أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل )















المزيد.....


العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل )


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6957 - 2021 / 7 / 13 - 12:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة الساعة والمال
( النص الكامل )

1
الحياة والزمن وجهان لنفس العملة ، لا يوجد أحدهما بمفرده .
وبنفس الوقت ما تزال العلاقة بينهما في مجال غير المفكر فيه .
وهذا أمر غريب ، بل جنوني ويصعب فهمه !!!
....
قبل عدة سنوات _ بداية 2018 ، صدمتني الفكرة / الخبرة الجديدة : الزمن يأتي من الغد إلى الأمس عبر اليوم ( على العكس تماما من الموقف الثقافي العالمي ، بما فيه موقف العلم والفلسفة ) .
وكنت أعتقد أنني أول من يلاحظ ذلك .
فكرت طويلا قبل أن أتكلم ، أو أكتب عن الفكرة الجديدة .
....
كنت أفترض أن الفكرة تقوم على مغالطة منطقية ما ، وربما لغوية ، وستكشف قريبا بعدما أكتب عنها ( خلال عدة أشهر على أبعد تقدير ) .
كنت أشعر وأعتقد ، بشكل فصامي ، نصف مقابل نصف .
يشبه إيماني بعد الخمسين : نصف مقابل نصف .
لكن ايماني بالأديان صفر ، بما فيها البوذية والتنوير الروحي .
2
أحيانا أفكر :
من غير المعقول أن تكون الفكرة صحيحة ، ويتجاهلها العالم إلى هذه الدرجة .
ثم أعود وأذكر نفسي ، حسين انتبه : أنت تعيش في عالم شبه مجنون .
تخيل نفسك تعيش في زمن غاليلي وداروين ....
عليك أن تثق بخبرتك ، ومحاكمتك المنطقية خاصة .
3
الخطأ الأساسي في الثقافة العربية ، اعتبار الزمن والوقت والزمان ثلاثة .
هما واحد فقط .
مكونات أحدها ، أو مضاعفاته هي نفسها .
يوم الزمن أو الوقت أو الزمان هو نفسه .
أيضا الساعة أو الدقيقة أو القرن .
وهذا برهان تجريبي ، وحاسم .
4
الخطأ الأساسي في الثقافة العالمية ، والعربية ضمنا ، اعتبار الحياة والزمن واحد بينما هما اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد مطلقا .
يوم الزمن تقيسه الساعة ، وأي فترة أخرى .
بينما يوم الحياة يعيشه الجسد ، ويتمثل بالمرحلة العمرية : بين الطفولة والشيخوخة .
5
لا أعرف ماذا علي أن أفعل ، أكثر من الكتابة بهذا الوضوح ؟!
....
....

العلاقة بين الحياة والزمن
أو معادلة كل شيء :
س + ع = الصفر .
تجمع بين الحياة والزمن ، معادلة صفرية من الدرجة الأولى .
وهي تفسر الكثير من مشاكل المنطق والفيزياء الحديثة خاصة ، وتفسر ظاهرة الصدفة بشكل علمي _ منطقي وتجريبي بالتزامن .
كما أنها ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض .
1
الحقيقة 1 ، لا يمكن التمسك بالحاضر ، ولا البقاء فيه .
الحقيقة 2 ، الحاضر يتحول باستمرار إلى اتجاهين متعاكسين _ إلى الغد والأمس بالتزامن . نصفه الزمني يتحول إلى الأمس والماضي ، ونصفه الحي المقابل ، يصير الغد .
الحقيقة 3 ، الأمس يتحول إلى أمس الأول ، ثم الذي قبله ... ، بالتزامن يتحول الغد إلى اليوم فالأمس ... بشكل دوري ومستمر .
الحقيقة 4 ، الأحياء يبقون في الحاضر ( نبات ، حيوان ، إنسان ) من لحظة الولادة أو التكون حتى لحظة الموت أو الفناء .
الحقيقة 5 ، الواقع المباشر _ والواقع الموضوعي أيضا _ نتيجة الحقائق الأربعة بالتزامن .
2
الاحساسات والمشاعر ، معها التصورات ، ليست عقلية ولا مادية ، بل هي النسيج الذي يتكون منه العالم .
ونحن لا نستطيع أن نعرف سوى المرحلة الحالية ( الثانية ) . حيث الأولى مزدوجة بطبيعتها ومن البداية الحياة والزمن ( الماضي والمستقبل ) بالتزامن ، مجهولة بالكامل .
والمرحلة الثالثة تكون بعد الموت ، وهي مجهولة للفرد الميت بطبيعتها .
بالنسبة للعالم والواقع الموضوعي يختلف الأمر ، لكن لا أعرف الكثير عن هذا الموضوع ولا القليل حتى ، ولم أفكر به من قبل .
وهذه أول محاولة للتفكير به ...
المرحلة الأولى قبلنا ، قبل الحياة والزمن والانسان معا .
قانونها الأساسي ، والوحيد الذي نعرفه حاليا ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
3
الواقع ، لا المباشر فقط بل الواقع الموضوعي والمشترك أيضا ، مرحلة ثانوية وثانية بطبيعته .
المرحلة الأولى متناقضة ويتعذر فهمها ، حيث أن الوجود والماهية أو الحياة والزمن يتناقضان بالفعل ...
تصدر الحياة من الماضي وعنه ، على النقيض من الزمن ، الذي يصدر من المستقبل وعنه .
كيف يمكن فهمها وتفسيرها ؟!
هذا ما أعمل عليه بجدية ، وصبر ، مع نتائج متواضعة عادة .
مع بعض التقدم الواضح ، كما أعتقد ...
الموضوع يستحق ، ربما خلال السنوات القادمة تحدث المفاجئة !
....
....
كيف يحضر الانسان في العالم ؟
( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )

الحياة والزمن وجها الوجود المتقابلين _ المشكلة وحلها بالتزامن ...
الحياة والزمن اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد مطلقا .
1
الحياة والزمن مثل وجهي العملة الواحدة ، لا وجود لأحدها بمفرده .
هذه الحقيقة ( المشكلة ) ، ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وحركة الزمن بالعكس تماما .
يمثل الماضي داخل الكرة الأرضية وبالعكس يمثل المستقبل خارجها ، وبهذه الصورة يتكشف الموقف العقلي المشترك ، والموروث ، وهو خطأ بالجملة كما أعتقد .
وقد عبر عنه شوبنهاور بوضوح ، بأن الانسان يأتي من العدم إلى الحياة ، ثم يعود إلى العدم بعد الموت . أو أن الحياة ومضة بين عدمين ، وقد كنت اعتنق هذا الموقف . وأعتقد الأن أنه خطأ على المستويين المنطقي والتجريبي معا .
بعبارة ثانية ،
يمكن التأكد بشكل منطقي ، وربما بشكل تجريبي مستقبلا ، أن للعدم أنواع عديدة ويشبه الوجود في تعدد أنواعه وأشكاله غير المنتهية .
العدم الذي تصدر عنه الحياة ، أو تتصل به ، ومصدره الماضي يختلف نوعيا عن العدم الذي يصدر عنه الزمن ، ويتصل به ، ومصدره المستقبل .
وهذه الفكرة ناقشتها في نصوص عديدة سابقة ، ومنشورة على الحوار المتمدن .
....
علاقة الوجود والعدم تشبه علاقة البداية والنهاية .
كما توجد بدايات عديدة ، متنوعة ولانهائية ، توجد مقابلها نهايات متعددة ولانهائية أيضا .
هذه الفكرة نتيجة مباشرة لفهم العلاقة بين الحياة والزمن ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) .
مثلا العدم الذي يتصل مع بداية الزمن ( المستقبل والأبد ) ، يختلف بالكامل عن العدم المقابل والذي يتصل مع بداية الحياة ، هما نقيضان كما أعتقد .
والأهم بهذه الفكرة ( الجديدة ) أنها تصحح الموقف الخطأ ، المنسوب إلى شوبنهاور منذ عدة قرون ، بأن الانسان ينتقل من العدم إلى الحياة إلى العدم ثانية ، ولم يعترض عليه الفلاسفة ولا العلماء بحسب معرفتي . حيث اقتصرت الاعتراضات على هذه الفكرة ، على الردود الغيبية والسحرية .
....
الزمن نسبي وموضوعي بالتزامن .
يقتصر المجال النسبي على الحاضر ، بالإضافة إلى حيز صغير يمثله الحاضر المفترض أو الزمن المباشر والحالي ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم .
بينما يمتد الزمن الموضوعي ، أو المطلق ، على الماضي الموضوعي ، وعلى المستقبل الموضوعي أيضا بالتزامن .
يشمل الماضي الموضوعي كل ما حدث ، حتى هذه اللحظة ( هما لحظتين في الحقيقة ، لحظة الكتابة في الماضي فقط ، بينما لحظة القراءة تشمل الأزمنة الثلاثة ) بالتوقيت العالمي .
ويبقى تحديد المستقبل الموضوعي هو الأكثر صعوبة ، حيث أنه يتناقص يوميا بمقدار يوم واحد ، أو 24 ساعة ، بحسب التوقيت العالمي المعروف .
2
ما هي العلاقة ( الحقيقية ) بين الوجود والعدم ؟
الماهية تسبق الوجود _ عبارة سارتر الشهيرة ، المثال النموذجي على تسرع بعض الفلاسفة والعلماء ، إلى درجة الخفة ، في تفسير مشكلة أو ظاهرة ، وحتى قبل أن يفهموها بشكل منطقي وتجريبي .
هل الله موجود أم غير موجود ؟
السؤال الذي سخر منه بوذا .
وكان جوابه بأنه سؤال سخيف ، ليس الله مشكلتي ولا مشكلة أحد .
من يحاول اثبات وجود الله أو انكاره ، بالأدلة العقلية ، وجهان لنفس العملة الرديئة ، أو التعصب الأعمى والجهل بعبارة أوضح .
....
العدم أو اللاشيء أو الخلاء أو الأثير سابقا ، لها نفس المعنى في هذا النص خاصة ، كنقيض للوجود الذي يقبل الملاحظة والاختبار العقلي .
لكن يبقى سؤال الزمن لا يمكن التهرب منه أو القفز فوقه ، في أي مناقشة منطقية ولو في الحد الأدنى .
الساعة آلة الزمن ، وقد تطورت بشكل مذهل في درجة الدقة والموضوعية ، خلال القرن الماضي . وهي دليل منطقي ومتكامل على وجود الزمن ، بشكل مشابه للعلاقة بين اللغة والعقل ، أو الديمقراطية والدولة الحديثة ، أو العلاقة بين احترام حقوق الانسان والصحة العقلية .
والمفارقة في الموقف الثقافي العالمي ، المقلوب ، من الزمن والساعة .
حيث ما يزال الاعتبار ، أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل !
وخطأ آخر أيضا ، حيث دوران عقارب الساعة ( وحركة الساعة الإلكترونية أيضا ) تتوافق مع حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، وهي عكس حركة مرور الزمن .
....
موقف من يعتقدون _ات أن حركة مرور الزمن تبدأ من الماضي إلى المستقبل يشبه ، وإلى درجة التطابق ، موقف من يعتقدن _و أن الأرض مسطحة وليست كروية .
3
قبل عشر سنوات فقط ، كنت أفكر بنفس الطريقة الشائعة ، والسائدة في الثقافة العالمية _ في العلم والفلسفة خاصة _ ...للأسف ، بكل أسف .
....
الحياة لحظة بين عدمين ، هكذا كنت أعتقد .
ولم أكن أعرف أي شيء عن العلاقة بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والحاضر والمستقبل خاصة .
بالملاحظة المباشرة ، مع بعض التركيز ، يمكن فهم ظاهرة حضور الانسان في العالم ، وتمثلها أيضا بدلالة ولادة الفرد وبسهولة بالغة .
الوجود حياة وزمن معا ، لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ، ....
والوضع أسوأ من ذلك ، بدل الاعتراف بالجهل العلمي والثقافي لطبيعة العلاقة بين الزمن والحياة ، يتم تجاهل ذلك عبر موقف الانكار العالمي .
يمكن التعبير عن الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا حيث يمكن التعبير عن الزمن بدلالة الحياة . وهذا هو الموقف العالمي الحالي ، الحقيقي ، والمشترك بين مختلف الثقافات . مثاله الساعة ، فهي تتوافق مع حركة الحياة وعلى العكس من اتجاه مرور الزمن .
4
ليست الحياة لحظة بين عدمين .
والزمن أيضا ليس كذلك .
ببساطة لا نعرف .
أتحدث باسم الفلسفة والعلم هنا .
لا أحد يعرف بشكل علمي أو منطقي .
....
لحسن الحظ ، يمكن التقدم خطوة حقيقية في اتجاه حل مشكلة حضور الانسان في العالم .
الحياة تأتي من الحياة ، من الماضي وتتجه إلى المستقبل عبر الحاضر .
( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
الزمن يأتي من الزمن ، من المستقبل ويتجه إلى الماضي عبر الحاضر .
( أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
....
ملحق
لماذا تتكرر بعض الأفكار في هذا النص ، بشكل دوري ، وشبه ثابت ؟
يوجد سبب قصدي ، وآخر غير قصدي وغير واع أو شعوري ، أعتذر عنه بالفعل .
وأما بالنسبة إلى السبب القصدي فهو مزدوج أيضا :
1 _ سبب شخصي ، لكي أتمكن من فهم الأفكار الجديدة ، والتي يصعب فهمها او تقبلها ( مثلا كيف يصدر الزمن من المستقبل ) .
2 _ سبب ثقافي ، وهو يخص القارئ _ة الجديد _ة خاصة .
حيث مع التكرار ، والاعادة ، يألف العقل هذه الأفكار الصادمة في البداية ، وخلال ملاحظتها ، مع تطبيقاتها تترسخ في الوعي أولا ، وفي اللاوعي أخيرا ، كما حدث مع فكرة الأرض الكروية ، فقد تحولت الفكرة الجديدة ( والصحيحة طبعا ) إلى جزء من الموروث الثقافي العالمي .
....
....
العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال

الموقف الثقافي الحالي ، العالمي والمحلي ، وخاصة موقف العلم والفلسفة ، يعتبر أن الزمن والحياة واحد بشكل ضمني ، أو في اتجاه واحد .
وبشكل صريح وواضح ، يعتبر الموقف الثقافي الحالي _ بما فيه موقف العلم والفلسفة _ أن اتجاه حركة الحياة والزمن واحدة : من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر .
أعتقد أن هذه الفقرة ، الفكرة ، تحتاج إلى الفهم قبل متابعة القراءة .
1
في ستينات القرن الماضي ، كان الموقف الشعبي السوري ( لا أعرف كيف كان الموقف الثقافي السوري ، أو غيره ) يعتبر أن الأرض مسطحة وثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
وكانت المشكلة العقلية فردية ، على كل طفل _ة مواجهتها وحلها بمفرده .
طبعا مشكلة الطرف أو الأطراف ، لا يمكن تجاوزها في التصور التقليدي حول الأرض المنبسطة والثابتة . بالإضافة إلى مشكلة ماذا يوجد فوقها وتحتها ... ، وكان الطفل _ة فوق المتوسط _ ة ، عادة يتوقف عن الأسئلة بعدما يتلقى لطمة أولى ومفاجئة ، تثير الصدمة والرعب أكثر من الألم .
....
مع أواخر الابتدائية وبدايات الإعدادية ، يكون الطفل _ة المتوسط قد استبدل ذلك الموقف العقلي أو التصور للأرض الثابتة والمسطحة ، بالموقف العالمي المعروف ، الذي شيده كوبرنيكوس وغاليلي وغيرهم .
كيف يحدث ذلك ؟
لا أعرف .
حتى تجربتي الشخصية ، في ذلك الانتقال من موقف عقلي إلى آخر يختلف عنه بالكامل ، بالكاد أتذكرها .
كنت صبيا متدينا ، وصرت مراهقا لا دينيا ، ثم شابا يساريا .
جيلنا الستينات ، ومعه الخمسينات والسبعينات ، يتشابه في تلك النقلة الدرامية من تصور الأرض الثابتة ، والمنبسطة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم _ إلى تصور الأرض الكروية والتي تدور حول الشمس .
انتبهت إلى ذلك بالصدفة .
كنت أتحدث مع أولاد أخواتي حول الفكر الجديد ، وهم في المرحلة الجامعية ، والمعاناة مع فكرة الأرض المسطحة والثابتة .
تفاجأت تماما ، بأنهم لا يعرفون الفكرة . وأن أول تصور لهم ، ما تعلموه من أفلام الأطفال قبل المدرسة . وهو نفسه الموقف العلمي الحالي .
هذا جميل ، ولكن .
....
نتلقى المعلومة الجديدة بإحدى طريقتين :
1 _ المعلومة _ الخبر ، وبهذه الحالة تبقى سطحية ، ومنفصلة بالفعل عن الموقف العقلي المتكامل من النفس والعالم والوجود .
2 _ المعلومة _ الحقيقة أو الشخصية ، وبهذه الحالة يتغير الموقف العقلي لكي يتناسب مع المعلومة الجديدة .
مثال على ذلك ، نتلقى معلومة مرض السرطان لشخص لا يهمنا أمره كخبر فقط .
وبالعكس نفس المعلومة ، عندما تكون مرضنا الشخصي أو لقريب وعزيز يتغير موقفنا بالكامل .
مثال آخر المعتقد ،
عندما تكون المعلومة الجديدة تخص المعتقد الشخصي ، تغيره بالفعل .
لكن عندما تخص معتقدات الآخرين ، تكون مجرد خبر .
2
الموقف العقلي الحالي ( اتجاه سهم الزمن والحياة واحد ، ويبدأ من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر ) ، يشبه الموقف السابق من الأرض الثابتة والمسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم .
....
الحياة والزمن يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما .
( اتجاه حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
واتجاه مرور الزمن بالعكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي مرورا بالحاضر ) .
هذه ليست فكرة خبرية فقط ، بل هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . في أي نقطة على سطح الأرض .
ويكفي ملاحظة واحدة معاكسة ، أو فكرة منطقية ، لأعتذر علنا مع الشكر .
3
الساعة اختراع إنساني ، وربما اكتشاف ، لا يقل أهمية عن العجلة .
الساعة واللغة أقرب إلى التشابه ، مع الاختلاف النوعي بينهما .
لا ينفصل العقل الإنساني عن اللغة والساعة ، وتاريخها واحد لا ثلاثة .
....
لماذا تبخيس قيمة الساعة إلى اليوم ؟!
تشبه شهرة فرويد واستمراره بيننا ، بالمقارنة مع نسيان باستور شبه الكامل في الثقافة العالمية .
باستور عالم قدم للبشرية خدمة كبرى ، نسيناها جميعا .
فرويد أو ماركس ، قدما ألعابا مشتركة بين الخطأ والصواب .
غالبا العلم ينسى ، والفن يبقى .
4
بصرف النظر عن طبيعة الزمن _ وكيف سينتهي الجدل مستقبلا ، بعد سنوات أو قرون ، بين الاتجاهين أو الموقفين من الزمن ( الذي يعتبره مجدر فكرة عقلية وعداد آلي ، أو نقيضه الذي يعتبره نوعا من الطاقة وله وجوده الموضوعي مثل الكهرباء والرياح ) _ تقيس الساعة حركة مرور الزمن ( الوقت ) بدقة وموضوعية ، وقد تحولت إلى المعيار الموحد والشامل في العالم الحالي .
وتزداد أهمية الساعة مع التطور ، بوتيرة ليست ثابتة ، بل تتضاعف وفق متوالية هندسية .
....
الحاضر أو الزمن ( الوقت ) الحالي والمباشر ، يمثل المشكلة وحلها بالتزامن .
الحاضر نتيجة المستقبل والماضي بالتزامن ، والعكس غير صحيح .
الحاضر مرحلة ثانية ، وثانوية ، بطبيعته .
5
باستثناء أقلية صغيرة تعيش خارج التاريخ _ وهي موجودة في كل المجتمعات والثقافات والأزمنة _ بعد النصف الثاني لهذا القرن ، سوف يكون الموقف الثقافي العالمي من الحياة والزمن قد تحول من التصور السابق الموروث والمشترك والخطأ ، إلى الفهم الصحيح ( الحقيقي ) .
الفكرة أو الخبرة ( الحركة المزدوجة والعكسية للزمن والحياة ) يمكن ملاحظتها في أي حدث ، مثلا الدقائق التي مضت خلال قراءتك لهذه الفقرة ، زادت على حياتك وأضيفت عليها _ بالتزامن _ نقصت من بقية عمرك .
والتفسير الوحيد ، المنطقي والتجريبي معا ، في المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى التي تمثلها العلاقة بين الزمن والحياة :
س + ع = الصفر .
وأعتقد أنها معادلة كل شيء ، التي كانت حدس ستيفن هوكينغ وهاجسه المزمن .
....
ملحق 1
الشخصية الفردية حقيقة ولكن ؟!
السلوك الجسدي أو العقلي ، يعكس شخصية الفرد المتكاملة بكل لحظة .
بالتزامن ، تتغير الشخصية مع كل سلوك أو فكرة ، سواء أكان جديدا أم عادة قديمة .
ممارسة الجنس كمثال ، او تناول الطعام ، أو عملية القراءة أو الكتابة ... يمكن تحديد الشخصية الفردية بشكل موضوعي , ودقيق ، بدلالة أحدها .
مثل بصمة الاصبع ، التي بقيت لقرون تطابق الهوية الفردية .
ملحق 2
مشكلة اليوم الحالي ( أو المباشر )...
يتناقض اليوم والغد بشكل دائم ، ومستمر .
ما يتعبك اليوم ، يريحك غدا .
والعكس صحيح أيضا :
ما يريحك اليوم سيتعبك غدا .
هذه ملاحظة عامة ، ومشتركة .
والاستثناء في حالة الصراع فقط ، على خلاف الوضع الطبيعي .
محاولة الربح أو الفوز اليوم وغدا وهم ، وخداع ذاتي .
تتكشف الصورة مع الأطفال خاصة .
ملحق 3
فكرة 2 حول المال والوقت :
الوقت مال حالة خاصة ، وعبارة ناقصة ومضللة غالبا .
المال يتضمن الوقت والجهد ، او الحياة والزمن .
وهذا مصدر قيمته الحقيقية ، بصرف النظر ونوعها أشكالها .
....
لكن ما علاقة ذلك بالساعة ؟
موضوع البحث المستمر ...
ملحق 4
بوضوح تتكشف الصورة ، مع مجموعة أطفال أو كبار
كل ما هو مزعج اليوم ، ونقوم به مع معرفتنا بذلك سيكون مصدرا للفخر غدا ، مع الرضى الدائم .
التجربة السابقة بوقف التدخين ، أو الرياضة ، أو الاجتهاد ، أو تحمل الألم أو تحمل الضجر ، ...
بالمختصر عشر دقائق تأمل باليوم ، تغير حياة الفرد بالكامل .
....
عشر دقائق تركيز كل يوم ، أكثر جدوى وفاعلية ...
بحسب تجربتي الشخصية التركيز سابق على التأمل .
....
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال
- القراءة / الكتابة صفقة ذكية بطبيعتها
- الفرد بدلالة الشخصية والهوية _ بين التشابه والاختلاف
- العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشا ...
- العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
- كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
- إلى أين يتجه الحاضر ؟
- أين ذهب الأمس ؟
- المعرفة الجديدة _ الجزء 2
- ما الذي تقيسه الساعة _ مقدمة عامة مع التكملة
- ما الذي تقيسه الساعة 2
- ما العلاقة بين الساعة والوقت ؟!
- المعرفة الجديدة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها ( النص الكامل )
- المعرفة الجديدة 3
- المعرفة الجديدة 2
- المعرفة الجديدة 1
- تحقيق التجانس بين الجودة والتكلفة اتجاه الصحة المتكاملة
- الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا
- المعرفة الجديدة _ الطقس والعادة بدلالة الحاجة
- الحاجة بين العادة والطقس _ المعرفة الجديدة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن _ بدلالة الساعة والمال ( النص الكامل )