أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وهيب أيوب - عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان














المزيد.....

عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 15:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من العادات والتقاليد والممارسات السيّئة في مجتمعاتنا؛ هي لبس الوجوه والأقنعة، أي أن الشخص يحاول إظهار نفسه على غير حقيقته، محاولاً إبراز شخصية مُختلفة تُرضي المجتمع ومن حوله، مُخفياً حقيقة بواطنه وأفكاره الراسخة في نفسه وعقله، محاولاً تحقيق قبول وحظوة من قِبل الآخرين له.
إن من أروع وأجمل صفات الإنسان، أن يكون صادقاً شفافاً عفوياً وتلقائياً في التعبير عن نفسه وحقيقته، وفي تعامله مع الآخرين، وهذا سيجنّبه الكثير من المشاكل والخلافات مع الناس عموماً، كما مع الأهل والجيران والأصحاب والأصدقاء.
أتحدّث اليوم بالتحديد عن مسألة الخطوبة والارتباط "الزواج" بين الشاب والفتاة. فالملاحظ بأن معظم حالات الافتراق "الطلاق" بعد مرحلة من الزواج باتت حالات كثيرة ومنتشرة أكثر من ذي قبل في مجتمعاتنا.
وفي تقديري؛ أنه من الأسباب الرئيسية لتك الحالات نابعة بالأساس، كما ذكرتُ سابقاً، من عدم الصدق والصراحة والوضوح والشفافية بين الخطيبين أثناء مرحلة الخطوبة، فالطرفين في تلك المرحلة يحاول إظهار شخصية يقبلها الآخر غير شخصيته الحقيقية حتى يحظى بقبول الآخر وإعجابه.
وعند الانتقال إلى مرحلة الارتباط والزواج ويصبح المخطوبين زوجين تحت سقفٍ واحد، تبدأ تفاصيل الحياة المُربكة بكل تفرعاتها وتعقيداتها وضغوطاتها بفرض نفسها على الزوجين، وهنا لا يعود الطرفان قادرين على إخفاء المكنونات الحقيقية في أعماق كُلٍّ منهما والاستمرار بالتصنّع والتمثيل،
فيبدأ نزع الوجوه المُصطنعة، وليبدأ كل طرف بالكشف عن وجهه وشخصيته الحقيقية، بحيث لم يعد هناك مجال إلا بنزع الوجه المُصطنع وخروج الوجه الحقيقي من قمقمه؛ ليمارس كل حقيقته وسلوكياته وعقليته بأبهى وضوحها وفجاجتها، وحتى وقاحتها !
والأمر الثاني الذي أودُّ الإشارة إليه؛ هو حين يصل الطرفان إلى حائطٍ مسدود وخلافات يصعب تجاوزها أو التعايش معها، فيقع الفراق، أو ما يُسمى "الطلاق" وتلك الكلمة لا أحبها ولا أستسيغها، لِما تحمله من معانٍ ثقيلة الوقع على النفس.
وفي حالة وقوع الفراق بين الزوجين، سيبدأ هنا أهم وأوضح امتحان حقيقي في الكشف عن الشخصية الحقيقية لكلٍ من الزوجين، ومدى مستوى التربية والأخلاق التي بالفعل يتمتع بها كلا الزوجين المُفترقين، من حيث طريقة التعاطي والتعامل مع هذا الحدث ...
فهل سيطوي الطرفان تلك الصفحة بالتي هي أحسن، خاصة مع وجود أطفال بينهما، أم سيبدأ كلٍ منهما بالتشنيع على الآخر ونبش كل أسراره وسلوكياته وحتى الزيادة عليها، ليكسب تعاطف الناس والأصدقاء معه، كونه كان الطرف الأفضل وغير المسؤول عما آلت إليه الأمور فوقع الخلاف والفراق، في تلك الحالة سيكون هذا استمراراً للبس الأقنعة والوجوه واستمرار في الكذب والمُخاتلة وإخفاء الحقيقة.
إن مستوى الأخلاق والتعامل حالة الفراق، ستكون المسألة الحاسمة والمُعبّر الحقيقي عن الشخصية الحقيقية لكلا الطرفين.
ولا ننسى إلى التنويه هنا؛ بأن الحيف والظلم دائماً يقع على المرأة، نتيجة العادات والتقاليد والمجتمع القهري الذكوري المتخلّف تجاهها، فيرمون المرأة "الأنثى" بشتى التهم، فتدفع الثمن أضعاف مضاعفة عن الرجل "الذكر" حين يفترقان !
يقول الشافعي:
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!
- العالم ينتظر حتى يُنهي الأسد مهمته - وإسرائيل لاعب رئيسي
- بشار الأسد ونموذج -فرانكشتاين- الفاشل
- إسقاطُ الهَيبة وسحق العنجهيّة
- الجولان المحتل بين شقّي الرحى - الاحتلال من جهة ونظام عصابة ...
- نظام الأسد، يُصارع على بقائه أم ينتقم لسقوطه..؟
- خيارات الثورة السورية ومخاطر الانزلاق
- الأسد أو خراب البلد...!
- هل ينجح الأسد حيثُ فشِل غورو..؟
- مَن أطلقَ يد المخابرات السورية في الجولان المحتل..؟


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وهيب أيوب - عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان