أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد














المزيد.....

تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 00:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



عن الثورة والدستور والبرلمان بدل الدفاع عن الشريعة، وتبرز فيه سردية الضحيّة وخطاب «المظلومية» أو التهديد بالتصدّي للمنقلبين وتدويل القضية نرى أنّه من الضروريّ أن نتوقّف عند بعد الاستنتاجات الأوليّة التي يمكن التوصّل إليها بعد حدث اعتبره البعض «انقلابا بأتمّ معنى الكلمة» وهو «تأويل خاطئ للدستور» و«خروج عن مسار الشرعيّة».. وفي المقابل رأى آخرون أنّه «تصحيح للمسار الثوري» و«إنقاذ للبلاد» من فئة عبثت بمصالح العباد وتلاعبت بالقوانين وهيمنت على أغلب المؤسسات.
لن نخوض في الأسباب التي أدّت إلى ما حصل ،ولن نشير إلى «الأطراف» التي تتحمّل المسؤولية فهي معلومة لدى أغلب التونسيين ولكن سنكتفي بتوضيح مجموعة من المسائل: أوّلها ما يتصل بمآزق لم يتفطّن لها من سهروا على هندسة دستور 2014 إذ خالت «الأغلبيية» أنّها بتوسيع دائرة اللبس والغموض واللعب على إمكانات التأويل قد حصّنت نفسها من «عودة الاستبداد» وهيمنة الخصوم فإذا بأهل النهضة يكتشفون أنّ باب التأويل مفتوح على قراءات عديدة لا تمكّن بالضرورة ،من تجاوز مأزق التعارض بين تصوّر كتابة الدستور (والأهداف المضمرة من وراء التنصيص على بعض المواد) والممارسة على أرض الواقع.، وثانيها أنّ التوافق القائم على الاعتراف بالآخر شريكا في بناء المرحلة لم يكن معبّرا عن قناعة فعليّة بأهميّة القيام بهذا التمرين بل كان مجرّد خيار «تكتيكي» ووصفة سحرية سيطبقها الجميع فإذا بخيار التوافق يصطدم بمن لم يقبل بالتوافق المبني على علاقات التسلّط والنفاق، وثالثها أنّ النهضة توهّمت أنّها حين تتموقع كـ«أكبر حزب في البلاد» وتقدّم التنازلات ستتجذّر بالفعل في البيئة و»تتتونس» فإذا بها تكتشف البارحة، أنّها حين اختارت خدمة «شعب النهضة» وضمان مصالح أتباعها وامتيازاتهم على حساب الجموع قد فرّطت في فرصة الإندماج وخسرت عددا من المتعاطفين معها، وأنّها حين رفضت التفاعل الإيجابي مع النقد الموجّه لها من قواعدها وشقّ من قياداتها وبعض الدارسين والمحلّلين قد خسرت فرصة التعديل والمراجعة والتصحيح وتدارك الأمر قبل فوات الأوان.، ورابعا كان بإمكان «الشيخ» المدبّر أن يوظّف دهاءه المعهود فيطلب لقاء مع بعض أهل الخبرة السياسية من خارج دائرة النهضة (محمّد الناصر، حكيم بن حمودة...) ويسترشد بآرائهم ولكنّه اندفع حول خطاب التعبئة ودعوة أنصاره بحسم المعركة في الشارع فذكّر التونسيين بتهديدات أطلقها «الهاروني» و«البحيري» تؤكّد علاقة النهضة بالعنف.
ولا يمكن أن نتغاضى عن الدور الذي اضطلع به الإعلام المحليّ والعربيّ. فمن المشين أن يكتشف التونسيون أنّ المرفق العمومي في سبات عميق بعد أن آثار المشرفون عليه غضّ الطرف والتريث، وأن لا مناص من متابعة «العربيّة» وفرانس24، والجزيرة لمعرفة ما يجري في بلادهم. وكان بإمكان من احترفوا الشكوى من هيمنة النهضة على القناة الوطنيّة وغيرها من القنوات الخاصّة أن ينتهزوا الفرصة ليتحرّروا ويكونوا على قدر من المسؤولية. وحين يتوارى الإعلاميون التونسيون يحضر الوسيط وصانع الرأي الأجنبيّ ومن أقدر على لعب هذا الدور من الجزيرة؟
والثابت أنّ ما حدث قد عرّى الواقع التونسيّ المتأزّم أكثر فأكثر. فبين ما صرّحت به سامية عبو والبيان الذي صدر عن حزب التيّار ما يؤكّد الفوضى السائدة داخل بعض الأحزاب التي لم يؤمن أتباعها بضرورة الانضباط، وبين صمت خفوت صوت حزب تحيا تونس، وحزب قلب تونس وغيرها من الأحزاب ما يبرهن على موت السياسة والمعارضة في تونس واندثار «النخبة» إذ لا إمكانية لاستعادة دور« النخب» بعد أن أضحى بعض المحسوبين على «النخبة» مجاريا للخطاب الشعبويّ أو منخرطا في الاستقطاب الأيديولوجي أو مكرّرا لأدوات التحليل التي تجاوزها الزمن أو مستغلاّ الفرصة للتموقع أو تصفية الحساب.
يبدو أنّ «الجيل الخطأ» و«ماناش مسامحين» وشباب/ات حراك جانفي2021 و«الألتراس» Ultras قد فقدوا الأمل في التغيير حين خرجوا للمطالبة بإزاحة الجميع والانطلاق من تصوّر جديد للعمل السياسيّ. واهم من يعتقد أنّ تحليل المشهد يمرّ عبر تحليل أداء الإسلاميين أو المعارضة أو بقية صنّاع القرار ، أي من هم في الهرم. إنّ الديناميكيّة تحلّل بالاعتماد على القاعدة في تفاعلها مع من هم في الأعلى، وفي ضوء حراك الشبّان في العراق ولبنان والجزائر ...إنّه جيل آخر سيسحب البساط من تحت أقدام من لم يتحمّلوا المسؤولية ولم يصغوا إلى مطالب الأجيال الجديدة...
إنّ جيلا خرج في مناخ شديد الحرارة وفي سياق وباء خطير لا يهاب الموت يدفعنا إلى إعادة توجيه البوصلة صوب اتجاه جديد.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد