جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:17
المحور:
كتابات ساخرة
صار بإمكاننا اليوم وقد مضى شهر على حرب لا تزال مستعرة بضراوة، أن نقارب بعض الأحداث والمشاهد المدهشة في هذه الحرب الضروس:
أولها و من غير لبس أو تحيز، تمثل في الإعداد المتكامل والدقيق الذي عمل عليه حزب الله لمدة لا تزيد عن ست سنوات وهي المدة التي كانت لازمة لجيشي مصر وسوريا كي يخوضا حرب تحرير الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في العام / 1967 / وقد سمي حينذاك في كل الأدبيات السياسية بعام المذلة القومية..!
وثانيها لا يزيد عن انكشاف تفاصيل خطة إسرائيل التي عمل على إعدادها الخبراء العسكريون الإسرائيليون طيلة السنوات الست التي تلت انسحاب قواتهم من جنوب لبنان والتي تطلبت تواجداً استطلاعياً جوياً دائماً بحيث لم يبق مدماك واحد في البنية اللبنانية لم يصٌّور ويٌّحمل على خرائط الأهداف التي ستٌدمر في الحرب القادمة.!
أما المفاجأة الثالثة فقد تمثلت في الشراكة الأمريكية المعلنة على رؤوس الأشهاد العرب وغير العرب وقد يكون وراء إشهار هذه الشراكة بهذا الشكل السافر الذي أقل ما فيه رمي الأصدقاء من الحكام العرب في المذبلة..! قد يكون وراء ذلك والله أعلم ما حدث و يحدث في العراق منذ انهيار حزب البعث الصنديد..!
والمفاجأة الرابعة تكمن في دهشة بعض العربان من المحللين والمخططين من مواقف الأنظمة العربية المجيدة بالرغم من أنها لا تشكِّل أي نوعٍ من المفاجئات أو المدهشات بكل المقاييس..!
وخامس المفاجئات كان من النوع الصغير جداً وقد تمثل في استمرار بعض الشطّار من المنظِّرين العرب على اختلاف هوياتهم وألوانهم في عدم احترامهم لمشاهد الدماء النازفة كل ساعة فيركنون إلى احترام ذواتهم بعض الوقت للتمعن بهدوء فيما يجري فيرتاح بذلك القراء من بضاعتهم السفسطائية الكلمنجيبة الحضيضية قياساً إلى ما يجري على الأرض وتبرزها للقراء المشاهدين شاشات التلفزة المستنفرة على مدار ساعات الليل والنهار..!
لن تتوقف المعركة في الغد كما يظن البعض وهي إن توقفت فليس لأنها وصلت إلى نهاياتها بل لأن المفاجئات والخفايا لا تزال غامضة أو مبهمة بفعل دخان الحرائق وغبار المعارك اللذان يحجبا الرؤية عن عيون العربان كل العربان.!
نحن العرب أبطال السلام في عصر الكلام وعلى حزب الله السلام..!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟