أحمد البزور
باحث وناقد
(Ahmed Albzour)
الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 09:54
المحور:
الادب والفن
أحبُّ الدّرسَ الأدبيّ ونقده؛ لإيماني بضرورةِ النّقد، وممارسته ممارسةً عمليّة، والنّقد -بالنّسبةِ لي- معرفة منظّمة، وممارسة ذهنيّة فرديّة أولاً، وجماعيّة ثانيًا، والنّقد البنّاء والموضوعي والإيجابي، القائم على التّقويم لا التّشخيص، أساسُ حياة الثّقافة واستمرارها، وتطوّر المجتمعات، على أنّ للأسف، بات ينظر الكثيرون خصوصًا الأكاديميين وممن يعتبرون أنفسهم أنّهم مبدعون إلى النّقد بمعناه الشّخصي والظّاهر السّلبي..
وشخصيًا، أتاحت الممارسة النّقديّة الأدبيّة حرّية التّفكير العميق، انطلاقًا من فتح ملف حوار واسع مع النّصوص الأدبيّة، قاصدًا تذوّق جماليّة النّصوص، وفهم لغتها، ومراميها المضمرة، في زمن كانت ذائقة مدرّسينا مهيمنة..
والشّيء بالشّيء يذكر، في مراحل دراستنا الجامعيّة، كنا كثيرًا ما نتحاشى النّقد والحكم على القيمة الفنّية للنّصّ الأدبي شعرًا كان أو نثرًا، لسببٍ بسيط، أنّ النّصوص الأدبيّة غالبًا ما كانت منوطة باختيار ما تحدده ذائقة المدرّس..
إضافةً إلى ذلك، كنا نخشى أن نبدي رأينا في النّصّ الأدبيّ كون أنّ المدرّس بوصفه ناقدًا وقارئا -في ظننا- وبشكلٍ بات قارًا في أذهاننا أنّه يمتلك شرعيّة تقييم النّصّ، ولا يحقّ لنا بإصدار الحكم، مقنعين ومتوهمين أنفسنا، أننا ما زلنا في طور التّكوين، على ذلك، ما علينا إلّا أن نقدّم قربان السّمع والطّاعة، وإلقاء آذانا صاغية، لهذا الشّيء تحديدًا، كان يحدث قطيعة وفجوة كبيرة وعميقة بين المدرّس، والطّلبة، والنّصّ.
#أحمد_البزور (هاشتاغ)
Ahmed_Albzour#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟