أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ناصية القراءة - هاجر-














المزيد.....


ناصية القراءة - هاجر-


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 6969 - 2021 / 7 / 25 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


هــاجــر
قصة قصيرة/ / محمود البدوي




هجرتنى هاجر.. بعد عشرة طويلة دامت ثمانية أعوام.. خرجت فى الصباح الباكر ولم تعد.. ولقد بحثت عنها فى كل مكان اعتادت الذهاب إليه.. فلم أعثر لها على أثر.
ولقد تربت هاجر فى بيتى، جئت بها من الريف وهى طفلة فى السابعة من عمرها، لتخدم عندى، ولكننى لم أعاملها قط كخادم، لأنها كانت يتيمة، وفقيرة، وكانت جميلة ضاحكة كالشمس.
وكانت هاجر فى طفولتها الأولى لا تكذب قط.. كانت مثال الصدق والإخلاص.. كانت تروى لى الأخبار فى صراحة وبراءة، وكنت إذا سألتها عن شىء، وظهر أنها لا تعرفه كانت تجيب مسرعة بـ "لا أعرف..".
لم تكن تكذب قط.
وكانت أبدًا ضاحكة طروبًا.. تملأ البيت سرورًا وبهجة.
ثم مضت الأعوام وكبرت هاجر.. تغير جسمها وبرز نهداها، واكتنز صدرها، ولمعت عيناها ببريق الأنوثة وسحرها، ورق صوتها، وزاد عذوبة وفتنة.
وطال مع هذا صمتها، وتغيرت طباعها، فكنت كثيرًا ما أراها مطرقة واجمة لسبب ولغير سبب.
وابتدأت تكذب، وتدور بالكلام وتنظر كثيرًا فى المرآة وتطيل النظر!
ودخلت مرة البيت، فوجدتها واقفة على الباب تتشاجر مع بائع الخبز، وكان غلامًا وسيمًا فى السابعة عشرة من عمره.. ثم طردته وامتنعت عن أخذ الخبز منه شهرين كاملين.. ثم عادت وأخذت منه.
ولما سألتها:
- لماذا رجعت إلى بائع الخبز؟
قالت بهدوء:
حسن..
آخ.. حسن.
- إنه مسكين.
وعادت إلى سهومها وصمتها. ولقد عجبت لهذا التغير المفاجئ الذى طرأ على هاجر.
***
وسمعتها مرة، وأنا صاعد على سلم البيت تبكى وتعول ثم رأيتها تضرب الخادم الصغير الذى معها فى البيت، لأنه أخذ الخبز من حسن.
ولما سألتها عن ذلك، قالت وهى تنشج:
إنه ابن كلب.. وقد طردته.. ولا يمكن أن نأخذ منه الخبز مرة أخرى.. إنه غشاش لص..!
فصمت ولم أقل شيئًا.
***
وذات يوم خرجت هاجر ولم تعد.. لقد هربت مع بائع الخبز..!

قصة للكاتب المصري / محمود البدوي




ناصية القراءة / هدى توفيق
" هاجر"
هذه القصة قرأتها في عام 2009 م من كتاب (عيون القصة المصرية ). الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة (مصر) عام 2009 م ، وقد أوحت لي بالكثير حتى أنني قررت الاحتفاظ بها بشكل منفرد على ملفات الكمبيوتر الخاصة بي حتى أستمتع بقراءتها من حين لآخر، وأتأمل مدى حنكة الكتابة على بساطتها فدائمًا ما أدعي أن كتابة القصة القصيرة هو أشبه بالفن السهل الممتنع ، الذي من وجهة نظري يحوي معادلة كيف تحقق هذا الحس القصصي بالتقاط ومضات حكائية سواء من الواقع أوالخيال الإنساني بمحاور مكانية أو زمنية تتجاوز أي زمن وأي مكان كما أراه تحقق في هذه القصة، فهي عميقة المغزى تصلح لكل مكان ولكل زمان في جمل مكثفة حاسمة تحكي عن حياة هاجر الطفلة ذات السبعة سنوات إلى أن أصبحت فتاة يافعة نابضة بفوران الشباب والجموح، تحب وتعشق وتتألم وتصارع اللذة والكبرياء والمشاعر الإنسانية بكل تناقضاتها مع حبيبها وحياتها حتى تستطيع أن تختار وتنجو بروحها المتمردة عن كونها مجرد خادمة مطيعة إلى نمرة مفترسة تثور وتغضب وتعصف بكل شئ من أجل الانتصار لمشيئتها أخيرًا بالفرار مع حبيبها وملاذها ومنالها الروحي.
هنا تتحول (هاجر) من مجرد اسم عابر وطفلة وخادمة هادئة ومستسلمة لمصيرها إلى لبؤة قوية جامحة قادرة على تقرير مصيرها، وأجمل ما في القصة أنك كقارئ تعيش كل هذه التأويلات والتداعيات بكل يسر وبساطة ورشاقة لغوية من خلال إبداع قصصي متقن ومتمم لهدفه البعيد المغزى والملهم لكل من يسعون بدأب وصبر لكتابة القصة القصيرة، هذا الفن الذي أعتبره صعب للغاية ودروبه واسعة وشائكة رغم قصر الحجم وكثافة المعاني وجزالة اللفظ ، وهذا ما أعتقده المعنى الحقيقي لجملة هو فن السهل الممتنع لمثلي ولغيري من الأصدقاء المبدعين والمبدعات كما أعتقد لا غير.



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصية القراءة - وطن بكف المنفى -
- مونتي وثقافة الفساد في مصر
- شهرزاد الحكاءة في المريض العربي
- قصص قصيرة
- السيمفونية التي أبدعت أسطورة حب عصرية
- دراسة لديواني الشاعر مدحت منير والشاعر حاتم مرعي
- النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور في كتابه النقدي (نماذج ب ...
- قراءة نقدية في قصص مختارة لهدى توفيق
- النساء في المناطق المهمشة تطبيقا على واقع بني سويف
- قصة للأطفال للكاتبة هدى توفيق بعنوان هناء وشيرين
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (كهف البطء)
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (مذاق الدهشة ...
- زغرودة تبطل مفعول قنبلة قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان السلام يعم الغابة
- فأر الذاكرة الذي ابهجني وأبكاني في كأنه يعيش
- مفتاح الفردوس في رواية صانع المفاتيح
- شخص كان هنا أم محكيتان عن الجدة هو المسمى الأفضل
- تغريدة الشجن والحب والموت
- الجانب المعرفي في رواية دموع الإبل
- متعة القراءة بالعامية في النص الروائي


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ناصية القراءة - هاجر-