|
مزامير أمل
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6959 - 2021 / 7 / 15 - 10:37
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لكلّ مزاميره السّرية التي يتعبدّ من خلالها ربّه ، ليس بالضرورة أن يكون نبياً كداود، كما أنّه ليس بالضرورة أن يكون رجلاً حسن الصوت . مزامير أمل أتت في سفر التّشرد بما يقارب ألف مزمور ، لكن لا زالت حتى الآن قيد النقاش فيما لو كان يجوز لأمل أن تصبح نبياً كونها لم تنته من الدّورة الشهرية ، وتكون نجسة حوالي خمسة أيام كل شهر ! من سفر التّشرد : مناقشة مع الرّب حول الوصايا العشرة لا تسرق لا أعرف إن كنت تدري أنني أسرق الكحل من العين. خالفت الوصايا العشر ، يجب إعادة النّظر فيها أيها الرّب ، لو نناقشها من جديد ! كنت أبحث في القمامة عن طعام ، لكنّني أنّبت نفسي : لماذا تلوثين يدك بالأوساخ ، و السوبر ماركت مليء بالطّعام ؟ ذهبت بسرعة إلى السوبر ماركت. عقمت يديّ من الزبالة ، بدأت أبحث عن أطايب الطعام . اشتريت أفضل أنواع السّمك ، و الكثير من الحليب والسيرلاك . ذهبت إلى المنزل تغمرني السّعادة لأنّني أعمل على رفاه أولادي ، وكنت قد مررت في الصباح من أمام دكان لبيع الخبز، وضعوا الخبز أمام الدكان، كان هناك دقائق حتى يفتح. أخذت حاجتي من الخبز لعدة أيام . ضميري مرتاح ، فقط يشوبه استنكار عندما يتمتع زوجي بالطّعام دون أن يسألني عن مصدره ، أصبح يمتدح طبخي ، فالطبخ الطّيب لا يحتاج إلى امرأة ماهرة بل إلى مواد زكية . البارحة ، وبينما كان يشرب الويسكي ، و أمامه صحن من المكسرات التي أحضرتها ، وضع صورتي على الفيس بوك، وكتب تحتها : " حبيبتي إلى الأبد." كم فرحت بحبّه ، سوف تمرّ عليها جارتي أم القعقاع ، و ميوشة بنت الضبع ، سوف تحسداني على نعمة الحبّ. بعد تلك الصّورة الحميميّة التصقت به علّ ليلتنا تكون حمراء ، قال لي: أتفاءل بوجودك في حياتي ، وغط في نوم عميق ، اعتقدتها إغفاءة سوف يعود بعدها ، سألتني : هل يمكن أن يكون ذلك البطل عاجز جنسياً؟ إن كان الأمر كذلك لماذا يدفع المال إلى النساء العاملات في السّياحة الجنسية؟ لا يهم. المهم أن أبعج صديقاتي ، تحسدنني عليه . أعود إلى موضوع السّرقة الذي أغناني عن السّؤال. دفعت ثمن الحبّ ، أصبح زوجي يسرق مسروقاتي ، منذ أيام اشتريت " دون مال" ما يشبه التّاج كي أضعه على شعري ، لم أستعمله، اختفى ، بدأت أشكّ بنفسي بأنّ الزهايمر قد حلّ بي ، إلى أن رأيته على شعر منوش ابنة الجيران ! لا يمكن أن تقيم منوش علاقة مع ذلك الحيوان؟ أمّها امرأة مؤمنة لا تنقص فرضاً ، لكن سذاجتي كبيرة، فقد أتت أم منوش إلينا هذا الصباح، وكنت في عملي كالمعتاد، أنهيت عملي باكراً ، وعندما فتحت الباب كانت تجلس معه على ضوء الشّموع ، ضربت الباب برجلي وخرجت. لا يذهب ذهنكم إلى البعيد، فأنا متمسّكة به ، لكنّه أرسل أم ميوش لتقنعني أن الجلسة كانت عادية ، فقالت لي: ألم تريني بكامل لباسي الشّرعي ، وعندما دفعتها قائلة: اغربي عن وجهي . قالت لي : زوجك موزلمة أصلاً. لماذا تخافين عليه ؟ مادام ليس زلمة سوف أفكر بالأمر في المساء: زوجي ليس زلمة حقيقة لا ينفق علينا أنا من يطعمه بعرق جبيني لماذا لا أطلّقه؟ ماذا؟ أرتجف من كلمة طلاق ، أحضرت هويته، قرأت عليها خانة الجنس:" ذكر" . هل أعرف أكثر من دائرة النفوس؟ لا بأس . سوف أستعمل زوجي كجواز سفر في حينا، أسير في المساء بقربه بعد أن يكون قد شبع لحماً وويسكي ، أسند رأسي إلى كتفه، يصفق لي المجتمع لأنّني امرأة ناجحة ، لو تركته لكنت موضع سخريتهم ، المهندسة سوسن طلّقت زوجها لأنه كان يضربها، قالت لي : ليتني لم أطلّقه! كان يضربني وحده، لكن اليوم الجميع يتسلى بضربي ، و الدكتورة نيللي طلّقها زوجها لأنّها لم تسجل البيت باسمه، و انتقصت رجولته، قالت لي: ليتني سجلت البيت باسمه، لقد خف زبائني ، ولا أستطيع المشي في الحي. يشيرون لي بالفاشلة التي لم تحافظ على زواجها حتى أمي قالت لي : كان عليك أن تسمعي كلامه. عفواً منكم. نسيت القصة الأساسية، وهي تغيير بعض الوصايا العشرة ، بدأت بتعبير لا تسرق!
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من مذكرات امرأة مستورة
-
تعلّم الحريّة
-
امرأة لا مبالية
-
الحريّة الدينية
-
كأنّني انتحرت
-
لغة الصّمت
-
المارد الذي يعيش فيّ
-
حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول
-
متى تخلع النساء ثوب الضحية؟
-
الفضاء الصيني
-
فنّ العيش الكريم
-
أثر الطلاق على المرأة
-
التوارث السّياسي الاجتماعي
-
هكذا هي الحياة
-
ذاتي تقابل ذاتي
-
إطلالة على العالم الافتراضي
-
رعاية المسن في وطننا
-
سرّ نجاتي
-
النّسويّة كحبل غسيل
-
نظام ، ونظام موازٍ
المزيد.....
-
-كيف أصبحت حرب غزة، -حرباً على النساء؟- - في جولة الصحف
-
زيادة على منحة المرأة.. منحة المرأة الماكثة وحقيقة رفع قيمة
...
-
توجيه تهمة القتل العمد لضابط شرطة في قتل امرأة أمريكية من أص
...
-
صحفي فرنسي يرفض حظر الحجاب على اللاعبات المسلمات ويصفه بالفض
...
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الغير عامله في الجزائر لعام 202
...
-
-العفو الدولية- بالمغرب تطالب بإلغاء تجريم الإجهاض لدواع صحي
...
-
كيفية التقديم على منحة المرأة الماكثة الجزائر وأهم الشروط ال
...
-
مدة إجازة الوضع للمرأة العاملة 2024 في السعودية ومصر وفق قان
...
-
من السجن إلى العنف الرقمي…كيف تقمع الدولة التونسية الناشطات
...
-
-امرأة جميلة-.. ترامب يقارن بين هاريس وزوجته
المزيد.....
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
المزيد.....
|