عدنان الأسمر
الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 18:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمكن للمراقب أن يستنتج بكُل سهولة أن جميع شعوب الأرض محكوم تطورها بمدأ التقدم التاريخي ما عدا النظم السياسية العربية محكومه بمدأ الإضطراد التاريخي فحالنا يصعب على العدو قبل الصديق فالمحايثة الواقعية تشير إلى إنتشار ظواهر الفقر والقتل والتخلف والسير في مؤخرة الأمم وما جرى في تونس مؤخراً يجعل المرء حائراً مندهشاً فالرئيس ما كان بمقدوره إتخاذ تلك القرارت من حل الحكومة وتجميد البرلمان دون الإستناد إلى مركز دولي أو مركز عربي إقليمي معروف عنه جهوده الدؤوبة المخلصة في تدمير ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، اليمن ، السودان ، مصر ) والتطبيع مع العدو الصهيوني فالرئيس سوف يحظى بالحماية والتمويل الكافي للإنقلاب على الوضع الداخلي وبقاء تونس في حالة من التلباثية أي إستمرار تكرر ظواهر البؤس الإجتماعي والإقتصادي والفشل في التصدي للوباء وفي المقابل إن إتجاه الإسلام السياسي في العديد من الدول العربية ومنها تونس الياسمين لم يقدم نموذج بديل حقيقي فقد إستمرت بلدانهم مع التطبيع مع العدو الصهيوني وإستمرار ظواهر الفقر والبطالة والأزمة السياسية والإقتصادية العميقة بل إن حركة النهضة لم ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني ولم تعترض على إستقبال السياح الصهاينة وبقيت الأزمة الإقتصادية السياسية على حالها وحاولة الإستقواء بنفوذها حيث عطلت التوافق بين البرلمان والحكومة مع الرئيس ، فالإسلام السياسي العربي نجح في الدعوة والوعظ والإرشاد ولم ينجح في إدارة شؤون الدولة وهذا ما يجعلنا نستنتج أن النظم السياسية العربية من يسارها إلى يمينها محكومة بعقلية الإستبداد ومصادرة الحريات العامة وحقوق الإنسان وإعادة إنتاج التبعية والفساد والإستحواذ على السلطة والثروة فإذا كان الإسلام السياسي في تونس والمغرب وقبلها في مصر لم يتخذ موقف حازم ضد الكيان الصهيوني والتطبيع معه ويقف مع حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية فما هي إذاً أهمية وصوله إلى الحكم وبماذا يختلف عن النظم السياسية العربية التي تستمد شرعيتها من أمريكا وإسرائيل ؟ إلا أننا نراهن على إرادة الشعب التونسي الحُر الرافض للتطبيع وأن هذا الشعب سواصل نضاله من أجل التقدم والإزدهار ونيل الحريات وإحترام حقوق الإنسان ولن يكون أداة لتنفيذ برامج مشبوهة تعمق أزمته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وتضعه على طريق الخلاص .
#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟