نادية بيروك
(Nadia Birouk)
الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 14:42
المحور:
الادب والفن
كانت تقف خلفهم وكانت تحاول إخفاء حرجها. كان يبدوعليها الضياع. علامات الحزن تكسوا وجهها المتسخ. لكنها كانت جميلة. حين وصل دورها ناولها خبزا وكيس بطاطا. لكنها لم تبتسم. عندها سألها:
-أين تقطنين ياصغيرتي؟
-أجابت في القرية المجاورة.
أدرك أن أقرب قرية تبعد مسافة نهار كامل. طلب منها أن تمهله حتى يتسنى له توزيع المساعدات. وأجلسها قرب بناته. نسيت نفسها وانخرطت في اللعب. حين انتهى من توزيع المعونة. طلب منها أن تحمل ما تبقى من فواكه وأضاف إليها رطل لحم وقنينة زيت، تم حمل الباقي. بعد ذلك، أقلها وأخذها إلى بيتها، كانت الساعة قد شارفت على العاشرة ليلا. كان المنزل الذي أشارت إليه متآكلا وكان ينبعث منه ضوء خافت. سمعا صراخا مذويا فهرعا معا إلى البيت. كانت أمها تصرخ من الوجع ويبدو أن الجنين قد أشرف على الخروج. لم يعرف ما العمل فزوجته ماتت ولم يساعدها من قبل، لكنه اقتحم المكان وجر المولود وحمله بين يديه بينما قطعت الأم الحبل السري. لم يشأ تركهم هناك، أخذهم جميعا إلى البيت. بعد شهر من ذلك، تزوج الأم وضم أسرتها إلى أسرته.
#نادية_بيروك (هاشتاغ)
Nadia_Birouk#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟