|
مسودات لم تكتمل
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 13:34
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 الواقع ثلاثي البعد يتعذر اختزاله إلى اثنين أو واحد ، كما فعل اينشتاين ونيوتن ، كما تتعذر الإضافة عليه كما فعل باشلار ، في كتابه " جدلية الزمن " ، توجد العبارة الغريبة والشاذة : للزمن أبعاد ، للزمن كثافة . لو كانت العبارة في كتاب أدبي أو ديوان شعر ، لكانت جديرة بالإعجاب كما أتخيل . لكنها في كتاب علمي ، خطأ صريح وجناية معرفية وجمالية . .... خلال العشرين قرنا السابقة ، كان الجواب الثنائي نفسه يتكرر ، بالنسبة لكل من يهتم بفكرة الزمن بالفعل وبشكل حقيقي . وكان الاختلاف حول الزمن أو الوقت ، ينحصر في طبيعته وماهيته : هل هو نوع من العداد وفكرة عقلية لا اكثر ، أم أن له وجوده الموضوعي والمستقل ، وله بداية ونهاية أيضا ؟! الزمن والوقت والزمان ، مثل البيت والدار والمنزل أو السيف والمهند والحسام ، وغيرها من المترادفات الشائعة في العربية بكثرة . هي كلمة واحدة ، أو تسميات متعددة لنفس الفكرة أو الخبرة ، وتشبه أسماء شخص واحد أو ألقابه . على النقيض من العلاقة بين الزمن والحياة . والتي تعبر عنها عبارة شكسبير بترجمة أدونيس : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد . .... ساعة الزمن أو الوقت أو الزمان ( او مضاعفاتها أو أجزائها ) هي نفسها صورة طبق الأصل ، والنتيجة النهائية والحاسمة أن الزمن أو الوقت او الزمان تسميات متعددة لفكرة واحدة فقط . على خلاف ذلك تماما ، العلاقة بين الحياة والزمن : ساعة الزمن ( أو الوقت أو الزمان ) تمثل فترة متساوية ، موضوعية ومطلقة ، تقيسها الساعة بدقة وموضوعية تقارب التطابق . وهي نفسها ، الفترة ، سواء حدثت في الماضي أو الحاضر أو المستقبل . بينما ساعة الحياة ، تمثل مرحلة خلال العمر الفردي ، في أحد الأطوار الثلاثة الطفولة أو الكهولة ، وبينهما المرحلة المتوسطة للشباب والنضج . 2 تعترضني مشكلة متكررة خلال هذه الكتابة ، والمفارقة أنها مزدوجة أيضا ... أهتم بشكل الفكرة وأسلوب التعبير عنها بنفس درجة الاهتمام بمضمونها ، صوابها أو خطأها ، وقابليتها للإقناع . ونتيجة العلاقة _ الحاجة المتناقضة بين الشكل والمضمون ، يتغلب أحدهما ، وأنشر النص بحالة تردد على أمل تكملته لاحقا . وأحيانا يحدث العكس وهو حالة خاصة ، ولهذا السبب تتكرر المشكلة الثانية ، حيث بعدما أكتب الحلقة واعطيها كل الوقت والاهتمام والانتباه مع شعوري بالرضا المتكامل عنها ، كما حدث اليوم والبارحة ، ولشدة حرصي ، واهتمامي المبالغ فيه لحفظها ونشرها ، أمحوها بالخطأ . البارحة حدثت ، وما أزال أشعر بالندم والعار ، شعور محبط يشبه فعل الخيانة القصدي والواعي ، الخيانة لمن نحب . .... المسودة الثانية موضوع رسالة دكتوراه : الزمن والموقف الجديد منه ؟! ( رسالة مفتوحة إلى طالب _ة في الفلسفة أو الفيزياء ، أو في اختصاصات أخرى لكن مع الاهتمام بموضوع الواقع ، والزمن خاصة ) ... أو أستاذ _ة ، أو ناشر _ة أو إعلامي _ ة مثقف _ ة بالفعل ...
1 نحن لا ندرك سوى الماضي . أو بعبارة ثانية ، لا يمكن ادراك الحاضر ( الزمني ) بمفرده ، بل بدلالة الحياة فقط . .... أعتقد أنني تقدمت خطوة حقيقية في طريق معرفة الواقع ، والحاضر خاصة ، لكن ما يزال الواقع والزمن أيضا أقرب إلى الغموض منهما إلى المعرفة والوضوح _ وهما شبه مجهولين ، بسبب الاهمال الثقافي السائد على المستويين العالمي والمحلي بالتزامن . .... ما الذي نراه حين ننظر حولنا ؟ نحن نرى الحاضر فقط بدلالة الماضي أو الزمن ، وربما العكس نرى الحاضر بدلالة المستقبل أو الزمن . هذه الفكرة جديدة ، وتختلف عن موقفي السابق ، في نقطة جوهرية : الواقع يبقى ثابتا في المكان ، وهو دينامي بطبيعته . 2 بفضل المجهر الحديث يمكننا ادراك الحاضر بالفعل ، لكن بشكل غير مباشر وبدلالة الماضي او المستقبل ، وهو السبب في التناقض بين قوانين الفيزياء الكلاسيكية وبين فيزياء الكم . .... في كل لحظة ينقسم الحاضر ( الواقع المباشر ) إلى اتجاهين متعاكسين : الحياة ( الحضور ) مع بقية الأحياء ، تنتقل إلى المستقبل ( الجديد ) . الزمن ( الحاضر ) مع الأحداث ، ينتقل إلى الماضي ( الجديد ) . بعبارة ثانية ، الحاضر مصدر الماضي والمستقبل ، ونتيجتهما بالتزامن ... أما كيف يحدث ذلك ، ولماذا ، ومن أين ؟! لا أعرف ، ولكن ما أعرفه خطوة جديدة وحقيقية على طريق معرفة الواقع والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة . 3 لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي . كتب أبو علاء المعري هذه الوثيقة منذ حوالي ألف سنة ... سنة 2010 ، كنت في الحضيض ، ونوعا من الاستشفاء الذاتي كتبت : " سوريا الصغرى " وهي مقابلات صحفية متخيلة طبعا ، مع عشرات الشخصيات المهمة ، أحدها كانت مع أبو العلاء المعري ، وهي كلها منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . ختام المقابلة ، يسألني أبو العلاء حرفيا : هل تم القضاء نهائيا على العقل في الثقافة العربية ؟! وبعد سنة قام سوريون بتدمير تمثال أبو العلاء ، كما يعرف الجميع . أتخيل اليأس الذي وصله الأسلاف ، وكل خوفي أن يأس الأحفاد لن يكون أقل ، إذا بقي شيء اسمه سوريا ... .... بيت الشعر الشهير لأبي العلاء إني وإن كنت الخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل ( هكذا اتذكره ، واعتذر عن الخطأ سلفا ) وله فضل كبير في اهتمامي بالزمن ، حيث ناقشت فكرة البيت مرات مع الأصدقاء ، وقبل أن يكون لدي أي تصور جديد عن الزمن . .... أعتذر على المقدمة الطويلة ، وعلى وقتك .... .... .... ( النص السابق ) ستة أقدام تحت الأرض ...( اسم مسلسل عصري مترجم )
لماذا يسحرنا الموت ، ويشغلنا عن المعرفة والحياة بالعموم ؟ّ!
1 فرصة جديدة كل يوم ، بل كل لحظة ... الحياة والزمن مثل اليمين واليسار ، لا وجود لأحدها بمفرده ، ولا يمكن دمجهما في واحد مطلقا . .... الحياة سلسلة سببية مصدرها الماضي ، نظريا يمكن تتبع بداياتها بشكل عكسي إلى الأزل . الزمن بالعكس ، مصادفة واحتمال مصدره المستقبل ، المجهول بطبيعته . مهما تكرر حدوث الغد ، لا يمكن التأكد من تكراره غدا ، ليس بعد 24 ساعة فقط ، بل ربما بعد دقيقة . وهنا تتكشف مشكلة كلاسيكية : التغيير تدرجي أم توجد لحظة حاسمة ؟ وكالعادة أيضا ، الجواب الصحيح مؤجل غالبا ، كما في بقية الثنائيات " تكافؤ الضدين " بديل ثالث يتضمن كلا الاحتمالين بنفس الدرجة . وهكذا تتكرر دورة التفسير الصوري " الدائري " ، لكن بصيغة جديدة وتتجدد باستمرار ، وهي تتضمن النقيضين بدل الحل الدغمائي : اعتبار احدهما خطأ والثاني صح . بعبارة ثانية ، كلا الحلين خطأ وصواب بنفس الدرجة ، بالتزامن . التغير يحدث بشكل تدرجي وغير محسوس ومرئي ، بنفس الوقت التغير درامي ويدركه الجميع . المثال البسيط والسائد ، انتقال الفرد من الطفولة إلى المراهقة والشباب . 2 العلاقة بين الزمن والمكان غير معروفة ، ويتعذر معرفتها بحسب المستوى المعرفي الحالي _ العلمي والفلسفي معا . وهذا مصدر الخطأ المشترك ، والمزمن . .... العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن ، والمكان بعد ثالث ، ثلاثي البعد بطبيعته ( طول وعرض وارتفاع أو عمق ) . وتتعقد الصورة ( الحقيقية ) ، وهذا السبب في عدم معرفة الواقع والزمن والحياة ، لكن الغريب موقف اللامبالاة في الثقافة العالمية والمحلية . .... لو بادر _ت شاب _ة بترجمة النظرية الجديدة للزمن ، ثم ارسالها إلى مجلة علمية أو فلسفية إنكليزية ( أو فرنسية أو المانية ...أو غيرها من اللغات والثقافات الحديثة ) ؟ أعتقد وبنسبة تتجاوز التسعين بالمئة ، سوف تنتشر من المرة الأولى وخلال عام واحد تكون قد ترجمت إلى معظم اللغات . 3 لماذا لا تقوم بهذا العمل يا حسين عجيب ؟ لا اعرف كيف . ليس عندي أي فكرة ، حول هذا النوع من النشاط . 4 حياتنا وزمننا يحدثان بالتزامن ولمرة واحدة ، بطريقة مزدوجة ومتعاكسة ، وهي السبب المشترك ، الموضوعي ، لحالة عدم الكفاية وانشغال البال المزمن بلا شيء . .... 61 سنة مرت بلمح البصر . لا يوجد فيها ما يستحق الذكر ، لا التدوين فقط ، عدا النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، وملحقاتها من النصوص الجديدة . .... نحن لا نعيش لأجل الموت ، تلك قراءة خاطئة . نحن نعيش لأجل المستقبل والأجيال القادمة ، يدفعنا الزمن بشكل معاكس لما نخبره ونشعر به . يدفعنا الزمن إلى الأمام بالنتيجة ، مع أنه يتجه إلى الوراء والداخل دوما . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ستة اقدام تحت الأرض ( اسم فيلم مترجم )
-
الصحة المتكاملة ، العقلية والنفسية ، بدلالة الحب والسعادة
-
الصحة المتكاملة ، العقلية والنفسية ، بدلالة القيم الأخلاقية
-
حوار ثقافي مفتوح ( س _ س ) ...الخاتمة
-
حوار ثقافي مفتوح _ خلاصة ما سبق
-
حوار ثقافي مفتوح ( 4 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 3 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 2_ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 1 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال
-
القراءة / الكتابة صفقة ذكية بطبيعتها
-
الفرد بدلالة الشخصية والهوية _ بين التشابه والاختلاف
-
العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
-
كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
-
إلى أين يتجه الحاضر ؟
-
أين ذهب الأمس ؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|