أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - قَلائِدٌ مِن كَبَاب














المزيد.....

قَلائِدٌ مِن كَبَاب


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 19:50
المحور: كتابات ساخرة
    


تخَمَّرَ المساءُ بخِمارٍ من سَوادِ حالكٍ,
لِيَتَذَمَّرَ كلُّ مَن لغيرِهِ أساءَ في زقاقٍ سالك،
ولتَتَنكَّرَ النساءُ بمَخْدَعِهنَّ بأحمرِ رداءٍ هاتك.
لكنَّ نداءً هاتفيّاً تفلَّتَ من ذاكَ الخِمارِ الماسِك، وكانَ من ذي رَحِمٍ مُتبارِك،
ليطمَئنَّ عنّي في زمانِ مُتَشَكِّكٍ شائِك, وليَستدينَ مالاً بِنعومةِ حرفٍ مُتَضاحِك. وقد بادرتُهُ أنا:
" ماليَ أراكَ يا ذا رَحِمٍ مُتَهَتِّكاً، فما لَكَ! فماليَ دوماً كان ويكونُ هو مالَكَ،
وكلانا لما نملكُ يوماً من مالٍ مالِك.
أقولُ ذلكَ كيلا أضطرَّهُ لتوسلٍ وإلتفافٍ ماحِك, فلا موجبَ لنفسٍ أن تتذلَّلَ لأجلِ دينارٍ دَوّارٍ وفي الخزائنِ دالك.
لا مالِكَ لمالٍ إلّا مَن كانَ به مع غيرِهِ مُتَشارِك.
غير أنَّ في نفسِي قَدْحاً برَيبٍ مُرتَبِكٍ مُتَدَارِك؛
كيفَ عَلِمَ ذو رحمِي أنيَ ذهبتُ بِذَهَبٍ أحمِلُهُ بفؤادٍ مُتَماسِك، فَبِعتُهُ في سوقِ ذهبٍ مُلتَهبٍ متراقصٍ مُتَماحِك؟
وإذ سَلَّمتُ تاجرَ ذَهَبٍ، وذاكَ شيخٌ وقورٌ بياضُ ذقنِهِ وحياضُ مُحَيّاهُ مُتَشابِك، وإذ كلانا قعودٌ في دكّانِهِ وعلى وَثِيرٍ من أرائك، فسَلَّمتُهُ حُلِيّاً فسَلَّمَها من فورهِ لحفيدٍ له خلفَهُ واقفٌ مُتواعِك،
وإذ بالحفيدِ يخرجُ وبالشّيخِ يعرجُ بيَ سامراً عن شؤونِ زماننا المُتهالك..
كانَ الشيخُ يَهذُرُ وكلمّا عَدَّ بيدِهِ الدنانيرَ بترقرقٍ، إستَعَدَّ وهجُ تنانيرَ فؤادي لتسلُّمِها بقَبَسٍ مُتَفَتِّق،
لكنِ شيخَ اللغو في غمرةِ سَمَرِهِ غارقٌ، فمغَرِّبٌ تارةً وتارةً مُشَرِّق، والمبلغُ كبير، والبلدُ مُضطَرِبٌ بوجومٍ ومُتَأرِّق. وأخيراً..
أفاءَ الشيخُ عليَّ بعُشرِ الثّمن، وشاءَ إرجاءً لمابقي بعصرِ غَدٍ مُتَعَلِّق، ثمَّ قاءَ بدفترِ (شيكاتٍ) لأكتُبَ رقماً كضمانٍ مُتَحَقِّق.
ضَدَدتُهُ بإعادةِ حُليِّ لي وتركِ (شيكٍ) مُتَشَدِّق،
رَددني بأنّ ذَهَبيَ قد ذهبَ لمعملِ الذهب وهو الان مُتَفَرِّق!
رمَيتُ بدفترِ شيكاتهِ وحَميتُ وطيسي بتَبَسُّمٍ مُتَدَفِّق: "لستَ مضطرّاً ياشيخ لهكذا تَصرّفٍ مُتَسَلِّق،
موعدنا عصرَ غدٍ وإنَّما العصرُ لآتٍ ومُتَدَفِّق "؟! تَبعنيَ الشيخُ خارجَ متجرِهِ ودَسَّ في جيبي دفترَ شيكاتِهِ بتدفِّق ، لكنني أعدّتُهُ اليهِ بترفِّق.
ومَرَّ اليومُ عليَّ بلا قلقٍ مُتَخَندِّق،
لوما لهيبُ نَارٍ مُتَطَرِّق، سَعَّرَهُ زملاءُ العملِ تحت قدمي المُتَزَحلِق، وأنَّ الذَّهَبَ (ذَهَبَ مع الرّيحِ) على بساطٍ مُتَحَلُّق،
وكانَ قلقُ الوالدةِ هو القلقُ الأكبر المُتَعَرِّق (رحمَها الرحمن)، وفؤادُها هو الفؤادُ الأغبرُ المُتَخَرِّق،
فقد تَخَرَّقَت منها تقوىً لنصفِ قَرنٍ وإيمانٌ مُتَوَرِّق، ولولا مُضغةُ ثقةٍ بسابقِ تَصَرُّفاتي للسَعها هلاكٌ لشهيقِها مُتَشَوِّق، فَرَبَطتُ على قلبِها بضحكٍ مُتَمَلِّق.
قد صيّروا رفاقي نهاريَ ذاكَ يَعدلُ قرناً من زمانٍ مُتَزَنّدِق، لكني واللهِ كنتُ بنُصحِهم مُستَهجِناً وغيرَ مُتَخَلُّق!
"مابالُ دُنيانا يَبَسٌ! ونبذَت حُسنَ ظَنٍّ مُتَنَشِّق مُتَصَدِّق "!
وأقبلَ عَصرٌ بعيدٌ عنهم وهو منّي قريبٌ مُتَعَشِّق، وما إن وَلَجَ ظِلّي دكّانَ الصائغِ المُتَمَنطِّق، حتى دَلَجَ الشّيخُ مُرتَجِفَاً بِتساؤلٍ مُتَشَوِّق مُتَرَقرِّق؛
" قد قتلنيَ أرقي ياعَمُّو بقلقٍ مُتَعَتِّق! أتتركُ كنزَكَ دونَ ضمانٍ ولارقمَ هاتفٍ، ولاعنوانٍ مُتَحَقِّق"! رددتُهُ ؛
"لاعليكَ ياذا شيبةٍ مُتَمَنطِّق، قد تَفَرَّستُ وجهَك، فرَسَيتُ بأنّكَ لستَ بلصٍّ مُتَحَذلِّق، معَ جرعةِ ثقةٍ بإعادةِ حَقِّ لي في بطنِ نَجمِ الشَّعرى مُتَعَمِّق،
ثمَّ أنّ نظرَ النّاسِ يَنكبُّ على البضاعةِ إذ يتبضعونَ بِتذَوِّق، ونظري أنا ينصَبُّ على وجوهِ تجّارِها إذ أتبَضَّعُ بِتأنِّق، فالبضاعةُ في المتاجرِ واحدةٌ، لكنَّ وجوهَ التّجارِ مختلفةٌ بتزوَّق".
ضَحِكَ الشّيخُ وأقسَمَ ألّا دنانيرَ عندهُ، حتّى..
نَفترسَ سويةً وجبةَ كَبابٍ دسمةٍ بارقةٍ بتَأَلُّق، وجبةٌ يَعدلُ ثمنُها ثمنُ ذَهَبٍ بِخرقَةِ جدتي مُتَشَرنِق.
ثمَّ صَرَّحتُ في صباحٍ لاحقٍ، لناصحٍ مُتَأَنِّق؛
" إفتراسُ الكبابِ ياصاح لايَستَوجبُ إلّا أنيابَ فِراسَةٍ، ولايَستَحَلِبُ الأسباب بِتَحَذلُق،
فإن أنتَ إشتهيتَ كباباً مجاناً ومُتَفَستق (؛بفُستق)، فَبِعْ ولو خاتماً بآجلٍ غيرِ مُستَوثِق، شرطَ فراسةٍ ورباطة جأشٍ، وأن تُخفيَ الأمرَ كلَّهُ عن فؤادِ أُمِّكَ المُتَخرِّق.

تلكَ روايةُ حقٍّ من أرضِ واقعنا المُتَمَلِّقٍ المُتحذلقٍ،
وإنما نحن ومع الأسف بأيدينا مَن رمى بالواقعِ في قيعةِ التَمَلِّقٍ والتحذلقٍ والتَشَدُّق،
فلنتأمَّل نداءَ البَهيِّ النّديّ إذ ينادي؛ (هَلُمُّوا إِليَّ . فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا ، فقال : هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المطعمِ: أنا وصديقتي النّملة
- مُزحَةُ دِلدِل
- وقائعُ جَلسةِ مُحاكمةِ النّملةِ:دِلدِلُ
- دِلْدِلُ .. أختُ عَنْبَسَة
- أَجَل: هَكذا تُورَدُ الإبِلُ ياغَزَّةَ
- رِحْلَةُ الفِنْجَانِ
- إعترافٌ مِن وَالِد
- حكايةُ *كَسَّار*مع حُقنَةِ الحُمّى
- مفهومُ السَّكينةِ بين (مَكَّة) و (لاس فَيغاس)
- مَفاعلُ غَزّةَ النُوويّ
- ( أنا الثورُ ياغزّة)!
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مُخابراتٍ
- -إي وَرَبّي: لا أَوفى ولا أَصفى مِن مِهنةِ المُخابرات-
- ★عندما يشُعُّ الظلامُ ★
- *لغز الرَغَدِ والسَعدِ*
- (الله يِخْرِبْ بَيْتَكْ, دَمَّرِتْنَهْ بشَخصِيتَكْ)!
- حَيهَلا رمضانَ
- * حَمُودِي ضَاغِطُهُم *
- *غسولُ الذات*
- فِرعَونُ البَغل


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - قَلائِدٌ مِن كَبَاب