عمر قاسم أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 23:31
المحور:
كتابات ساخرة
يحكى أن شخص ما يعيش في بلد تكثر فيه الدكاكين والبقالات والمولات السياسية ، بعضها فيه عدة رفوف بدون بضائع وبعضها فيه بعض البضاعة مكدسة على الأرض وبعضها ما زالت خيوط العناكب تعشش في زواياه . ويحكى أن هذا الشخص ــ بعينه ــ قد روادته ( عن نفسه ) فكرة بتأسيس حزب جديد ــ أقصد بقالة جديدة ــ ، وبالفعل عمل على تحقيق فكرته ، إلى أن وضع خطة واستراتيجيه لإنجاز ما يصبو إليه ، جمع أقاربه ومعارفه وأصدقائه وأقام لهم مأدبة كبيرة ... حتى امتلأت بطونهم ... وبعد ذلك خطب فيهم قائلا : ( إن الساحة تعج بالأحزاب ، وان الأحزاب غير قادرة على السير في ركب الديمقراطية ، والأحزاب عاجزة عن بلورة أفكار وأطروحات تتناسب مع الجمهور ، وما زالت قاصرة عن عرض بضاعتها واستقطاب المستهلكين و و و ... الخ .
صفق له كل شخص بقدر ما تناول من الطعام والشراب ، وأشار عليه بعضهم بتأسيس حزب جديد ليجمع شمل أقاربه وأصدقائه وأصدقاء أصدقاءه في إطار جديد ...، ولتحقيق نوع من السعادة المادية لهم والسعادة المعنوية له ...،
وهذا ما كان ينتظره ، وقال لهم أنه بالفعل سوف يحقق لهم ما أشاروا به عليه وأنه سيتحمل أمانة المسؤولية . واستعان ببعض
)الكتبة ( ليقوموا بنسخ برنامج الحزب الجديد عن برنامج حزب قديم ، مع بعض التعديلات الهامشية . واستعان أيضا ببعض ( السحيجة والطبيلة ) للتسحيج والتطبيل بعض كل خطبة يلقيها .
رأس المال تحرك فحرك معه الجمهور وتحركت أصابعهم نحوه رئيسا للحزب الجديد .
المهم في الأمر أن الحزب الجديد تقوقع وتمحور وتمركز حول الرئيس ، فالرئيس هو الحزب والحزب هو الرئيس ، والرئيس رئيسا ــ كالعادة ــ على كل رئيس ومن القمة للقاعدة رئيس ... ، فهو كل شيء قديم وجديد . وأصبح الحزب رقما جديدا يضاف إلى سلسة من الأرقام . تلاشى رأس المال فاستقال بعض الأعضاء وتلاشى الجمهور ، وسيبقى الرئيس رئيسا بلا أعضاء ولا جمهور .
وصدق شاعر الشعب الكبير أحمد فؤاد نجم حين قال في قصيدته الرائعة ( شوبش طرازان )
زغروطة للحزب الجديد
حيدمر الحزب اللي فات
ويحطم السكة الحديد
ويكسر المستشفيات
ويقرب المستبعدين
ويبعد المستقربات
ويركب المستبسطين
ويحلل المستربطين
ويربط المستحللات
ويعجز المستقدرين
ويقدر المستعجزات
ويرجع الأيام سنين
ويعيد زمان المعجزات
مع إن طرزان الوليد
ذات نفس .... ،
طرزان اللي مات !!!
#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟