عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 04:01
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تزايدت أعمال العنف وضحاياها من المدنيين الأبرياء. وتأتي موجة العنف الجديدة في وقت أظهر استفتاء لعينة من الرأي العام الأمريكي، قامت به إحدى المؤسسات المتخصصة خلال 2-3 الشهر الحالي، تصاعد رفض الحرب الأمريكية على العراق بنسبة 60%. وهذه أعلى نسبة في مثل هذه الاستقصاءات التي تكررت وأظهرت تدريجياً اتساع أعداد الرافضين الأمريكيين للحرب منذ بداية الحرب على العراق قبل ثلاث سنوات.
من تفاصيل هذا الاستقصاء أن 36% من المشاركين فقط أيدوا الحرب في العراق، وهي تشكل نصف ألـ 72% الذين كانوا إلى جانب الحرب التي بدأت في 20 آذار/ مارس 2003. طالب 61% من العينة سحب- على الأقل- جزء من القوات الأمريكية مع نهاية العام الحالي، منهم 26% فضلوا سحب كافة هذه القوات، في حين أن 35% فقط طالبوا الحكومة الإبقاء على جزء من هذه القوات حتى بعد الانسحاب. بينما أبدى 36% قناعتهم بإبقاء القوات الأمريكية على حالها. وبالمقابل أيد 57% وضع جدول زمني للانسحاب، في حين رفض 40% هذه الفكرة.
بلغ عدد ضحايا أعمال العنف الشهر الماضي 1500، على الأقل، حسب مصدر رسمي في وزار صحة حكومة الاحتلال الذي كشف عن تصاعد أعمال القتل منذ بداية هذا العام (2006) على خلاف التوقعات الرسمية بانخفاضها خلال هذه السنة. أما الجهات التي تمارس قتل المدنيين، حسب المصدر ذاته فهي: "المتمردون، الزمر الطائفية، العصابات الإجرامية".
تؤكد الأرقام الصادرة عن الوزارة نفسها أن مشرحة بغداد تسلمت 2000 جثة في الشهر الماضي- أعلى رقم منذ خمسة أشهر.. أما طريقة القتل، إضافة لآثار التعذيب، فهي في الغالب طلقة واحدة في رأس الضحية (أنظر: مقالة سابقة بعنوان- من وراء القتل اليومي في العراق- 24-25 تموز/ يوليو 2006 ودور فرق الموت الأمريكية "الصنع"!!)
ومع استمرار تصاعد العنف في أنحاء العراق، بخاصة في العاصمة، يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة التي أرسلت قوات إضافية (6000) إلى بغداد بزعم مكافحة (العنف الطائفي)، فإن هذه القوات يمكن أن تكون وراء الزيادة الملحوظة للعنف، حيث أن الضحايا هم من المدنيين العراقيين دون قوات الاحتلال.
مع استمرار التفجيرات اليومية والهجمات القاسية، يظهر أن الولايات المتحدة نجحت في إشعال نار الطائفية (أو إظهار هذه الأعمال الإجرامية من فعل طائفي وليس بفعل عصابات القتل الأمريكية المنتشرة في العراق، وبغداد بخاصة)، وذلك لتدمير/ تجزئة العراق وتسهيل فرص انتصارها(على المقاومة الوطنية).
مهما كانت معارضة العراقيين لنظامهم السابق.. فهذا لا يضفي الشرعية على الحرب الأمريكية، ولا يعني أن العراقيين يعيشون حياة أفضل في ظل الاحتلال.. هذا الاحتلال الذي لم يقدم لهم سوى: القتل والتدمير، عدم الاستقرار، وإقامة حكومة دمية أثبتت عجزها عن التعامل مع قضايا البلاد والعباد، وبخاصة قضية الأمن والخدمات الحياتية..
ممممممممممممممممممممممممممـ
1. Iraq violence: From bad to worse, Aljazeera.com- 10 August,2006.
2. ترجمة بتصرف موجزة.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟