أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (شخبطة سافلة)















المزيد.....

(شخبطة سافلة)


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6957 - 2021 / 7 / 13 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


فكرة أن أقتل
الناس جميعهم..
أو فكرة تمني موتهم..
هؤلاء الذين أحبهم..
والذين لا أعرفهم..
تُطاردني دائماً..
وتنهش قلبي..
لا أدري لِمَ؟..
ألهذهِ الدرجة أنا أفتقد الألم؟..
ألهذهِ الدرجة تبتغي ذاتي
أن تجثو على ركبتيها
وتبدأ بالنحيب
اللامتناه؟
حقّاً لا أدري.. حقّاً لا أدري..
فتجاه الموت.. أخرس الروح أكونُ..

...

في الليل أقاتل أشباحي..
مع أوهامي، أقضي النهار البطيء..
أصرخ في وجوههم.. أتركوني.. ابتعدوا..
”كيف نترُكك ونحن نعيش في داخلك؟.. كيف؟..
رُبما... رُبما كنت تُحارب الطرف الخطأ..
رُبما نحن مُقدّر لنا أن نكون فوق جفونك..
أسفل حواجبك.. في منتصف عيونك..
رُبما أنت حيٌّ.. رُبما أنت مَيت..
مَن يعبأ على أيِّ حال؟..
فلستَ موجوداً أبداً..
في قعر أعماقك نسكن..
كيف بمقدورك أن تخرج؟..
فلا جدار تتسلّقه ولا سُلّم ترتقيه..
وحدك مدفون تحت الأرض.. معنا..
ومُحاصر من هنا وهناك ومن كلِّ جانب..
مع أطفالنا.. مع أغلالنا.. مع أفعالنا..
مع أعدائنا.. مع دمائنا.. مع أخطائنا..
مع تعويذاتنا.. مع لامُبالاتنا.. مع ذواتنا“..

لن أحاول الخروج..
لن أغادر ولن أسعى
لأتمــلّص مِن حَيوَاتكم..
فأنا لستُ بالشخص
الهارب الجبان..
أنا ربّكم..
مثلما أنتم أربابي..
لـــن أبرح مكاني.. لن تــرى
عيوني ظُلمة كوابيسكم..
سأقاتل.. سأقاتل..
حتى النهاية..
لأجله..
فقط لأجله..
هذا الذي من عيونه اقتني لهيب النيران..
ومن ظِلّه السماوي اُعذّب كي اُبعــــــث حيّا من جديد..
لأجله.. سأدمركم.. سأحطمكم.. لمرّة واحدة.. وإلى الأبد.. بلا عودة..

لأجله.. متى ما تأتوني.. سأواسيكم..
أرمي الخزامى على قبوركم.. وبعدها أرحل..
إلى حيثُ نغمة ”البؤس شَخصيّن“ تغفو..
إلى حيثُ أحترق كُلِّ مرّة وأتعـــــذّب..
إلى حيث أغصان شجرة حُبّنا الأزلي،
إلى حيث أفنى.. أفنى.. على كتفيك..
إلى حيث اُسجن مؤبّداً في مُقلتَيك..
أغضب كثيراً منّي.. وأخشى ألّا أحمل،
بعد كل هذه المعارك الطاحنة، يديــــك..

لا عقلانية معك..
لا منطق.. لا تفاسير..
وحده الجنون..
وحده الجنون يراني
كيف أتقلّب في فراشي
لأجل عيونك.. لأجل عيونك..
وحده الجنون.. يراني
كيف أذوب حين ألمح عيونك..
وحده الجنون.. يفهم هذه الأغاني..
سرُّ هذه الإيقاعات.. أنين هذه الألحانِ..

...

رُبما سيتفاجأ كُلّاً من
المؤمن والملحد بعد الموت
أن بالفعل ثمّة إلهاً موجوداً خلق كل شيء
وأرسلَ وحيه الخفي اللامعروف إلى بعض الذين
- لا أعرف كيف - يكن لهم احتراماً.. رُبما.. رُبما فقط من أجل
أن يسخر من غباءنا.. أو حتى من وجودنا اللامفهوم ذاته..
فمن خبرتي القصيرة في الحياة.. انكشف لي بأنّه من الغير المُمكن
أن يكون هذا الخالق المزاجي خالياً من حس الدعابة..
حتى وإن كانت حزينة ومؤلمة.. هذه الدعابة..
فأليس هذا هو الغرض الوحيد من المزاح برمته؟..

...

أنت تعرف ماذا تفعل..
كيف تلعب..
كيف تُدمي
وجهي من دون أن تلمسه..

وحدك تعرف..
أنا لا أعرف..

تُحدثني عن مُعجبيك.. تضحك..
تُقبلني من أسفل جَوزة عُنقي..
تضع شفتك على شفتي..
تبصق في فمـــي..
تقول لي؛ ”أكرهك... للأبد“..
تنهض من السرير..
تنتزع روحك من روحي..
تقف أمام الباب..
لا تُعاين دموعي حتى..
”أكرهك.. أكرهك.. أكرهك“..
تفتح الباب.. تخرج.. وتلطمه بقوّة..
هكذا تودعني.. هكذا تُذكرني بأخطائي..

في النهاية ماذا أعرف أنا؟..
ماذا أفهم؟.. وحدك أنت تعرف وتفهم..

أنت ترحل.. أما أنا..
فأظلُّ مُمدد على الفراش..
أتفرّس السماء التي تسكن فوقي..
مُنتظراً... رُبما الآلهة كُلّهم يسقطون عليَّ..

ففي النهاية ماذا أعرف أنا؟..
ماذا أفهم؟.. وحدك أنت تعرف وتفهم..

لا تتوقف عند هذا الحد..
اذهب واستطلع جميع الآلام..
احملهم بكلتا يديك.. شُقَّ قلبـــي..
ضَع الألم الأكثر إيلاماً.. ثم أعد تخييطه..

فماذا أعرف أنا؟.. ماذا أفهم؟..
وحدك أنت تعرف وتفهم..

أنا لا أكرهك.. فأنا لست مثلك..
أنا أعشقك، لأنّني لا اُجيد اللعب معك..
لا اُجيد الكذب.. أنا مجنون.. والمجنون لاأحد..

أحسنت اللعب..
أحسنت الوداع..
افتخر يا أيُّها الرب..
فقد أصبحت أسوء مني..
مني أنا.. أنا الذي لا زلت لا أفهم..

...

الشيء الوحيد الذي يعطيني أملاً في هذه الحياة ويجلعني أشعر بأن هذا العالم ليس حفنة ترّهات حزينة ومُبكية، هو الحُب والشغف الذي يتملك المرأة النقية التي يَسجدُ رأسي على قلب كتفها..

أنظر إليها..
تنظرُ إليَّ..
ننسى العالم..
نبقى لوحدنا..
نكونُ البحر..
نمشي على جُثث
الآلهة كما فعل المسيح..
أو لم يفعل.. مَن يدري؟..
ليس لنا وجهة.. ليس لنا طريق..
لا نبحث.. فاللانهائيون لا يبحثون..
رُبما هذا ما كان يقصده نيتشه في عوده الأبدي..
فمن يفهم نيتشه حقاً؟.. تكفيني شارب هذا الرجل..

سألتيني إن كانت
عندي مشكلة مع الله..
أنظري لمن هم حولكِ..
هل المشكلة هو الله حقاً؟..

نعوذ بالله من كل شيطان رجيم..
كل يوم.. كل ساعة.. وكل دقيقة..
هذا ما يفعله الأغبياء ولا يفعله
لصوص القطارات المحمّلة بالأموال..
فهم جريئون.. ”نحن الشياطين“..
هكذا يقولون الحقيقة ولا يبتغون
مكافئة من أجل قولها بلا خشية..
لأنّهم أنقياء.. ويهابون الكذب
أكثر من رجال الشرطة..

لم يَعطني إيماناً..
هذا الإله الذي تعبديه..
لم يَعطني إيماناً..
بدلاً من ذلك..
أعطاني إيّاكِ..
وهذا أرحب وأعمق
وأرقى من كُلِّ إيمان
وَثَقت به البشرية يوماً ما..

حفرة صغيرة ضيقة
أشاركها معكِ بسذاجة
أكثر راحة بألــــــف
مرّة من عالم متفلسف
رأسمالي إمبريالي جشع
أعيش فيه وحيد وأواجهه بمفردي..

أحاول أن أكون جيّداً..
مع ألمي.. مع شيطاني..
مع حبيبتي.. مع ذاتي..
لا أريد أن أنتصر..
لا أريد أن أخسر..
أريد أكون جيّداً وحسب
تحت مظلة هذا الكون الذي بداخلي..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (طوبى لك)
- (نهاية النهاية) أو (تراتيل كونية)
- (يطلقون عليه موتاً، أولئك الأموات)
- النهاية
- مللتُ من أن أشعرُ بالملل..
- يوميات إلٰه مراهق
- مريم والمجنون
- سأشتاقُ لكِ دوماً...
- ترَاويح كافر
- كِلانا...
- التي تُطاردني.. هاتيك الحقيقة.. قد أرتني..
- لا تقرأوني.. فأنا أكتب الكذب..
- القيثارة...
- تُرّهات لامنتمي (لاإكتراثي)..
- فرويد في قبري...
- خُذني...
- آه كم هو مُؤلم...
- حان الآن..
- صراعٌ مع الأغلال الوهمية
- أنا لستُ وحشاً...


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (شخبطة سافلة)