أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - للوطن جيش واحد وللأحزاب جيوش














المزيد.....

للوطن جيش واحد وللأحزاب جيوش


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 7 / 31 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من بين أول قرارات المندوب السامي الأمريكي في العراق المحتل، بول بريمر، قرار حل الجيش العراقي الوطني، من أجل التمهيد لأحزاب حقبة الاحتلال أن يؤسس كل جيشه الخاص.
الهدف من هذا طبعاً هو أن لا يخرج من بين جيوش الأحزاب هذه، ذات الولاءات الحزبية والفئوية، من يقول لأمريكا أولاً، وللطبقة السياسية ثانياً: أقسمنا أن ندافع عن الوطن، كما قال أحد عناصر الجيش التونسي لراشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي.
وإذا كانت قد مضت عشر سنوات فقط على راشد الغنوشي و(حركة اخوانه) وهم يعبثون بمصير تونس ومستقبل أهلها وينهبون ثرواتها، فالطبقة السياسية العراقية تعبث بمصير العراق وشعبه وتنهب ثرواته وتوالي المحتل الإيراني (بعد انقلابها على المحتل الأمريكي، الذي أوصلها إلى السلطة)، منذ عشرين عاماً، من دون أن تجد قائداً عسكرياً واحداً، يحز في ضميره الوطني ما يجري للوطن، ليقول لهذه الطبقة: لقد أقسمنا أن نحمي الوطن، وآن لكم أن ترحلوا، ببساطة لأن ليس بين قادة جيش حقبة الاحتلال من أقسم أو يهمه حماية غير حزبه ورئيسه الذي التقطه من الشارع وصنع منه قائداً عسكرياً يتلقى تحايا تعظيم مرؤسيه.
قبل الاحتلال الأمريفارسي للعراق، وَلَدَ صدام حسين، من الجيش العراقي وبموازاته، ربما عشر أجهزة مسلحة، من أجل حماية نفسه وكرسيه، ولكن، ولأنه لم يستطع أن يمسخ ولاء وعقيدة الجيش العراقي الوطنيين، فإنه تعرض لأكثر من عشر محاولات انقلاب، من قبل قادة الجيش العراقي، باعتراف برزان التكريتي، في كتابه (محاولات اغتيال السيد الرئيس).
عندما كان الجيش عراقياً لا حزبياً وولاءه للوطن فقط، لم يهن على كبار قادته أن يروا صدام يتحول إلى دكتاتور ويعبث بمصير الشعب والوطن ويبدد ثرواته، فحاولوا إزاحته عن السلطة بأكثر من ثلاثة عشر انقلاباً، رغم أنهم كانوا يعرفون ومتأكدين أن ثمن محاولاتهم تلك، في حالة فشلها، إعدامهم ومصادرة بيوتهم وأموالهم، وملاحقة عوائلهم وأقربائهم، وحتى الدرجة السابعة، وهذا ما حصل للجميع.
ثمانية عشر عاماً مرت على احتلال العراق وحل جيشه الوطني وتصفية كبار ضباطه، والعراق يرزح تحت حكم طبقة سياسية لا يجمع بين أفرادها وأحزابها غير الولاء للمحتل ومشروعه لتفليش العراق وإحالته إلى دولة فاشلة، من دون أن يخرج على العراقيين قائد عسكري ليصرخ بوجه هذه الطبقة: لقد أقسمت أن أحمي الوطن.. لماذا؟ لأن الجيش الحالي الذي يحمي أحزاب الطبقة السياسية ويمنحها الشرعية، ولاءه لأحزابه ولمصالحها وليس للوطن.
ثمانية عشر عاماً وجيش الأحزاب، وما ألحق به من ميليشيات، لا هم له غير حماية الطبقة السياسية الفاسدة وتمكينها من السلطة ومن موارد البلاد، وهذا ما أثبته موقف هذا الجيش من ثورة الشعب، في أكتوبر عام 2019 ، حيث تحول إلى وسيلة قمع وقتل لشباب الثورة السلميين العزل، والتي ذهب ضحيتها، على يد هذا الجيش وما يصطف معه من مليشيات، أكثر من ألف شاب، وما يقرب من ثلاثين ألف مصاب ومعوق.
أعرف تماماً أن الدولة، كمؤسسة سلطة (بحسب الفهم العربي لها، على الأقل) أنشأت الجيوش بقصد حماية سلطة الحاكم بالدرجة الأولى ثم الوطن، والجيوش العربية تثقف عناصرها، عبر وحدات التوجيه المعنوي والسياسي، على أن يكون ولاءهم للدولة (بوجهها السلطوي الذي يمثله شخص الحاكم) بالدرجة الأولى، ولكن ومع كل هذا، يظهر بين الحين والآخر، قادة ليقولوا للحاكم الطاغي والسياسي المنفلت: نحن أقسمنا على حماية الوطن، كما قالها أحد عناصر الجيش التونسي، بكل اخلاص لراشد الغنوشي... فهل سيظهر مثيل له من بين قادة جيش حقبة الاحتلال في العراق؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح عادي مع رولان بارت، رغم تأخره
- ليست مرثية يا سعدي، بل هو وجعنا... إذ يتصبب على أسوار الوطن
- قراءة في مقال السيد الرئيس
- التشرذم السياسي العراقي
- إذ يكون الشعب عاقاً!
- صاحب القوة هو الذي يحدد ما هو الصواب
- حماس وقرار الحرب الفلسطيني
- طبقة سياسية هرمة
- الانتخابات العراقية والجهد المهدور
- صورة لعالم ما بعد الجائحة
- لو كنت فناناً
- وجه ألبير كامو اللئيم
- ساعة أمام المرآة يا عراقيين
- طرقة حذاء خروتشوف
- لا تختلي بجسدك... فأنت أقل من كلب
- النزول بصوت... كخدش ركبة
- النيازك تسقط لأسباب دراماتيكية
- الحب بلون أكبر
- طرف الدانتيل الأقرب للوقيعة
- الحياة لم يكن فيها جديداً


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - للوطن جيش واحد وللأحزاب جيوش