أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - العقلُ الجمعي المصري : بين الأصوليةِ والحداثةِ














المزيد.....

العقلُ الجمعي المصري : بين الأصوليةِ والحداثةِ


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 7 / 31 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك عندي أن "العقلَ الجمعي المصري" هو اليوم شديدُ البُعد عن التفكيرِ العلمي وكذلك عن قيّمِ الحداثةِ الإنسانيةِ مثل "التعددية" و "الغيرية أي قبول الآخر" و "التعايش المشترك" و "التسامح الديني والثقافي" و "حقوق المرأة" و "الإيمان بمدنية الدولة" و "التفكير العلمي".

ولاشك عندي (بنفسِ القدر) أن "العقلَ الجمعي المصري" و "الدولة المصرية" وإن كانا (فى المجمل) فى حال صدامٍ و تضادٍ مع "الأصوليةِ الدينية" ، فإن القواسمَ المشتركة بين الجانبين ليست قليلة.

ورغم إيماني بأن المؤسساتِ الدينية (ديناصورية الحجم والدور والميزانيات) هى خصمٌ كبيرٌ جداً للحداثةِ والتقدمِ (فلا تقدم حقيقي بدون حداثةٍ) ، فإنها ليست الجهة الوحيدة المسؤولة عن إبتعادِ العقل الجمعي المصري عن الحداثةِ وأنساقِها القيمية.

فعدم وجود رؤية سياسية محددة وملزمة لتحقيقِ الهدف المنشود وهو تقريب العقل الجمعي المصري من الحداثةِ و قيمها. هو عامل لا يقل تأثيراً (سلبياً) عن دورِ وأثرِ كل أو معظم المؤسسات الدينية التى لا يجب أن تدهشنا رغبتُها فى أن تكون "المرجعيةَ العليا" فى معظمِ المجالاتِ.

وبجانب العاملين الكبيرين المشار إليهما ، فهناك عامل ثالث لا يقل تأثيراً (سلبياً) عن العاملين الكبيرين آنف ذكرهما وهو "المنظومة التعليمية" التى لا تفرز مواطنين مؤمنين بالحداثةِ وقيمِها. فالوضعُ الراهن يؤكد أن المنظومةَ التعليمية فى مجملِها تؤصل التضاد (بنسبٍ متفاوتة) مع الحداثةِ وقيمِها.

والمتابع لما إكتنف موضوعَ "تجديد الخطاب الديني" يستطيع بسهولةٍ أن يرى قوةَ ونفوذَ الجهاتِ والشخصياتِ والمؤسساتِ الرافضة للدعوةِ لهذا التجديدِ ، وهى القوة التى قضت (حتى هذه اللحظة) على هذه الدعوةِ.

ولاشك أن "هذا الواقعَ" هو فى صالحِ الأصوليين وأهمهم فى الحالةِ المصريةِ الإخوان والتيارات السلفية. لأنه واقعٌ يجعل رفضَ كثيرٍ من المصريين لهؤلاء "سياسياً" وليس فكرياً و قيمياً. وهو أمرٌ شديد الخطورة من المنظورين : السوسيولوجي/الإجتماعي والتاريخي. لأنه يعني أن رفض العقل الجمعي (للمصريين المسلمين) للإسلامِ السياسي ليس رفضاً صلباً.

وقد يقول البعضُ ، أن معركةً مجتمعية آنية بسبب موضوع تجديد الخطاب الديني قد تكون أضرارُها أكبر و أكثر من مغانمِها. وهو قول لا يمكن نفي حكمته. ولكن تأجيل التجديد بشكلٍ قسري للخطاب الديني (والذى هو من مفارخ الهوس الديني والإرهاب) "شيء" وعدم وضع وتنفيذ رؤية حداثية للتعليم والأنشطة الثقافية والإعلامية مع تأصيل مدنية الدولة "شيء آخر".

وقد يقول آخرون ، أن تأجيل هذه الموضوع برمتِه هو خيارٌ حكيمٌ. ويقيني أن الزمنَ ليس محايداً. فعدم إحراز تقدمٍ فى هذا المجالِ لا يعني أن العقلَ الجمعي المصري سيبقي على وضعِه الحالي ، بل سيكون أشد بعداً عن الحداثةِ وأنساقِهاالقيمية وعن التفكيرِ العلمي. وقد يكون من المناسبِ هنا دعوة قراء هذا المقال المقتضب لتذكرِ هذه القواعد الجدلية (الديالكتيك) الهيجيلية (نسبةً للفيلسوف چورچ هيجل) وهى أن كلَ شيءِ يتغيّر (فلا شيء يبقي على حالِه) وأنه لا توجد تغييرات "كيفية" ، فما يبدو لنا كتغييرٍ كيفي/نوعي هو مجرد تراكمات لتغييراتٍ كمية ...



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر خواطر ...
- هل مِصْر دولة مدنية ؟!
- عباس العقاد : محيّراً
- غايات كتاباتي وأحاديثي ...
- حديثٌ عن اللغاتِ و اللهجاتِ ...
- خواطر : المجموعة الثانية.
- خواطر ...
- ذكريات (عن أيام العدوان الثلاثي على مصر - 1956).
- العقل العربي مكبلاً ...
- الأعظم : نوال السعداوي.
- لبنانيات ...
- خواطر عن المواطنة والدولة المدنية فى مِصْرَ
- من المتهم ؟
- الطاعون قراءة في فكر الإرهاب المتأسلم
- مقتطفات من دفتر يوميات طارق حجي - المجموعة الأولى.
- خواطرٌ مصريةٌ صرفٌ.
- هوامش على دفتر الإنتخابات الأمريكية.
- التعليم ... ولاشيء غيره
- حقائق المجتمعات العربية السبع.
- نظرة ماكرو للثقافة الذكورية.


المزيد.....




- في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
- جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
- فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا ...
- تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت ...
- كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟ ...
- -البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
- سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة ...
- المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا ...
- مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - العقلُ الجمعي المصري : بين الأصوليةِ والحداثةِ