في تصنيع الدمى المحلية من حيث أشكالها وألوانها وحجومها والمواد التي تدخل في صناعتها.
أما السنة المثالية في الانتاج، بل السنة الأضخم في الانتاج على المستوى العربي فهي السنة التي تزامنت مع ( السنة الدولية للطفل ) بإنتاج البرنامج التعليمي المنوع ( افتح يا سمسم Mobbite Show ) الذي برز من خلاله خط جديد في نشاط عمل الدمى، المتمثل في تصوير الأغاني التراثية بالدمى القفازية والصولجانية ذات الأسلاك. من هذه الأغاني (هيلا يا رمانة)، (كشك وعدس)، (بلي يا بلبول)، (يا زكريا)، (هيدو)، (يا كمرنا لا تغيب)، (الله مصبحكم بالخير)، (شدة يا ورد)، ( اشكمو ياشيب)، ( يا يمّه إنطيني خريزة)، (يا حوتة يا منحوتة)، ( طلعت الشميسة على قبر عيشة )، ( يا خشيبة نودي نودي)، وغيرها. كما تم تنفيذ مسلسل (سفينة الحكايات) عام 1981م وهو إنتاج (عراقي – سوري) مشترك. ومسلسل (علي بابا ) عام 1981م كتبهما الكاتب المغربي محمد السملالي، ومثل شخصية [الراوي] فيها الممثل سامي قفطان. ومن الأفلام التي أنتجتها شعبة الدمى: الفيلم الملون 16ملم (الأخوات الثلاثة) وكان من إخراج: فلاح زكي، وفيلم (الجسر الجديد) لعزي الوهاب، وفيلم (الفأر الرسام) وفيلم (الكلب والأرنب)، وأفلام أخرى.
ان استذكار الماضي غير البعيد الذي سقناه ليس الا العزاء الأكيد، من غياب الحاضر غير الآبه بضرورة العناية بمسرح الطفل في العراق. ولم يكن مهرجان مسرح الطفل الذي اقامته دائرة السينما والمسرح، في دورته الخامسة في 2/تشرين الثاني 2008, الا جزء من رد الاعتبار للتوجه القديم ـ الجديد الذي يتوجب ان يكون حتميا من أجل بناء المجتمع الذي نسعى اليه جميعا.
* * * * *
الهوامش
1. السامرائي ، عبد الجبار محمود : رمضانيات ، مجلة العاملون في النفط ، بغداد ، كانون الأول 1969 ، ص 26 .
2. من أهم من قدم للأطفال واهتم بفنونهم هم : علي الدبو ، محمد الجنابي ، فيصل الياسري ، حمودي الحارثي ، كمال عاكف ، عزي الوهاب ، عبد الهادي مبارك ، حسين التكريتي ، عمانوئيل رسام ، إبراهيم الديواني … وآخرين ) .
3. مدير مسرح العرائس بالقاهرة .
4. مخرج مسرح عرائس ، من اشهر عروضه التي أخرجها ( الليلة الكبيرة ) ، تأليف وأشعار : صلاح جاهين .
5. العاني ، فاضل : مسرح العرائس اصله عراقي ، جريدة الجمهورية ، بغداد ، 17 حزيران 1969 .
6. علي ، فاضل عباس : الأطفال والبرامج الإذاعية والتلفزيونية ، مجلة وعي العمال ، بغداد 2 آيار 1979 ، العدد 13 ، ص29 .
7. من توصيات الحلقة الدراسية ( العناية بالثقافة القومية للطفل ) ، بيروت من 7-71 أيلول 1970 ، منشورات اتحاد إذاعات الدول العربية ، ص 189 – 197 .
8. هذا المعهد كان تابعا لوزارة الثقافة والإعلام – المؤسسة العامة للسينما والمسرح .
9. الماجينة : وهي لعبة أطفال تؤدى في ليالي شهر رمضان ، وهي فولكلورية متوارثة.
10. المغيزل : تصغير لكلمة ( المغزل ) ، وهي الأداة البدائية التي يتم بواسطتها صنع الخيوط من صوف الأغنام ، وتهيئتها للحياكة .



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد التلقي السلبي في المسرح
- للمسرح قيادة حكيمة ... [ أمارة الشارقة أنموذجا ]
- في المسرح ... فن الفرجة أولا
- الدكتاتورية في المسرح
- حدث في المسرح عام 1975
- الجهود الاخراجية في تأليف العرض المسرحي
- فن التكوين
- في المسرح .. ورحم الله حقي الشبلي
- ازدهار الفن في ازدهار البنى
- أنف اللوحة ...
- (انتيجون – بروت مار) ... مسرحية كلاسيكية معاصرة
- المسرح التجاري، من افرازات الحرب
- الخطة الاخراجية
- الجو العام
- (سردنبال) ... مسرحية الخراب البديل عن الحرب
- إبراهيم جلال[*] .. وسينوغرافيا النحت الفكري في شكل المسرح ال ...
- ما تيسر من سفر الطيبة البصرية .. “ جبار صبري العطية ”
- مقدمة (أعداد الممثل) – ل ( ستانسلافسكي)
- المسرح الشعبي في الوطن العربي
- ما تيسر من سفر الطيبة البصرية .... - جبار صبري العطية -


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - بعض من بدايات تاريخ الدمى ومسرح الاطفال في ماضي العراق القريب