أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ميزان الصداقة














المزيد.....

ميزان الصداقة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


"الأصدقاء المزيفون يشبهون الظلال تجدهم دائما بالقرب منك في ألمع لحظاتك ، ولكن لا يمكن رؤيتهم في أي مكان في أحلك ساعاتك. الأصدقاء الحقيقيون مثل النجوم ، لا تراهم دائماً ولكنّهم موجودون دائماً."
حبيب اكندي كاتب بريطاني نيجيري
هو كلام عاطفي عن الصداقة يقدمه الكاتب ، يختصر فيه تلك العلاقة الطوعية بين شخصين، أو مجموعة أشخاص ، لكن ذلك يندرج تحت إطار واسع ، و لو أعدنا النّظر في م ايدعى قائمة الأصدقاء الحقيقيين لرأينا صداقات جعلتنا نحترق دون أن نكشف عن الصديق الجيد و السيء. علينا أن نعرف أن شخصاً ما ليس صديقاً للأسباب الصحيحة حتى لو كان ضمن قائمة الأصدقاء . عواطفك لا تكذب . يجب أن يجعلك الأصدقاء تشعر بالرضا .
تُعتبر الصداقة علاقة تطوعية تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة ، قد
تساهم بشكل كبير في الرفاه الشخصي العام . الأصدقاء هم شبكة تتمحور حول الأنا ، لكن طرأ تغيير كبير على مفهوم الصداقة اليوم ، وقد أصبحت على شكل شبكات اجتماعية لها نفس التوجه العملي، أو الاجتماعي ربما تتشارك في رحلة ترفيه، أو رحلة علمية .
تلك الصداقة، أو العلاقات الاجتماعية التي نشأنا عليها كانت خاطئة، فنحن نقيم علاقات نعتبرها صداقة بينما هي نوع من الهراء ، حيث تستنجد بتلك العلاقات للقضاء على الفراغ الذي تعيشه . اكتشفت ذلك مبكّراً فمنذ العشرين من عمري كنت عندما أقوم بزيارة لصديقة ما أشعر أنّني أجلس عل نار. لغة جسدي ترفض الاستمرار ، أعود إلى البيت ، وتكون زيارتي قد استغرقت نصف ساعة ، ثم ألغيت تلك الزّيارات ، وتركت الباب مفتوحاً لمن يرغب بزيارتي ، فرأيت أصدقائي يزدادون ، وهم مرحون ، يحاولون أن يضفوا جواً من الفرح ، لكنّني حددت مدة الزيارة بطريقة غير مباشرة .
على الجانب الآخر ، عندما كنت أعمل في السياسة ، وبخاصة في رابطة النساء السوريات لحماية الطفولة و الأمومة كانت صداقة حقيقية حتى تمت الانشقاقات الحزبية ، وبقي شيء من المودة بيننا ، وتلك الرابطة يديرها الرجال في الحزب الشيوعي.
لم تعد الصداقة اليوم تعتمد على الزيارات المنزلية ، بل أصبح المنزل مكاناً خاصاً لا يجوز انتهاك حرمته ، لذا فإن أغلب اللقاءات تكون خارج المنزل.
عندما ذهبت إلى عند ابنتي في كندا اكلت طعاماً شهياً سألتها: هل أنت من صنعه ؟ أعرف أنها تشبهني وتقوم بالطبخ كي تملآ بطون أبنائها ، أجابت لا. إنها صديقتي.أتت صديقتها لزيارتها دون موعد وبقيت حتى الحادية عشر مساء ، وكنت قد أرهقت من الجلوس فتركت الجلسة في الساعة الثامنة إلى القبو ، وهو المكان الذي خصصته لي ابنتي. في اليوم التالي قلت لها: العلاقة غير متوازنة. قالت لي : صحيح، لكنني أخجل من الانسحاب .
في زيارتي الثانية كانت قد تركت جميع أصدقاءها، قالت لي كلما اجتمعنا أشعر أنهم يتقصدون إهانتي، وفي مرة ذهبت بدعوة إلى عائلة ، ارتاحت بالجلوس معهم، لكن فيما بعد تجاهلوها. قرّرت اليوم أن لا تلبي دعوة أحد في منزله ، بخاصة لو كان من بني جلدتنا.
لا يمكننا العيش دون تواصل اجتماعي، لكن أدواته موجودة، هناك طبيبة سورية لم تعدّل شهادتها ، تعيش في كندا، لديها موقع، وتقوم بنشاطات للسوريين شريطة أن يكونوا عوائل، أي أن يوجد الزوج و الزوجة، ويكون النشاط عبارة عن اشتراك بالتساوي سواء كان رحلة ، أو غيرها، وقد نجح تجمعها ، أصبحوا أصدقاء من خلالها.
على عكس ما نعتقد ، هناك في الغرب صداقة عائلات حيث تقارب بين عمر الأطفال، ويقومون بنشاطات مشتركة ليس من بينها الزيارات البيتية، لكن ماذا تفعل إن كنت تعيش في سورية، وليس لديك المال ولا التجمع؟
لا أعرف الإجابة على هذا السّؤال. فقط من يعيش الحالة يعرفها، لكنني أعرف مثلاً أنه في المدينة التي أقيم فيها هناك أنشطة يومية للمسنين، هناك ناد، و هناك حفل حفل راقص مرة في الأسبوع. كان ذلك قبل الكورونا.
من خلال تجاربي وتجارب من حولي عرفت أن التقارب الشديد يولد النفور ، لذا لا بد من وجود مسافة أمان حتى بين الأصدقاء .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احجز تذكرتك إلى الفضاء
- مزامير أمل
- من مذكرات امرأة مستورة
- تعلّم الحريّة
- امرأة لا مبالية
- الحريّة الدينية
- كأنّني انتحرت
- لغة الصّمت
- المارد الذي يعيش فيّ
- حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
- متى تخلع النساء ثوب الضحية؟
- الفضاء الصيني
- فنّ العيش الكريم
- أثر الطلاق على المرأة
- التوارث السّياسي الاجتماعي
- هكذا هي الحياة
- ذاتي تقابل ذاتي
- إطلالة على العالم الافتراضي
- رعاية المسن في وطننا
- سرّ نجاتي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - ميزان الصداقة