زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 6959 - 2021 / 7 / 15 - 23:24
المحور:
الادب والفن
(3)
يذكر المفكّر العراقي الكبير، الأستاذ فاضل الربيعي، في كتابه "الذاكرة المنهوبة"، وتحديدًا في "المدخل"، وأحيانًا تكون المداخل والمقدّمات بثقل آلاف الكتب المجترّة، ما يلي:
"إنّ العقيدة الكلاسيكيّة للهيمنة تقوم على فكرة واحدة واستثنائيّة مفادها، أن فرض الهيمنة على الأرض لن يتحقق فعليًا دون إخضاع السكّان وتجريف ذاكرتهم".
ويستمر الربيعي: "بيد أن الكولونياليّة الجديدة لا تؤمن بهذه النظريّة التقليديّة، فهي ترى -على العكس من ذلك- أن الاستيلاء على الأرض لن يكون ممكنًا إلا بتجريف ذاكرتها، محو شريط ذكرياتها ونهب تاريخها القديم، سرقته والتلاعب به بأبشع ما يمكن من التزييف، ثم استبداله بذاكرة أخرى، مصنّعة، أي ليس الاستيلاء عليها وحسب". وبرأيه، الصحيح طبعًا، فإن استخدام الكولونياليات الجديدة لقوّة محو الذاكرة أكثر فتكًا من استعمال القوّة الغاشمة لأجل الإخضاع.
من هنا يتفرّع طريقان، الأوّل المضي قُدُمًا بمشروعنا الحضاري الإنساني العالمي، بخطًى واثقة في شتّى المجالات الإبداعيّة، من جهة، واسترداد ذاكرة الأرض والإنسان من جهة أخرى، والأمران يرتبطان جدليًا، لا فصل بينهما. وجزء من ساحات التصدّي للعبث بالوعي، الحيّز الأدبي بفروعه.
(زاهر بولس/ يتبع)
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟