علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 10:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تحضرني كلمة سكن وهي بذات المعنى العربي في الاكدية شكانو Šakānu ( ابدال السين بالشين في الساميات) التي تعني فيها يضع، يسكن، واما مرادفها في السومرية فهو قار ĝar والتي تضيف الى ما سبق من معاني يضع شيئا محل شيئ أو يستبدل.
والعربية احتفظت بالكلمة السومرية في جذر قرر الذي منه الاستقرار والقرية. قارن الكنعانية كرت بمعنى قرية و قرطاج تونس وقرطاجنة بمعنى بمعنى القرية الجديدة.
واذا كان جذر سكن بمعناه العربي الاكدي مفتقد في السومرية الا انها احتفظت باساسه الذي يفسر لنا اصله بالمقارنة مع العربية فمثلا في السومرية شكان šakkan القريبة لفظا من سكن تعني an equid أي حيوان من الفصيلة الخيلية. وفي لسان العرب يرد تحت سكن ما نصه التَّسْكين: أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ، وهو الحمار الخفيف السريع، والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة، وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة. السُّكَيْنُ: الحمار الوحشي. والسَّكِنة، بكسر الكاف: مقرّ الرأْس من العنق.
ارجح ان اصل الجذر مشتق من تسمية فصيلة الخيول وربما بالاصل لحمار الوحش قبل ان يتدجن ولهذا احتفظت العربية بتسميته السكين، ولكن التسمية استمرت بعد تدجينه وهو أيضا ما يؤكد بحسب قناعتي ان الساميين هم من دجنوا الحمار الوحشي. قارن ما ورد في اللسان تحت سكن: السَّكينة: الوَدَاعة والوَقار. وما يزيد تأكيدا ان الوقار يوحي أيضا بأنه من الاستقرار أي من قار ĝar التي سبق واشير اليها.
#علي_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟