عبد فيصل السهلاني
الحوار المتمدن-العدد: 1642 - 2006 / 8 / 14 - 10:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
على بعد أمتار قليلة جدا كانت صواريخ الإرهابيين على موعد معنا , الساعة الثامنة صباح يوم الخميس المصادف 27 تموز ، وصلت الشظايا إلى داخل المقر( البيت )، وكانت عبير وثلاث من الأخوة الحرس معها, قبل ثلاث دقائق أو اقل قد استقلوا سيارة أجرة من الجهة المقابلة لنفس البناية التي أسقطتها القذائف ودمرتها واخرج منها عدد من الجثث ، إنها عمليا والآخرين من الأخوة في التحالف كانوا في عداد المفقودين لولا قدرة قادر كما نردد نحن والجميع حقا في هذه الحقبة الزمنية ,حيث الذي يسير في الشارع قد يصادف سيارة مفخخة ولا يعود إلى عائلته و أطفاله, وعليهم البحث عنه في الطب العدلي لكي ينقل إلى مثواه الأخير ,وهنالك احتمال كبير إن يفقد الذين جاءوا لكي يدفنوا ذويهم إلى الموت كذلك لان هنالك كمائن تترصد هم خارج منطقة الطب العدلي , أو الإنسان الذي يجلس في عمله قد تأتيه قذيفة ويرحل لكي يأكل أو لا يأكل فطوره مع الرسول العظيم (ص) ، ذلك يعتمد على التقرير الذي يلحق به من جماعات القتل المتنوعة , قد يكون تقريرا سنيا أو شيعيا لا فرق, طفل يذهب إلى مدرسته فرحا ليلتقي زملائه الذين فارقهم أمس ليصادف عبوة ناسفة زرعها الإخوان المجاهدون ضــد الطفولة التي لا تعتبر بريئة بقوانينهم لان الأطفال لا يجاهدون معهم ضد الأمريكيين,أو امرأة استخدمت الرصيف لتبيع (خشنيات) سبق وان اشترتهن من( العلوة )لكي تربح واحد من مليون يسرقه الفاسدون أو الذين يقبضون من الخارج لقاء عملياتهم الإرهابية أو الذين يقفون على رصيف تصدير النفط لكي يأخذوا حصتهم من الثروة الوطنية أو حتى أولئك الذين يتقاسمون نقاط الكمارك على كافة الحدود حتى أمست المحافظات الحدودية تتسابق على فتح حدودها لكل البلدان (الجيران) وحكومة المنطقة الخضراء تقول ليس مشكلة نقطة حدود واحدة وليس كل الحدود في الوقت الحاضر ، عدد قليل من السراق نعينهم نحن ولا كل الشعب لأنهم هؤلاء نتمكن من السيطرة عليهم وهم أحيانا يسمحون لنا بأن نأخذ حصة العامة ، ولا( المحوسمين) الجدد والذين هم كثروا يمكن إن يبيعوا جهدهم للشمال وللغرب وللشرق وحتى للإمارات العربية المتحدة التي ليس لنا معهم حدود . العجيب في الأمر (والله) إن الذين يحرمون سرقة أموال شعوبهم لم تصدر منهم فتوى بتحريم أموال الشعب العراقي التي تسرق أمام أنظارهم ويقولون مع أنفسهم لا ضير نعطيها للمجاهدين (البواسل) الذين يقاتلون بدلا منهم في العراق ,وحتى الذي يسمونه السوبر فايزر في شركة أمنية تحمي المنشآت أو المؤسسات الحكومية أو حتى بعض المسؤليين الميسورين من جهودهم الخاصة جدا والتي سبق وأن دفعوا لها الزكاة وبعضهم ولا اعلم من هو الشاهد دفعوا الخمس , هؤلاء السوبرفايزر يصل راتبهم أيها الأصدقاء وهذا ليس حسدا لأنهم ناس تعبوا في الدراسة والتدريب وكذلك اجتهدوا في إثارة المشاكل والقلاقل في بلد (الهبلان)هذا أو ذلك ,البلد المتخلف, حتى يقدموا من الفلبين ومن اندنوسيا ومن البيرو ومن غيرها من بلدان العالم الفقير لكي يقاسموا النوعيين منهم من السوبر فايزر هؤلاء المساكين يأخذون ملاليم كما يقول المصريون أما السوبر فايزر فيجب أن ينطبق عليه نفس القاعدة التي تنطبق على الرئيس الأمريكي حيث يجب أن يكون (3w—ابيض ، سكسكوني ،بروتستانت) أي إن السوبر فايزر له قواعد خاصة (امريكي ،لديه عضلات، من البطالين في شوارع تكساس آو نيوجرسي )هل تعلم إن واحدا من هؤلاء يصل مرتبه إلى 45 ألف دولار شهريا والعراقي الذي يجلس إلى جنبه أريد أقول يتحمل نفس الخطورة ونفس المجازفة 6او9 أوراق )في أحسن الأحوال . نرجع إلى حديثنا حيث أخذتنا إحدى (المشجيخات) إلى مسافات وهموم أخرى ، أريد أن انقل لكم أيها الأحبة الذين رفعتم سماعة التلفون لتتضامنوا معنا او أبديتم الاستعداد للمساعدة, عندما علمتم إن الانفجار أو الهجوم بصواريخ المجاهدين الذين تعددت هواياتهم واختلفت مشاربهم أو كما يقول المثل (............أو ضاع الحساب) إلى كل هؤلاء أن العمل من اجل البلد ومن اجل الناس وليس من اجل غاية شخصية أو هدف محدود ذاتي سوف يحميه الله سبحانه عز وجل ويحميه الناس أنفسهم بدعائهم وحرصهم وحبهم ونحن مجانين بحب الناس وحب الجماهير لأنهم الماء الذي نعيش به، أو ماذا تعتقدون هل نحتاج إلى مليشيا . والحقيقة هي كذلك ولكن ماذا نقول للمبادئ هل ندعو للسلام عبر استخدام البندقية والمرتزقة أو ماذا ، شيرو علينا رحمكم الله . إن الذي أريد إن أبلغكم به إننا سنصمد ولا نريد منكم غير الدعاء وان تكتبوا في وسائل الإعلام إن العراق ليس فارغا من أصدقاء لكم يتحملون وزر كل هذه الأمور لكي يكون صوتا لكم ومشاعر طيبة أحيانا نعوض فيها لإنسان يسأل عن مثل هذه الأصوات وتلك المشاعر ,ليس فقط قذائف الإخوة المجاهدين أيها الأصدقاء تعيق عمل بعض الناس الطيبين ولكن حتى اكتب لكم رسالة من هذا النوع علي إن أغلق الجهاز مرات عديدة لان الخط الكهربائي الوطني انقطع وجاء بدله السحب الذي ندفع له شهريا 140 ألف دينا ثم بدأ يوميا يصعد السعر وله ساعتين في اليوم استراحة وكذلك فهو يعبئ المولدة بالوقود أثناء الفترة التي يمنحنا فيها التيار الكهربائي وليس الديمقراطي وأرجو إن تعلموا إن المدة كلها فقط النهار و الليل ليس محسوب فهو غير داخل ضمن الفاتورة وبعد ذلك ينقطع الكل ونبقى على محولتنا التايوانية ، البنزين يكلف الآلاف والتصليح يومي ،والجرجرة شغل المولدة لا لا لا أجا السحب لا لا أجا الوطنية وإحنا بهذه الدوامة كل يوم (هذه ليست شكوى وليست دعوة من اجل حملة تبرعات حتى نتمكن من شراء مولدة بقيمة 35 ورقة أمريكية )وأقولها بصدق بهذه الإمكانيات نحن سوف نبقى في دوامة الوطنية والسحب والمولدة التايلندية ( عذرا لربما بعض الإخوة يعتقد إنها لدينا خادمة تايلندية مثل كل الأردنيين الذين لا يملكون ثروة نفط مثل ما يملك العراقيين وفي كل بيت خادمة إما تايلندية أو من الدول الأخرى الفقيرة) . اعتذر لكثرة (المشجيخات) ولكن لا بد من ذلك . في لقاءنا مع رئيسنا الديمقراطي الأستاذ مام جلال الذي تذكرنا ونحن ممنونون له ولو في اللحظات الأخيرة ونحن نثق بأن غايته مساعدتنا إلى الأخير ،ولكن إذا كنا سياسيين حقا وديمقراطيين شفافين علينا إن نضع بعض من الحجرات في جعبتنا حتى لا نطيح بنفس الهوة التي سقطنا بها في موضوع التصويت على قانون الانتخابات للدوائر المتعددة بدل الدائرة الواحدة ، حيث طرح من قبل الإتلاف الموحد وانسحب الديمقراطيون والليبراليون والتحالف الكردستاني وفي الجلسة الثانية اتفق الكردستانيون وتركو حلفاءهم الآخرين ضمن تبريرا هذا الواقع وماذا نعمل . لقد قلنا للرئيس إننا نحفر في الصخر من اجل إن نبني هذا التيار هذا المادة التي يمكنها آن تلحم المكونات العراقية في حال انفراطها وبدونه لا توافق ولا وحدة وطنية ولا عراق موحد ديمقراطي ، لذالك من رؤيتي أنا المتواضعة إن هذا العمل مطلوب من كل إنسان عراقي مخلص لوطنيته ليس أكثر ، إن يدعم في بناء هذا اللاحم بين الجميع إما أمراء الحرب فهم وحدهم لا يحتاجون إلى ذلك .إن عملية بناء التيار الديمقراطي مهمة الجميع مهمة من يريد هو وأطفاله وعائلته أن يعمل على ترتيب هذا البيت الوسطي هذه اللحمة التي يتمتع بها فقط الديمقراطيون لا الإرهابيون ولا الطائفيون ولا العنصريون , إنها مادتهم ولحمتهم وديدنهم ولا يستطيع أحدا سواهم أن يجيدها ,أيها الأصدقاء إن الإرهاب والعنف لا يرحم ولا يفرق بين طفل وكهل ولا امرأة أو رجل بل انه سلوك يسعى إلى امتصاص دماء الناس إلى سفك دماء الناس دون رحمة ولا تمييز ،إن العنف سلوكا يمقته كل إنسان يملك بعضا من شروط الإنسانية لا أكثر لا يحتاج إلى دراسة أو علم حتى نميز بين الاعتدال والعنف بين التشدد والمرونة , إننا بحاجة إلى جلسة هادئة مع الذات والتفكير إلى أين نسير بهذا الشعب الذي مل الكل وسيكفر يوما بالكل
#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟