لستَ منصفاً يا گاصد

لؤي كرادي

الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أسئلة كيرة أثارتها مقالتك المعنونة (مفيد الجزائري وبشت آشان) منها، هل كتبتَ رداً على مقابلة مفيد الجزائري التلفزيزنية، أم هجوماً على الحزب الشيوعي العراقي؟
يتحمل مفيد الجزائري وحده الإجابة على تساؤلاتكَ التي عززتها بماركس وميكافيللي ولينين لاحقاً، ولكن قضية بشت آشان عامة ويمكن لأي شخص طرح رأيه فيها، وبالأخص من عاشها بتفاصيلها، وأنت لست منهم. وفي طابعها السياسي فيمكن قول اشياء كثيرة، وهناك روايات كثيرة يتحدث فيها من لم يكن موجوداً أثنائها وكأنه شاهد عيان.
تقول "مايدفعك للكتابة ليس مفيد ولجلجته، بل لأن لك من بين الشهداء أصدقاء" ولكنك تعود لتناقش كل ظروف مقر بشت آشان والمعركة والانسحاب وكأن مفيد معنياً بها مباشرةً.
لاأعرف من أن أتيت بأن الشهيدة عميدة عذيبي (الفنانة) ومن عاش معها سنوات الثانوية وكلية الزراعة والخروج من العراق عام 79 الى بلغاريا ومن ثم اليمن وبعدها كردستان، يستغرب هذا اللقب. اقول ذلك لتثبيت عدم دقة معلوماتكَ.
كُتب الكثير عن معركة بشت آشان، ولكل واحد وجهة نظر تنطلق من موقعه في المعركة، وهي معركة خاسرة، وتقييم ذلك من قبلك بعد 38 سنة لايفيد شيئاً، سوى انك أتخذت مقابلة مفيد للإساءة له، ومن خلاله للحزب.
في أكثر من مكان وبدلاً من إستخدام كلمة شهداء، استخدمتَ مفردة القتلى، هل كنت منتبهاً لذلك؟
انت رجل سياسة مثقف، أو ربما تفضل صفة مثقف وسياسي؟ وهل في السياسة اعداء أو أصدقاء ثابتين؟ انت هنا وآخرين غيرك ينتقدون ويدينون عودة العلاقة مع الاتحاد الوطني وجلال الطلباني، وهذا من حقكم طبعاً، ولكني اسألك مباشرة: ألم تكن أنت من مثقفي الحزب البارزين في البصرة أيام الجبهة مع البعث في السبعينات؟؟ ألم تتعلمل وتتعاون مع مثقفي البعث؟؟ لماذا تتناسى أنت وغيركَ شهداء شباط 1963؟؟ واذا كان هذا موقفك من بشت آشان والعلاقة مع الاتحاد الوطني، ولم تذهب لمقابلة جلال الطالباني مع وفد اعلام الحزب، فلماذا لم تكتب عن الموضوع سابقاً وبنفس الطريقة؟ ولماذا أنتظرت مقابلة مفيد الجزائري بعد كل هذه السنوات لتقول علناً ما كتبته الآن؟
تقول "هكذا هم حلفاؤكم مجرمون قتلة"، ومرة اخرى ماذا عن تحالف الجبهة 1973؟؟
تقول ايضاً "أو هارباً تاركاً رفاقك خلفك يتكدسون كالتل" كم تمنيت ان تكون معه في فصيل الإعلام لتكون شاهداً حياً على ماجرى، ولكنك تتصور الأمر من منفاك وتتهم جزافاً ما لايحق لكَ.
يبدو ان السنوات ال 38 أنستكَ، أو انك ترغب في تناسي إجابات عن اسئلة طرحتها مثل " هو كيف أطلق سراح الأسرى: بوساطة من؟ أكان ثمة تفاوض بين القيادتين: الاتحاد الوطني والشيوعي، وكيف تم وصول هؤلاء إلى دمشق واليمن؟ وغيرها من أسئلة ملحة مؤرقة لا يزال الجميع يطرحها بألمٍ"، وانت تعرف الإجابات من خلال الحزب رسمياً أو من خلال صداقاتك مع بعض أعضاء قيادة الحزب آنذاك ممن كانوا وسط الحدث. هل اذكرك؟ الرفاق الذين وصلوا الى سوريا او اليمن بقرار من الحزب بعد تغير الظروف العسكرية بعد بشت آشان وهؤلاء لاعلاقة للتفاوض بهم، أما التفاوض لإطلاق الأسرى وعددهم عشري، فتم بمفاوضات بين جلال الطالباني وكريم أحمد عضو المكتب السياسي والمسؤول الأول في كردستان آنذاك، والذي كان أسيراً هو أيضاً. انت تعلم ذلك بالتأكيد.
أضحكتني اشارتكَ الى مخابرات جيكوسلوفاكيا وأسميتها "وكر مريب"، انت تتناسى مرة اخرى ان للحزب في كل الدول التي احتضنت رفاقنا، الاشتراكية منها واليمن وسوريا علاقات مع السلطات لتسهيل أمور الدراسة والمعيشة والتنقل، هل نسيت في سوريا عندما تغادر وتعود تحتاج الى موافقة من المخابرات، وهذه تحصل عليها في برقية معنونة باسمك في المطار، أو تأخذ الموافقة من فرع المخابرات 279، وكل ذلك لايتم تلقائياً دون طلبات من الحزب، وبالطبع هناك رفاق يقومون بذلك، فلماذا تود الإيحاء بشيئ مشبوه؟
الكل يعلم ان سعدي يوسف كان شاعراً كبيراً، ولكن في سنواته الأخيرة خَرِفَ وكتب بذاءات تعف أنتَ عن ذكرها، فكيف تكون هذه البذاءات شاهداً على أقوالكَ وانتَ المثقف الهادئ المؤدب؟؟
من المؤسف حقاً انكَ حشرت اسم هناء أدور حشراً خارج عنوان مقالتكَ، وانت تعرف ان هناء مناضلة متواصلة ولم ترتاح يوماً منذ 1979 كما ترتاح انت وغيرك الآن، وهي في داخل الوطن منذ 1992، وفي بغداد منذ 2003، تعمل بكل جهدها، وتقف تتظاهر في ساحة التحرير منذ 2011 حتى الآن وتتراس جمعية الأمل ذات النشاط المدني الواسع في مجال حقوق الانسان، وجرى تكريمها عالمياً بجائزة السلام، وجلست في قاعة مجلس الأمن الدولي تطالب بحقوق وحريات العراقيين، وانت تتسكع في مقاهي لندن. ألا تستحق هناء بعد هذا العمر النضالي الطويل راتباً تقاعدياً من الدولة؟ سواء كان الرئيس جلال او غيره. كان عليك أن تخجل من ذكرها بهذه الطريقة، وأنت المثقف الحزبي المُدلل.
لذاكرتكَ، اُنتخب مفيد الجزائري عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر الخامس للحزب عام 1993، ومنذ ذلك الوقت يعيش داخل الوطن، ومنذ 2003 يعيش في بغداد وسط كل أوضاعها الصعبة في كل شيئ، وحتى فترة استيزاره القصيرة كان الأفضل بين من جاؤا بعده، وحينها حمل مكنسته لينظف نصب الحرية، ولايزال يواصل نضاله وهو لم يعد بعمر الشباب، وأنتخبه رفاقه لمهمة نائب سكرتير اللجنة المركزية، وهذا مالم يعرف سبباً له فيصل لعيبي، وهو لايجروء على قول ذلك أمام مفيد الجزائري.
لم تكن منصفاً يا عبد الكريم گاصد، فقد كنت تبحث عن شيئ ضد الحزب الشيوعي العراقي واعتقدت ان الهجوم بمقالة عدد كلماتها 3809 كلمة عن مفيد الجزائري سترضي غرورك ونرجسيتكَ، وكم هو مؤسف انك تصمت عن مشاكل الوطن، لتكتب ما لن يستفيد منه أحداً.

#لؤي_كرادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات