حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد كل هذا العدوان الهمجي الإسرائيلي على لبنان الشقيق ، لا زال البعض يتحدث بلغة الإنتصارات العسكرية والسياسية وکأننا حررنا فلسطين والجولان وشبعا بهذه العملية العسكرية المحدودة , التي قام بها حزب الله وأسر من خلالها جنديين إسرائيليين لا غير .
وأن من يشاهد ويسمع المواقف العربية الرسمية وحتى الشعبية منها ، قد يصاب بالحيرة والخذلان ، فأن هناك من ينشد الأناشيد الوطنية والتحررية من خلال شاشات التلفاز فقط ، وهناك من يصدر البيانات العسكرية والخطابات الحماسية والجمل الثورية ، وأن هناك من صمت ويصمت كصمت القبور ، وأن هناك من يناور ويحاور سياسيا ودبلوماسيا عسى أن ينفع هذا في زمن الحرب والعدوان ، وأن هناك وهناك الكثير .
ولكن أن الحقيقة يجب أن تقال ، بأن الشعب اللبناني الشقيق هو الخاسر الوحيد ، خسر المئات من البشر ودمرت وهدمت مدنه وقراه وجسوره وطرقه وتحطم إقتصاده وإنهارت بنيته التحتية بالكامل ، وبإختصار شديد خسر لبنان الوطن والشعب كل شئ .
فهل تنفعه بعد كل هذا الخراب والموت والدموع ، الأناشيد والخطابات والحماس العاطفي الفارغ ؟ ، وهل هذه ستعيد عافية لبنان كما كانت ، أم إنها ستصبح كلمات لا معنى لها ؟ ، لأنها تغنى وتنشد بالمناسبات فقط وهذا هو حالنا نحن العرب ، عشنا ونعيش بشعارات بعض القادة وهتافاتهم الإستعراضية وأغانيهم المملة .
فأين الإنتصارات العسكرية والإنجازات السياسية والنجاحات الدبلوماسية بعد كل هذا الدمار الشامل ؟ ، وهل أن الشعب اللبناني قد حرر شبعا بعد كل هذه المعارك الغير متكافئة ؟.
وهل سننتظر سنين إخرى لكي يبنى لبنان الجميل من جديد ، وترجع البسمة الدائمة على وجوه كل الشعب اللبناني كما كانت من قبل ؟ .
وأخيرا خسرنا الكثير من لبنان ..... ولكن ربحنا الشعارات والهتافات والأغاني العربية ! .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟