أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالنبي سلمان - دروس “كورونا” ومهامّ المستقبل














المزيد.....

دروس “كورونا” ومهامّ المستقبل


عبدالنبي سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 18:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



بحسب المؤشرات القائمة، وما لم تحدث أية مفاجآت غير متوقعة، فإنّ البحرين تتجه نحو مزيد من التعافي من تداعيات جائحة كورونا، على الأقل هذا ما تظهره الأرقام الرسميّة المعلنة وحالة التعافي العام، والبدء عمليا في اغلاق العديد من المحاجر المؤقتة والعودة التدريجية للطواقم الطبيّة والصحيّة إلى وظائفهم المعتادة، وهي خطوات تزيد من ثقة المواطنين والمقيمين بالعودة التدريجيّة للحياة الطبيعيّة، والتي تشير بدورها الى نجاح وسلامة وصحة الإجراءات المعتمدة للتعاطي مع الجائحة وتداعياتها التي استمرت حتى الآن اكثر من ثمانية عشر شهرا.

خلال هذه الفترة الزمنيّة الخانقة للناس والاقتصاد والحياة بشكل عام، والتي اتسمت بالتعاطي غير المسبوق، وعلى مختلف الصعد، من قبل الجهات الرسميّة والأهليّة في محاولة للخروج سريعًا من حالة الجائحة الي حالة التعافي. لا شك أنّ هناك الكثير من المظاهر والسلوكيات الإيجابية وكذلك السلبية، علاوة على أدوات وطرق إدارة الأزمة قد حدثت، بالإضافة إلى أنّ السمة الغالبة حاليا على خطاب وحديث الشرائح المختلفة تميل نحو التفاؤل، متوسمين أن فترة ما بعد الجائحة لن تكون بالضرورة شبيهة لما قبلها.

وإزاء حالة التفاؤل هذه يمكننا القول إنّ الأجواء الإيجابية السائدة في أوساط الناس يجب أن تستثمر بشكل جدي للعمل على توحيد الجهود الرسمية والأهلية للاستعداد لمرحلة ما بعد الجائحة، حيث جرت الكثير من التحولات، ليس فقط بالنسبة للوضع الصحي في الوطن، وإنما على أكثر من صعيد، فالجائحة التي لم توّفر دولة في العالم إلا وأضرّت بها وباقتصادها وبأوضاعها، حيث شهدنا كيف توقفت عجلة النمو والمشاريع الاقتصادية، والتعليم، وحركة التعمير والسفر والسياحة والصناعات المختلفة بشكل كبير، وتراجعت موارد الدول ومداخيلها وانكفأت الشركات الكبرى والصغرى والبنوك وتعطلت الابتكارات وعمليات الابداع والتطوير بدرجة كبيرة.

المشهد المتوقع لما بعد الجائحة يشي بأن العالم سيتجه نحو التعافي الاقتصادي السريع، والعودة التدريجيّة للحياة باتت امرا ملحا، وقد لمسنا ذلك على أكثر من صعيد، فها هي أسعار النفط تتجه للصعود التدريجي بعد أن استشعرت الدول المنتجة أهميّة خلق التوافقات المطلوبة فيما بينها ولو في حدودها الدنيا على الأقل، وبالمثل طرحت الكثير من الشركات الكبرى العديد من تصوراتها وخططها لما بعد الجائحة.

وفي ظلّ المعطيات آنفة الذكر فإننا في البحرين، دولةً وشعبًا، يجب أن نكون أكثر استعدادا ويقظة وتأهباً للمرحلة القادمة، فالعالم الذي يقترب كثيراً من ترك الجائحة خلفه، لاشك أنه يريد بكل الوسائل أن ينتقل منها إلى مرحلة أخرى مليئة بالنجاحات وتحقيق الإنجازات، أو على الأقل تعويض جزء من خسائره التي راكمتها الأزمة خلال الفترة الماضية، ليصبح من نافلة القول إننا أصبحنا أكثر حاجة واستعدادًا لتعبيد الطرق للمضي قُدمًا نحو الوفاء بمتطلبات التنمية الشاملة والتعاطي مع استحقاقات المرحلة القادمة بعقول منفتحة وقلوب منسجمة متحابة وجهود خلاقة لا تعرف الانقسام والفرقة وتطمح في بناء دولة حقيقية تليق بنا جميعا، آخذين في الاعتبار جملة من التحولات المحلية والإقليمية والدولية التي حدثت ولا زالت تتوالى ارهاصاتها، ومدى تأثيرها، بشكل مباشر وغير مباشر، على أوضاعنا بشكل عام، يرتبط هذا ارتباطًا وثيقًا مع حالة الإقليم الذي نعيش وسط تموجاته وسكونه وحالة العالم من حولنا وهو يصيغ تحالفاته ومصالحه وتوافقاته وتحالفاته أيضا انطلاقا من مصالح دوله التي باتت ترنو اكثر للحفاظ على سيادتها ومواردها وتعرف كيف تعزز من مواقعها واصطفافاتها القادمة.

في السياسة لا يوجد معطى جامد او ثابت، ومن يركن إلى ذلك من الدّول أو التجمعات فحتما سيصبح إما في خانة النسيان أو أن يتجاوزه العالم والزمن ويتضاءل تأثيره وحضوره، وعليه يصبح التفكير بشكل مختلف وايجابي وبعقول منفتحة وبإرادة خلاقة لا تستسلم للماضي بكل ما له وما عليه فقط، وانما تنظر للمستقبل ببعد نظر ورحابة فكر، فالمرحلة القادمة بكل ما هو متوقع لها من تحوّلات كبرى حتما تحتاج إلى كل ذلك وأكثر منه، فالاستعداد للمرحلة يتطلب تغيير خطط وتعديل رؤى وبرامج واعتماد منهجيات مختلفة للتعاطي مع مختلف الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية، وبالتالي يصبح من المسلمات أنه لا سبيل للتعاطي مع هذه الأوضاع الجديدة بذات العقول المعيقة المترددة او العاجزة أحياناً، أو حتى البرامج المحدودة الطموح.

علينا التعلّم من الأزمة، وبمثل ما فرضت علينا جائحة كورونا أن نتعاطى بفكر ووعي وكوادر وطاقات وبرامج وخطط ومقوّمات مختلفة أهلّتنا فعلًا لتحقيق ما وصلنا إليه من نجاحات لحماية وطننا وشعبنا والمقيمين على أرضه عبر خطط مدروسة وبرامج دعم للأفراد والشركات والمجتمع بأسره، لم يكن مجرد التفكير فيها وارداً قبل الجائحة، ولابد من الإشارة هنا إلى أن بعض الخطوات والتعيينات والتغييرات الهيكلية الإيجابية التي اختطتها الحكومة مؤخراً من شأنها أن تحفز لدينا التفاؤل بالمستقبل، حيث لا خيار لدينا سوى البناء على ما تحقق من نجاحات للعبور نحو المستقبل عبر شراكة حقيقيّة فاعلة كم يحتاجها الوطن.



#عبدالنبي_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “كورونا” وأولوياتنا القادمة
- واقع أزمتنا الاقتصادية وانعكاساتها
- كلمة في المهرجان الخطابي ضمن احتفالات الذكرى ال 60 لتأسيس جب ...
- مستقبل اليسار في البحرين والخليج العربي
- عبد الله خليفه... ابن الفقراء ورفيق الكادحين
- عامل الوقت.. مع الفلسطينيين وضدهم!
- البنك الدولي ومؤشرات الحكم الصالح
- حول أزمة الليبرالية والليبراليين العرب! (1-2)
- في يوم المرأة.. ماذا يراد للمرأة؟!
- في تصريح لمجموعة النواب الوطنين الديموقراطين: على أعضاء المج ...
- عبدالنبي سلمان: انقسام الشارع البحريني تجاه مشروع الدستورأضر ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالنبي سلمان - دروس “كورونا” ومهامّ المستقبل