أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - طعنةٌ سرية














المزيد.....

طعنةٌ سرية


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


حيدرعاشور

راودتها الأفكار والأوهام وهي مستلقية على ظهرها شبه عارية محلقة في سقف غرفتها المتصدع من رطوبة الشتاء الذي نخره تماما كجسدها الذي هاجرته اللذة الحقيقية منذ أن تركها وحيدة تعاني الم الفراغ وسط هذه الجدران الآيلة للسقوط بأي لحظة، نفثت أخر نفس من سيكارتها بحسرة ووجع، وهي تتابع صعود الدخان من فوقها كأنه انتهى توا من ممارسة غضة بين شفتيها , تلملم شفتيها وتسحب أنفاسها محاولة إرجاع الدخان الى جوف فمها لتعيد النشوة ذاتها ولكنها تفشل..وذات الوقت تتحدى حرارة الجو فتبقي عرق جسدها يسير مسترخيا بين أعضائها فتتحسس دغدغته فيشعرها برغبة جامحة لوجوده في هذه الساعة من الظهيرة الملتهبة بكل شيء ..
انتبهت لصوت المذياع وهو يذيع اغتصاب فتيات من مدينة الموصل على يد عصابات الارهاب (داعش) وإحداهن انتحرت وأخريات انهزمن ليوضحن للإعلام عنف الممارسات الجنسية والاغتصاب العلني باسم الخلافة الجديدة... راق لها حوار الاغتصاب وعنف الجنس وأخذت تدير المذياع الى محطات أخرى عسى ان تعيد الوسائل الخبر مرة أخرى بتفاصيل أعمق.. ولكن عبثا لم تحصل على غايتها وأوقفت المذياع على بيان إعلان دولة الخلافة: على الأمة الإسلامية الالتحاق بها وإلا ستغتصب أراضيهم ..
صرخت بعلو صوتها: تكلموا عن اغتصاب النساء ايها الاحراش كيف تغتصب الأرض، وأخذت تبحث عن علبة السكائر، وهي تتموج على سريرها، ويغازل العرق جسدها... تشعل النار قرب فمها وهي بوضع لا يحسد عليه من التهاب الجسد وعطش الروح...وهي تتمتم خيانات تملا الأرض، فلماذا لا يخون زوجي ويمارس عشوائياته وانفلاتاته مع البغايا ليثبت رجولته وقوة جسده..
غرقت في ذكرياتها وهي تلعن اليوم الذي وطئها ذلك الخائن، واليوم الذي رحل عنها، ستبقى عصامية لن يمسها بشر، وسترضى بالعرق يغزو جسدها، ولن توقفه ما دامت الحرارة مرتفعة والكهرباء مغادرة والحكومة ساقطة في مستنقع الفاسدين، والشعب مكونات وطوائف وأحزاب وخونة ومشردون ولقطاء وأولاد مومس، اخرهم زوجي الذي شد الرحال الى جهنم من اجل حفنة من الدولارات الحقيرة والسبب الحكومة وأذيالها الوسخة...
اخذت نفسا عميقا اوجع فكيها ونفتته بقوة باتجاه السقف وهي تحدثه بلغته المتطايرة : اعترف ان زوجي كان انسانا شفافا حكيما عادلا عشت معه ثلاثين سنة، لم اسمع منه كلمة او مفردة تخدش الحياء، كان مواظبا على صلاتهِ وقيامهِ الليلي، يعشق الليل كما يعشقني، وأتحسس حلاوته وطيبته وواقعيته، وكنت له مطيعة وصابرة على عسر ماله وضعف إمكاناته، كان يوزع راتبه على نفسه وعليّ بالتساوي، لا يميل الى الدَين او الاقساط يكتفي بما رزقه الله من خيراته، حتى جاءت الليلة السوداء يوم انتقل من مكان عمله الوظيفي الى اخر...
كان المكان الجديد تحكمه طائفة تختلف عن طائفته ورغم كل المحاذير والمشي بجانب الحائط إلا ان القدر كان له بالمرصاد وبدأت المشاكل تتراكم، والضغط النفسي يزداد سوءا، بعد ان اتهموه بالرشوة وحولوه الى المحاكم، وكاد يسجن، لولا تدخل الآخرين.. استمر على حافة الهوة حتى ساوموه على ترك الوظيفة او السجن او الموت المجاني الذي ابيح في البلاد على يد رجال قلوبهم كجمر الموقد على أولاده، بسبب ولعهم المادي والسياسي والطائفي، وكلاهما تأسسا على بحر من الدم العراقي الذي لازال يمد باتساعه، والشارع ملتهب بالصراعات على انواع مختلفة من المزايدات لبيع البلد او تقسيم اراضيه الى وحدات فقيرة تأكل بعضها ببعض وتضعف نفسها بنفسها من اجل ان يقوى الخائن، ويتسلط الغازي الجديد باسم الدين والديمقراطية وغيرها من المسميات... اعتدلت في جلستها، ومررت يديها بخفة على اعضاء جسدها وهي تدمدم:
لا أجد ضرورة للصراخ بنبرة مسرحية، فالمسمَى لا يحتاج إلى تسمية، والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد.. وزوجي الحاقد على أرضهِ ووطنه يدعوني الى شر رذيلة ،يطلب مني عبر كل موجات الاتصال المرئية والسمعية ان التحق بقافلة (جهاد النكاح) كي اعصم نفسي من الرذيلة وأتوب الى الله بإباحة جسدي الحر الى جنسيات مختلفة من مجرمي العالم يقتلون الانسان باسم الدين ويبيحون ما حرمه الله...
صوته يتكرر في تنبيه، وأنا لا اؤمن بجدوى هذه الدعوة الاستعراضية ،لقد تغذيت على حب الارض والوطن، وهذا ما لا يعنيني أن أجعل قصّتي مادة للعلاقات المباحة والمحرمة شرعا وقانونا، سأكون غبية لو وقفت فوق حجر أو فوق غيمة لكشف جميع أوراقي، فهذا لا يضيف إلى وجوده او بعده سوى العار والخروج عن طاعة الرحمن الرحيم، ولا يضيف إلى جنوني وجموحي ورغبتي دليلا جديدا...لذا أُفضِّل أن أستبقيه في جسدي طفلاً مستحيل الولادَة. وطعنة سرية لا يشعر بها أحد غيري... في كل الاحوال هو زوجي المغدور والمغرر به.



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طموحٌ جامحٌ
- الشباب جيل المستقبل وهوية العراق
- حين تكون قصيدتك صوتاً ورمزاً..
- فراس الاسدي .. (يا لك منْ مُستفز أبيضْ) ..
- في ظل حكومة الثقافة المبرمجة
- (خالٌ في خدّ السماء) قصائد تنفَّستْ روح الشاعر علي الشاهر
- (قصةٌ قصيرة) صالحةٌ
- رضا الخفاجي ... ما زال يسعى منذ نصف قرن..!
- نحن في زمن المُفاجأة..!
- رياضةُ اليوم في سجلات الماضي
- 2007 قصةُ انجاز..
- قصة قصيرة (الملاذُ الأخير)
- قصة قصيرة ( امرأةٌ من الماءِ)
- قصة قصيرة (الخيطُ الخفي)
- قصة قصيرة ( الخيطُ الخفي )
- فاض هذا العالم بالمهرة من الكذابين
- قصة قصيرة( يرى نفسهُ)
- مصانعُ لإنتاج الكذابين
- لعبة الحياة والنوايا الصادقة
- الاخلاق التجارية


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - طعنةٌ سرية