|
حوار ثقافي مفتوح _ خلاصة ما سبق
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 18:23
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 تساؤل مشروع : لماذا يسهل على طفل _ة في العاشرة فهم النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، بينما يتعذر ذلك على أساتذة جامعيين في الفيزياء ، والفلسفة وغيرها ؟! السبب مزدوج ، أولا يرجع إلى اختلافها عن السائد الثقافي العالمي ، والمحلي معا . وهذا يشمل مصدر صعوبة الفهم لدى كبار السن خاصة ، بصرف النظر عن المستوى المعرفي والثقافي للشخصية . والجانب الثاني وهو الأهم والأساسي : فقدان الاهتمام مع الصعوبة في التركيز . وهذه المشكلة الأساسية للقارئ _ ة دون المتوسط ....الرغبة ، والتوقع ، بفهم النظرية خلال دقائق وبدون الحاجة للتركيز والانتباه . مع الاعتقاد الثابت بأن المشكلة في النص والأسلوب ، لا في عسر القراءة والأفكار المسبقة . .... الغالبية وبنسبة تزيد عن النصف بكثير ، خاصة بين العاشرة والعشرين ، يفهمون النظرية بسهولة ، تدهشني وتمنحني الثقة والأمل . .... يبقى احتمال وارد وحقيقي ، أن تكون النظرية وكتابتي بمجملها تعميمات ذاتية ، كما أشار أحد القراء وهو دكتور في الفلسفة . 2 ما تزال العلاقة بين الحياة والزمن خارج الاهتمام . هذه المشكلة مشتركة ، بصرف النظر عن اللغة والثقافة والمجتمع . ما نوع العلاقة بين الحياة والزمن ؟ لا أحد يكترث ، ولا أحد يعرف أو يهتم ! مع أن السبب بسيط ، هي خطأ نيوتن _ ومن بعده اينشتاين ثم الموقف الثقافي العالمي كله _ حين افترض أن الحياة منفصلة عن الزمن والمكان ، وأكمل فرضيته الخطأ بثنائية المكان والزمن المطلقين معا . أكملها اينشتاين بدوره عبر مصطلحه الشهير : متصل الزمكان . العلاقة بين المكان والزمن ، غير معروفة بشكل حقيقي بعد . بينما العلاقة بين الحياة والزمن ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . المثال المكرر نفسه : ولادة طفل بعد قرن ( أو قبل ) .... بالنسبة للطفل _ة الذي سوف يولد بعد قرن ، هي أو هو الآن في وضع غريب ومزدوج : حياتهما أو مورثاتهما في جسدي الجد _ة ( الرابع أو قبله ... ) ، بالتزامن ، زمنهما في المستقبل . بالطبع الطفل _ة الذي سوف يولد بعد قرن ، زمنه ( عمره ) في المستقبل حصرا وليس في الماضي أو في الحاضر . بالنسبة للطفل _ة الذي ولد قبل قرن ، يتضح الجانب الآخر من الصورة : حياتهما ( جسدهما ومورثاتهما تمتد في الماضي السحيق عبر الأسلاف إلى الجد _ة الأول _ ى ) ، بالتزامن حياتهما جاءت من المستقبل ( حينها ) ، وهما الآن معا ( الحياة والزمن في الماضي ، الماضي الموضوعي ) . 3 العقبة الثانية ، تتمثل بالعلاقة بين الماضي والمستقبل ؟! الحاضر بين الماضي والمستقبل ، هذه فرضية ونتيجة بالتزامن . أو الحاضر بين الأمس والغد ، ويتمثل باليوم الحالي ، هذه الصيغة أوضح . بالنسبة للزمن : الغد يبدأ أولا ، ثم اليوم الحالي ( الذي يستمر 24 ساعة ) ، وأخيرا الأمس أو اليوم الماضي . هذه الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . وقد اكتشفها الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، الذي مات سنة 1982 ، وعاش 28 سنة فقط : " الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد " ومن قبله اكتشفها الشاعر اللبناني أنسي الحاج : " ماضي الأيام الآتية " عنوان أحد مجموعاته الشعرية الجميلة . أيضا له عبارة أوضح : " أيها الأعزاء عودوا لقد وصل الغد " وأختم هذه الاستشهادات بجملة شكسبير وترجمة أدونيس : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد . وهي واضحة المعنى بشكل ساطع ، بعدما ننبته أنها : رسالة من الجد _ة إلى الحفيد _ ة وهي تكشف العلاقة بين الحياة والزمن بالفعل ، الجدلية العكسية بينهما . وأما بالنسبة للحياة ، أو بدلالة الحياة : الموقف السائد يمثلها بالفعل ، لكن المفارقة أنه يعتبر الحياة هي الزمن . سهم الحياة بالفعل ، يبدأ من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر . أو من الأمس إلى الغد ، عبر اليوم الحالي . 4 تبقى مشكلة الحاضر ، وأعتقد أن النظرية الجديدة تتقدم خطوة معرفية بالفعل على طريق معرفة الحاضر بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) . الحاضر نسبي بطبيعته ، وهو ثلاثي البعد أو متلازمة : زمن وحياة ومكان أو حاضر وحضور ومحضر ، لا وجود مفرد لأحدها . بسهولة يمكن فهم نسبية الحاضر ... اليوم الحالي مثلا الثلاثاء : 21 / 7 / 2021 يتضمن الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ؟ 1 _ بالنسبة للأحياء جميعا ، هذا اليوم يمثل الحاضر ويجسده بالتزامن . 2 _ بالنسبة للموتى جميعا ، هذا اليوم يمثل المستقبل ويجسده . 3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، هذا اليوم يمثل الماضي ويجسده . .... الحاضر نسبي بطبيعته . الماضي موضوعي بطبيعته . ( كل ما حدث قبل 21 / 7 / 2021 ) هو في الماضي الموضوعي . المستقبل مزدوج ، نسبي وموضوعي بالتزامن . المستقبل بالنسبة للفرد نسبي ، يتحدد بيوم موته . بنفس الوقت ، المستقبل موضوعي ، وهو يشمل كل ما لم يحدث بعد . 5 هذه الصيغة لطبيعة الأزمنة الثلاثة هي الأحدث ، وهي الأقرب إلى الواقع كما أعتقد . .... .... ( النص السابق ) حوار ثقافي مفتوح ( 4 _ س ) زمن غاستون باشلار وأريك فروم
غدا يوم آخر 1 النهر المزدوج _ مشكلة البداية والنهاية.... بسهولة يمكن التمييز بين بداية النهر ونهايته ، بالتزامن ، مع صعوبة تحديد منبعه ومصبه . .... ينبع النهر من منطقة جبلية غالبا ، وأعلى من سطح البحر بالتأكيد . يصب النهر في البحر غالبا ، أو في منطقة منخفضة بمستوى سطح البحر . في الاستخدام اللغوي البداية والمنبع واحد ، والنهاية والمصب واحد أيضا . هنا تبرز المشكلة المزدوجة ، لغوية بالدرجة الأولى ، وفكرية ومنطقية بالدرجة الثانية . .... تعبير النهر المزدوج تشبيه ، يقارب التطبيق ، للعلاقة بين الزمن والحياة . تشبه النهر المزدوج بالضبط ، الأول نعرفه جميعا وهو سهم الحياة ، بينما الثاني نختلف عليه جميعا " سهم الزمن " . لحسن الحظ بدأت العلاقة بين الحياة والزمن تتكشف بوضوح ، يتزايد في الواقع وفي الفكر بالتزامن _ وفي هذا النص أيضا . علاقة الزمن والحياة : فعل ورد فعل . أحدهما يمثل البداية والآخر يمثل النهاية ، مثل اليمين واليسار بالضبط . الاختلاف اصطلاحي ، ومع مرور الزمن صار في وضع المتفق عليه . نحن نعرف الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا . ويبقى بعض الغموض ، لكن أعتقد أن القارئ _ة فوق المتوسط يفهم بسهولة الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . خطأ نيوتن ربط الزمن بالمكان ، وفصله عن الحياة . بالإضافة إلى اهمال الحاضر ، والاكتفاء بالماضي والمستقبل . خطأ اينشتاين أكبر وأعمق ، حيث اختزل الزمن والمكان إلى واحد . بالإضافة إلى اهمال الماضي والمستقبل ، والاكتفاء بالحاضر . 2 المشكلة بين أريك فروم وفرويد غير شخصية بالطبع ، وهي تمثل العلاقة الدرامية _ الكوميدية بين الجد _ة والحفيد _ة ... العلاقة كوميدية بالنسبة للحفيد _ة ، ودرامية بالنسبة للجد _ ة . الحفيد _ة يثل سهم الزمن ، القادم من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . الجد _ ة يمثل سهم الحياة ، القادم من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . .... أنت التقيت بما يموت وانا التقيت بما يولد عبارة شكسبير بترجمة أدونيس ، وهي تغني عن الشرح أو التفسير . 3 أتفهم تعب وقلق القارئ _ة الجديد _ ة والصديق _ة خاصة ... كتبت رسالة مفتوحة لأدونيس ، وصلته ورد عليها مشكورا ، ووصله مخطوط " النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة " ولكن ، لم يفهمه بالطبع ، ربما لم يقرأ عشر صفحات منه ! .... أرسلت المخطوط إلى عدة دور نشر عربية بالطبع ، لأنني لا أجيد لغة ثانية ، بمساعدة الأصدقاء . وأكرر ندائي وطلبي ، مع الشكر والامتنان للصديق _ة الذي بفضله سيصل المخطوط إلى الدار أو الجهة المناسبة ، وسيبقى حقه الكامل محفوظا . المخطوط جاهز للنشر ، ويحتاج إلى مساعدة من صديق _ة .... 4 التسامي والتصعيد ، فكرة فرويد الأجمل برأيي . لكن أريك فروم يعتبرها خطأ . .... يفسر فرويد ظاهرة التسامي والتصعيد ، أو مهارة وميزة الايثار بشكل فيزيولوجي ، وهذا خطأ بالطبع . يشبه تفسير اللغة ، من قبل تيار ثقافي بالجانب الفيزيولوجي وربطها بالدماغ ، مقابل تيار أحادي آخر يفسرها بدلالتها الاجتماعية حصرا . .... العلاقة بين فرويد وأريك فروم من نوع : الجد _ة و الحفيد _ ة . هي مبالغة بطبيعتها ، وليست المبالغة أحد عناصرها فقط . بالطبع توجد استثناءات في الحالات الخاصة ، وهي جديرة بالإعجاب والتقدير ، عندما يتحمل الجد _ة مسؤولية الأم والأب بالفعل . 5 العلاقة بين أريك فروم وغاستون باشلار على النقيض ، بين الليبرالية واليسار ، بالإضافة إلى عقدة التنافس الأخوي _ خاصة بين فيلسوف الماني أمريكي الهوى ، وفيلسوف فرنسي أوربي الهوى . كتاب فن الحب لأريك فروم ، علامة فارقة في القرن العشرين . الفكر العلمي الجديد لباشلار ، علامة فارقة في القرن العشرين أيضا . للبحث تتمة .... .... حوار ثقافي مفتوح ( 3 _ س ) زمن اينشتاين 1 شغل اينشتاين موقع أذكى رجل في العالم ، طوال القرن العشرين ... أسباب ذلك متعددة ، وخاصة موقفه من الزمن ، وعبارته الشهيرة : الزمن بعد رابع للمادة . .... سهم الزمن ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وهو يمثل انجاز نيوتن الأهم في الثقافية العالمية الحالية . ما يزال العالم يعمل ، ويفكر ، وفق صياغة نيوتن لفكرة الزمن ، وهي تتصل مع موقف أرسطو من الزمن . المكان مطلق ويتحدد بثلاثة أبعاد : الطول والعرض والارتفاع ( العمق ) . لا يمكن الإضافة عليها ، ولا الانتقاص منها ، أو اختزالها إلى اثنين أو واحد . الهندسة بعد الاقليدية ، تمثل الاثبات على ذلك . الزمن مطلق أيضا ويتحدد بثلاثة مراحل ( أنواع ) : الماضي والحاضر والمستقبل . لا يمكن الإضافة عليها ، ولا الانتقاص منها ، أو اختزالها إلى اثنين أو واحد . تلك صياغة نيوتن ، بعد التعديل ، وقد استمرت حتى مجيء اينشتاين . 2 أهمل نيوتن الحاضر ، وانتقص الأبعاد الثلاثة إلى اثنين فقط ، الماضي والمستقبل . بالعكس اينشتاين ، أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر أن الزمن يتمثل في الحاضر فقط . وبذلك تصير عبارة ، الزمن بعد رابع للمادة مفهومة بوضوح . فيلسوف العلم الشهير في فرنسا خاصة غاستون باشلار ، أضاف للأزمنة الثلاثة ، وبشكل غير محدود : " للزمن أبعاد ، للزمن كثافة " . ذلك مريح ولذيذ ، لكنه غير صحيح وهو يتناقض بالكامل مع الملاحظة والتجربة والخبرة . .... كلنا نعرف الماضي ، لقد عشناه للتو . وبالأصح ، نحن لا نعرف سوى الماضي . المستقبل نعرفه ، ونخبره ، كتوقع وعلى سبيل الاحتمال والصدفة فقط . والحاضر بالكاد تدركه الحواس ، وأعتقد أنها لا تدرك سوى الماضي . المشكلة مباشرة ومعروفة : مشكلة الواقع ، طبيعته وماهيته . وتمثل المشكلة المزمنة في نظرية المعرفة ، لا الفلسفة والعلم فقط . منذ أكثر من عشرين قرنا ، يوجد موقف ثقافي عالمي مزدوج ، ومتناقض بشكل صارخ ، الاعتقاد بموقفين متناقضين تماما : 1 _ لا جديد تحت الشمس . 2 _ كل لحظة يتغير العالم . أغلبنا نحمل الفكرتين ، المعتقدين ، بالتزامن . أعرف هذا من تجربتي الشخصية ، وأعتقد أن الموقفين صحيحين أو نصف صحيحين بتعبير أكثر دقة . بكلمات أخرى : 1 _ غدا يوم جديد . 2 _ غدا تكرار للأمس . كلا العبارتين ، تمثل نصف الحقيقة فقط . الحياة تكرار ، وتنطلق من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . بينما الزمن صدفة ، تنطلق من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر . لماذا وكيف ، وغيرها من الأسئلة ....ستبقى طويلا في عهدة المستقبل . 3 ساعة اينشتاين المتوقفة منذ ثلاثة آلاف سنة . .... مثل كثيرين في الثقافة الحديثة ، عاد اينشتاين إلى موقف التنوير الروحي من الزمن ، والذي يتمثل في اهمال الماضي والمستقبل ، واعتبار الحاضر هو الزمن كله ، والوجود أيضا . .... ملحق 1 السؤال الأول : عدا الأزمنة الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل ، هل يوجد نوع آخر ؟ الجواب كلا بوضوح . لكن ، ذلك ما فعله غاستون باشلار ( على سبيل المثال لا الحصر ) ، وهو أشهر فلاسفة العلم في فرنسا خاصة . السؤال الثاني : هل يمكن اختزال أحدها ؟ الجواب كلا بوضوح . لكن ، ذلك ما فعله اينشتاين ، ومن قبله نيوتن . ملحق 2 غدا يوم جديد ... ولا احد يعرف بعد ، لماذا وكيف . .... يوم أمس ( 24 ساعة السابقة ) يتضمن الماضي كله ، بينما العكس غير صحيح . الماضي كله ، جزء فقط من الأمس _ المحدد في 24 ساعة . .... يوم غد ( 24 ساعة القادمة ) جزء من المستقبل فقط ، والمستقبل يتضمن الغد لا العكس . .... الماضي كله لانهاية سالبة . المستقبل كله لانهاية موجبة . الحاضر يساوي الصفر ، متنصف المسافة بين السالب والموجب . يتمثل الأمس ، بالعدد ( _ 1 ) ، وهو يتضمن اللانهاية السالبة . يتمثل الغد بالعدد ( + 1 ) ، وهو جزء صغير من اللانهاية الموجبة . .... .... ( النص السابق ) حوار ثقافي مفتوح ( 2 _ س ) كيف رأى نيوتن الزمن ؟!
1 وقف نيوتن على كتفي غاليلي وأرسطو معا ، ورأى العالم والوجود كما لم يره أحد من قبل . فهم نيوتن أفكار غاليلي والحركة خاصة ، أكثر من غاليلي نفسه ، ثم أكملها وأضاف عليها بطريقة تقارب الكمال . حيث بقيت لعدة قرون تجسد نموذج الثقافة العالمية ومثالها ، الذي يحتذى في العلم والفلسفة خاصة . قصة نيوتن ، حياته وأفكاره ومنجزاته معروفة ، ويسهل وصول القارئ _ة المهتم إليها بكبسة زر على غوغل . ما يهم في هذا النص بالإضافة إلى فكرة الحتمية التي أكدها نيوتن ، موقفه من الزمن ، كما يتجسد بالفعل من خلال الثقافة العالمية الحالية . بالمقارنة مع موقف اينشتاين ، وريثه _ وخصمه اللدود _ على زعامة الفيزياء النظرية ، وموضوع الزمن بصورة خاصة . .... فرضية نيوتن الثنائية ، وموقفه بالنسبة للمكان والزمن المطلقين ، ما تزال تستخدم وتؤثر في العالم الحالي بقوة . رغم نشوء فيزياء الكم ، وانهيار فكرة الحتمية في الثقافة العالمية والفيزياء الحديثة خاصة . 2 المكان ثلاثي البعد ، طول وعرض وارتفاع ( عمق ) ولا يمكن اختزال أحد الأبعاد الثلاثة ، ولا الإضافة عليها . كان هذا هو موقف الفيزياء ، ومعها الثقافة العالمية والفلسفة خاصة ، حتى مجيء اينشتاين وفرضيته الجديدة ، كليا ، الزمن بعد رابع للمادة ؟! .... بعدما اصطدم نيوتن بمشكلة الزمن ، وفي الحياة أكثر من الفكر ، وكان قد توصل إلى حل يعتمد موقف أرسطو بعد تطويره : سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر . لكن مشكلة الحاضر المزمنة بقيت ، وتعامل معها نيوتن بطريقة الانكار ! الحاضر فترة زمنية لامتناهية في الصغر ، يمكن اهمالها في الحسابات العلمية ، وبدون أن تتأثر النتيجة النهائية . بعبارة ثانية ، اختزل نيوتن الأزمنة الثلاثة ، الماضي والحاضر والمستقبل ، التي نعرفها جميعا ونخبرها إلى اثنين فقط الماضي والمستقبل . وهذا خطأ ، كما أعتقد ، وأحاول مناقشة بشكل منطقي ، طالما أن البرهان التجريبي غير ممكن حاليا ، وهو خارج امكانياتي المتواضعة بالطبع . على أمل أن يجذب هذا النص خاصة _ والنظرية الجديدة للزمن بصورة عامة _ الاهتمام في مشكلة الزمن انتباه الهيئات العلمية ، ومن يهمه الأمر . 3 خطأ آخر ، مشترك بين نيوتن واينشتاين وغيرهم من الفيزيائيين والفلاسفة اكثر ( مثال غاستون باشلار ) ، يتمثل في اعتبار الزمن والحياة باتجاه واحد . واهمال العلاقة بين الزمن والحياة ، وما تزال في مجال غير المفكر فيه أو المسكوت عنه في أحسن الأحوال . .... الحياة والزمن في اتجاهين متعاكسين ، والعلاقة بينهما شبه مجهولة . المثال الأوضح يتمثل بالعمر الفردي ، حيث يتزايد العمر بدلالة الحياة ويتناقض بالتزامن بدلالة الزمن . وقد ناقشت هذه العلاقة بشكل موسع ، وتتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : س + ع = الصفر . 4 بالرغم من ذلك ، موقف نيوتن من الواقع والزمن خاصة له الفضل في انتقال فكرة الزمن ( الوقت ) ، من مفهوم فلسفي غامض إلى مصطلح شبه علمي ، وأكمل ذلك اينشتاين بجدارة ، مع جرعة مغامرة لامست الطيش مرارا ، وتليق بنجوم هوليود أكثر من علماء الفيزياء والرياضيات وعلماء النفس وغيرهم من قادة العالم والإنسانية . ولهما الفضل الكبير على فهمنا الحالي للزمن أو الوقت : طبيعته ، واتجاهه ، وسرعته ، وأنواعه الثلاثة ( أو مراحله وأطواره ) . .... ساعة اينشتاين المتوقفة منذ ثلاثة آلاف سنة ....النص القادم .... النص السابق حوار ثقافي مفتوح ( 1 _ س )
1 " لا تقلديني _ ي جميلك _ ت " ربما تكون الفائدة شبه الوحيدة للخدمة الإلزامية ، في سوريا وغيرها من دول الجوار الفاسدة أو الفاشلة بصورة عامة ، الحوار الثقافي الذي يحدث بالفعل بين المجندين ( الفقراء ) وهم غالبية ( الشعب ) السوري ، أميل أكثر لفكرة أن في سوريا شعوبا لا شعبا واحدا ( وفي جوارها أيضا ) . .... لا تقلدني جميلتك أو لا تقلديني جميلك ، المعنى واحد . وهو الفكرة ، الخبرة ، الأهم التي اكتسبتها من دروة الأغرار بفضل زميلي وصديقي أسامة الشوفي ، له تحيتي ولبقية الزملاء المشتتين في العالم . 2 مشكلة الهدف أو الاتجاه ، أنه يجب أن يدمج بين الحاضر والمستقبل ، وهذا أمر متناقض بطبيعته . الحاضر _ الزمني _ يتجه إلى الماضي الأبعد فالأبعد ، والهدف يتجه إلى الآن الأقرب ، فالأقرب . حل هذه المسألة _ المشكلة الإنسانية المشتركة _ يحتاج إلى المرونة والاستقرار بالتزامن ، وهو شرط متناقض بطبيعته أيضا . كيف نحل المشكلة ( الحاضر ) إذن ، على المستويين الفردي والمشترك ؟ الهدية والرشوة مثلا ، أو الخبر والمعلومة ، بعد إضافة كلمة مكافأة أو ( المكافأة ) في العبارة الأولى ، بالتزامن مع إضافة رأي شخصي أو ( الرأي ) ، تتكشف المشكلة واتجاهاتها . المعلومة اقرب إلى العلم والموضوعية ، وهي تمثل الحقيقة العلمية المتفق عليها حاليا على مستوى العالم . الرأي أقرب إلى النزوة والرغبة اللاواعية ، وهو يمثل الموقف الآني الفردي والمؤقت ، والمتحول بطبيعته . الرشوة تحل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل . الهدية تحل مشكلة المستقبل على حساب الحاضر . .... الحاضر الزمني والماضي في اتجاه ، والمستقبل في اتجاه معاكس . 3 الوقت والمال والجهد ، علاقة ما تزال ضمن مجال غير المفكر فيه ! كيف تنفق _ين مالك عادة ، أيضا في الظروف الخاصة ؟ مثلا نصف دخلك تصرفه بشكل إيجابي أم سلبي ، من وجهة نظرك ؟ بتحديد أكثر ، هل فكرت في عبارة " ترشيد الاستهلاك " ؟! .... طريقة انفاق المال الشخصي( المصروف الشخصي للكبار أو الصغار ) ، تمثل الدليل الأقوى والأوضح على اتجاه الصحة العقلية ، أو العكس ( المرض العقلي أو النفسي أو الاثنين معا ، كما يحدث غالبا ) . مصدر هذه الفكرة ، عبارة في كتاب سوزان جيفرز وترجمة جهان الجندي " القلق المالي " ، بدل العبارة الأيديولوجية البخل والكرم ... الكرم والبخل عبارة جوفاء مثل الرشوة والهدية ، تخلو من المعنى . .... الوقت والمال والجهد متلازمة ، تشبه متلازمة الحياة والزمن والمكان ، إلى درجة تقارب التطابق . يتعذر الفصل بين المال والوقت والجهد ،... بعبارة ثانية ، المال يدمج بين الوقت والجهد ، لكن بطريقة ما تزال مجهولة ، وغير مفكر فيها على مستوى الثقافة العالمية ، لا العربية فقط . 4 الغد أجمل ... أعتقد أنها عبارة صحيحة موضوعيا . يتزايد الصدق في العالم ، مع الذات أو مع الآخر ، من جيل إلى آخر بشكل واضح وفق متوالية هندسية أيضا لا عددية فقط . والسبب في التطور العلمي والتكنلوجي خاصة . أتحدث عن الصدق كاتجاه ودليل للصحة العقلية ، على المستويين الفردي والاجتماعي بالتزامن . .... لن يعترض عاقل _ة على معنى عبارة : إن الألمان والفرنسيين أكثر صدقا من السوريين واللبنانيين . سوف يعترض ثلاثة على العبارة : الشخصية النرجسية ، والشخصية الفصامية ، والشخصية الثالثة مجهولة لا أستطيع تحديدها سوى بشكل سلبي . ربما تمثلها _ي أنت .... لماذا نحب النمل ونكره الذباب ، بالمثل العنكبوت والبرغش ؟ .... ( النص السابق ) حوار ثقافي مفتوح
1 خلاصة بحث سابق : الكلام ، أو الكتابة ، 3 أنواع أو مستويات ، تتداخل عادة . 1 _ الثرثرة والسرد . عدم تحديد المكان والزمن والموضوع ، الكتابة أو الكلام بدون خطة أو اتجاه أو هدف . 2 _ الجدل . كتابة أو كلام ، بين طرفين ( فردين ، أو جماعتين أو فريقين ) . الجدل يتصل بالثرثرة ، من جهة الجدل البيزنطي ( تفاهة الموضوع ) أو الجدل العقيم ( التعصب ) أو بقية أشكال الكتابة والكلام ما دون المنطق . ويتصل بالحوار على مستوى الجدل المنطقي فقط . تحديد الموضوع ، وأدوات الكلام وشروطه مع تحديد الوقت أيضا . 3 _ الحوار ذروة النضج الإنساني . المعرفة غاية الحوار ، والمنطق محوره ، ويتحدد عادة بالوقت مثل ساعة الشطرنج أو الطبيب _ة أو المحامي _ة وغيرها من المهن الدقيقة . .... أكتفي بهذا التلخيص المكثف ، والمختزل بشدة ، حيث أن الموضوع تمت مناقشته بشكل تفصيلي وموسع وهو منشور على الحوار المتمدن . 2 إلى متى تستمر حالة الفوضى ، والعشوائية المطلقة ، في استخدام كلمة الزمن أو الوقت أو الزمان في العربية ؟ بالتزامن مع الخلط بين الحياة والزمن ، في الثقافة العربية وغيرها ؟ سوف أحاول معالجة هذه الأسئلة خلال النص ، بشكل بسيط قدر استطاعتي ، على أمل تحريض المثقفين _ ات العرب خاصة ، على الدخول في الحوار بشكل مسؤول ومحترم ، بدل دفن الرؤوس في الرمال ...المؤسف . .... مثال عالمي على العشوائية في استخدام كلمة ( زمن ) ، كتاب غاستون باشلار ، وهو أحد اشهر فلاسفة العلم في القرن الماضي " جدلية الزمن " . والكتاب موجود على الشبكة ، وقد قرأته بطريقة القرصنة . أيضا كتاب حنة أرندت " الماضي والمستقبل " ، بنفس الطريقة . في الكتاب الأول ، يتم التعامل مع كلمة زمن لدى باشلار ، بشكل فوضوي يلامس العشوائية المطلقة ، بل يختلط معها . وفي الكتاب الثاني ، تتعامل حنة أرندت مع الماضي والمستقبل بنفس درجة العشوائية والفوضى . كلا الكاتبين ، يجهلان معنى الكلمة التي يستخدمانها في الكتاب ، لماذا !؟ أرجو من القارئ _ة العزيز _ ة ... محاولة استبطان لمعنى الكلمتين _ دقائق قليلة _ قبل متابعة القراءة . .... الزمن أو الوقت مشكلة الثقافة العالمية المزمنة ، والمعلقة منذ عشرات القرون . سأكتفي بالموقف الثنائي ل نيوتن واينشتاين : _ نيوتن يعتبر أن الزمن موضوعي ومطلق . وهو يتجسد بالماضي والمستقبل ، بينما الحاضر مسافة لا متناهية بالصغر يمكن إهمالها في الحسابات بدون ان تتأثر النتيجة . _ اينشتاين على النقيض ، يعتبر أن الزمن نسبي ، يختلف من مكان لآخر ، ويختلف أيضا بين شخص وآخر _ وحتى بالنسبة للشخص الواحد . بالإضافة إلى موقف مشترك وعالمي ، بينهما ومع غيرهما أيضا ، عدم التمييز بين الحياة والزمن . مع اعتبار أن اتجاههما واحد ، من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ! 3 الزمن موضوعي ونسبي بالتزامن . الحاضر نسبي بطبيعته ، والدليل ( البرهان ) بسيط وعام وتجريبي : هذا اليوم 15 / 7 / 2021 ، نسبي وموضوعي ، ويمثل الأزمنة الثلاثة بالتزامن ... 1 _ بالنسبة لجميع الأحياء ، هذا اليوم يمثل الحاضر . 2 _ بالنسبة لجميع الموتى ، هذا اليوم يمثل المستقبل . 3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، هذا اليوم يمثل الماضي . ونفس الأمر ينطبق على كل يوم جديد ، ويستثنى الماضي كله . بعبارة ثانية ، الحاضر نسبي ، والماضي موضوعي ، والمستقبل موضوعي باستثناء الحيز الصغير ( الذي يتمثل باليوم الحالي مثلا ، وهو حالة افتراضية ، ويمكن تكبيره أو تصغيره ) . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار ثقافي مفتوح ( 4 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 3 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 2_ س )
-
حوار ثقافي مفتوح ( 1 _ س )
-
حوار ثقافي مفتوح
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال
-
القراءة / الكتابة صفقة ذكية بطبيعتها
-
الفرد بدلالة الشخصية والهوية _ بين التشابه والاختلاف
-
العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
-
كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
-
إلى أين يتجه الحاضر ؟
-
أين ذهب الأمس ؟
-
المعرفة الجديدة _ الجزء 2
-
ما الذي تقيسه الساعة _ مقدمة عامة مع التكملة
-
ما الذي تقيسه الساعة 2
-
ما العلاقة بين الساعة والوقت ؟!
-
المعرفة الجديدة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها ( النص الكامل )
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|