أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - نصر الله وحديث الأمهات














المزيد.....


نصر الله وحديث الأمهات


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 05:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مضى وقت طويل وإسرائيل لازالت تسرح وتمرح في مصير المنطقة بدون أي رادع من شأنه أن يضع حداً لسلوكها الأحمق , فقلوب شعوب المنطقة المغلوب على أمرها امتلأت غيضاً , ومن عقدٍ لآخر تحلُ المصائب فوق رؤوسها دون توقف, بدءاً من لحظة إعلان دولة اليهود عام 1948م وحتى الآن.
معارك وحروب ومجازر وأنهر من الدم , أمام هذه الدولة الدينية العسكرتارية , أطل علينا قادة عرب أكثر عسكريةً منها, توعدوا وهددوا وخططوا بإزالة هذا الكيان الغاصب من جسد الأمة, وإلى اليوم وعودهم بقيت قائمة في محلها لا تتزحزح ,
لا بل سطرت في خطاباتهم وشعاراتهم لتغدو قضية التحرير شغلهم الشاغل, بالأمس قالوا لا لإسرائيل ثلاث مرات , لكنهم اليوم يقولون نعم ألف مرة.
من تحت الأنّات والصيحات سالت الدماء من جرح غائر , وضاقت الصدور اختناقاً , هكذا اعتادت الشعوب العربية منذ نعومة أظافرها على الهموم الدائرة في رأسها , تنسى وتتذكر تتابعاً , تنسى تغيير واقعها الاجتماعي والسياسي المنحط وتتذكر معاناة إخوانها القتلى والجرحى عند النهر شرقاً والبحر غرباً .
وسط جعجعة الحرب المفاجأة على لبنان وقعقعة سلاحها الغادر , انشرحت صدور الأمهات الأرامل والثكالى اللواتي عشن سنوات الصراع كاملةً , وطبعن في ذاكرتهن المرات التي انكسرنا فيها أمام الضبع الإسرائيلي , الكل انتابه الشعور بالأسى والألم على دمار لبنان وتشريد أهله وقتل من بقي منهم في مجازر مروعة امتقعت لها الوجوه شحوباً وعبوساً .
ما يلفت في هذه الحرب صوت الأمهات المنادي بحياة السيد حسن نصر الله , وأحاديثهن ورسائلهن المتبادلة بينهن خلال الحرب , المطالبة بوقوف الشباب عقلاً وقلباً مع المقاومة وسيدها , لا شك أنّ حزب الله أنزل بإسرائيل من الخسائر ما لم تتوقعه نفسها , لدرجة أن بعض الساسة اللبنانيين ممن هم على خلاف مع نصر الله طالبوها بأن تقر بهزيمتها وتكف عدوانها.
إنّ حالة العجز والذل التي وصلنا إليها في العالم العربي , غلّبت عواطفنا ومشاعرنا على عقلنا وتفكيرنا , خصوصاً عواطف الأمهات الجامحة وغير المحدودة بسبب أو بدون سبب , قد لا تدرك الأمهات خصوصية الوضع اللبناني , فالبهجة تغمر قلوبهن لآي شخص يملك القدرة على كسر العظم الإسرائيلي بأي طريقة كانت , أمّا العتب الملقى على كاهلنا أننا نسينا عدونا وتقاعسنا عن مقارعته .
ما ينبغي أخذه هنا في عين الاعتبار أنّ مكاسرة عدونا تبدأ سياسياً لا عسكرياً , فإسرائيل تتدعي دوماً أنها ديمقراطية ضمن محيط استبدادي ضعيف , وعليه, لا نستطيع أن نتخذ أي قرار عسكري إذا لم نكن متحررين سياسياً من قبضة الاستبداد , ونصر الله ذاته لولا هامش الديمقراطية المتاح في لبنان لما استطاع أصلاً تحرير الجنوب المحتل ومجابهة إسرائيل طيلت السنوات الماضية , ماذا سيحل بنصر الله لو أنه في دولة عربية غير لبنان؟؟ هل كان بمقدوره أن يطلق رصاصةً واحدة في وجه إسرائيل؟.
إنّ حرب إسرائيل المفتوحة على لبنان تستهدف حريته وديمقراطيته أولاً, فلبنان كدولة ديمقراطية يواجه إسرائيل كدولة عسكرية دينية , عدوها الأول (الديمقراطية) وأوضح مثال تخبطها الراهن من جراء فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة.
مرة أخرى لا يحرر الأوطان إلا الأحرار , ولجميع الأمهات نقول إنّ طريق التحرير الحقيقي يبدو طويلاً وشاقاً , إنّه يبدأ من الداخل أولاً وينتقل إلى الخارج ثانياً, حينئذ ينبلج فجر جديد حاملاً معه أوطان وليس مشاريع أوطان .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - نصر الله وحديث الأمهات