|
جانب من تاريخ العلاقات الإسرائلية بدولتى إثيوبيا وإريتريا، وتأثيراتها
داليا سعدالدين
باحثة فى التاريخ
(Dahlia M. Saad El-din)
الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 18:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
العلاقات الإسرائيلية بدولة إثيوبيا وغيرها من دول حوض النيل ليست وليدة الوقت الحالى، بل لها جذور تاريخية تعود لإقل تقدير إلى نحو الأربعين سنة، وهذه العلاقات مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضايا المياه من ناحية، وبقضايا التأمين الاسترايچى للدولة الإسرائيلية نفسها، وعليه؛ فقد أصبح من الدواعى الملحة للأمن القومى الإسرائيلى توفير القدر الكافى من المياه العذبة، هذا إلى جانب خلق المشكلات بين مصر ودول حوض النيل لتهديد الإستراتيچية المصرية فى الجنوب، إذ تطمع إسرائيل لأن يكون لها دور بشكل مباشر أو غير مباشر فى التأثيرعلى حصة مصر فى مياه النيل، وذلك لتكون مياه النيل ورقة ضغط على مصر تسلم من خلالها بأن الخبرة الإسرائيلية لغة وجود فى المخاطبات مع السلطات الإثيوبية بشكل خاص، فتكون إسرائيل بذلك كفيلة بأن تقدم لدول حوض النيل بشكل عام الخبرات والتقنيات العلمية والفنية اللازمة لترويض مجرى النهر وتوجيهه وفقاً لمصالح كل دولة، وهو ما نجحت فيه بالفعل خلال العقد المنصرم من القرن الحالى، ولكن ما هى التداعيات التاريخية التى آلت إلى ذلك. فى أعقاب حرب أكتوبر 1973 –المعروف عالميا بحرب يوم الغفران - بدأ الإستعداد الإسرائيلى لمواجهة مصر فى عمقها الإستراتيچى، وذلك باستغلال توتر الأوضاع فى أثيوبيا، على الرغم من أن الإمبراطور هايلى سيلاسى كان قد قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل خلال النصف الأول من عام 1973. إلا أنه من ناحية إخرى، كان لظهور"حركة تحرير إريتريا" ذات التوجه الاشتراكى فى أعقاب ضم إثيوبيا لإقليم إريتريا بشكل نهائى عام 1967 وما آلت إليه أوضاع المنطقة من توتر جراء حرب العصابات التى استمرت حتى سقوط النظام الإمبراطورى الإثيوبى فى عام 1974؛ ثم إستيلاء " مانجستو هايلى ماريام " على مقاليد الحكم فى إثيوبيا 1976، ثم ما حدث بعد ذلك من إنشقاق فى "حركة تحرير إريتريا "، حيث تمت إتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة من جانب، وبين "سياس أفورقى" الذى أنشق عن الحركة ليقوم بتكوين "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا" فى يناير 1977. ويشير بعض المؤرخين إلى أن "أفورقى" كان يعمل فى القاعدة الأمريكية "كانيو ستيشن" الموجودة فى "أسمرا"، وقد قام "سياس أفورقى" فى عام 1989م بزيارة العاصمة الأمريكية "واشنطن"، عبر خلال هذه الزيارة عن اعجابه الشديد بالتجربة الإسرائيلية فى بناء الدولة، وأعرب أنه فى المستقبل سوف يحذو حذوها، لذلك نجد الخبير العسكرى الأمريكى "بول هينز" يكتب قائلا: "أن " سياس أفورقى" وافق على القبول العلنى عند استقلال إريتريا، على بناء قواعد عسكرية إسرائيلية وأمريكية فى إريتريا، الأمر الذى يخدم المصالح المشتركة"، وفى عام 1990 قام وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكى بزيارة للمناطق التى تسيطر عليها "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا"، وعند عودة الوفد أعلن "هريمان كوهين" – مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية فى الإدارة الأمريكية: "أن الإريتريين لهم الحق فى تقرير المصير،...،وأكد أن ضم الإمبراطور الإثيوبى " هايلى سيلاسى" للإقليم عمل غير شرعى"، وفى أعقاب الإستفتاء على حق المصير فى الإقليم عام 1991 مباشرةً قام الأسطول الأمريكى بزيارة الموانى الإريترية، وبدأ التفاوض مع شركات البترول الكبرى فى الولايات المتحدة على عقود التنقيب فى إريتريا، كما تم إرسال 17 خبير إسرائيلياً إلى إريتريا فى نفس العام لتدريب الجيش الإريترى. أما عن العلاقات الإقتصادية، فقد قدمت إسرائيل لإريتريا عام 1991 معونات بخمسة ملايين دولار، وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى عام 1994 حوالى 10 بلايين دولار، كان أغلبها صادرات إسرائيلية لدولة إريتريا، كما ساهمت الخبرات الإسرائيلية بشكل أساسى فى إعادة تأهيل إستاد "أسمرا" الرياضى، وفى المجال الثقافى قامت دولة إسرائيل بتوفير 75 منحة دراسية فى إسرائيل للطلبة الإريتريين، فضلا عن تنشيط تبادل الزيارات الثقافية والسياحية بين الطرفين بغرض التطبيع الثقافى. وفى مجال التعاون العسكرى أبرم "سياس أفورقى" صفقة أسلحة مع إسرائيل عام 1995 تضمنت إمداد إريتريا بستة طائرات هيلوكبتر، ومائة زورق حربى، وسبعة بواخر متوسطة الحجم، ومجموعة من الصواريخ، مع خبراء عسكريين لتدريب وتأهيل البحرية الإريترية، هذا بالإضافة إلى توقيع إتفاقية أمنية مع إسرائيل لتشكيل فريق عمل من الطرفين يضم خبراء فى شئون التسليح والتدريب والمخابرات، ويتم بموجب هذه الإتفاقية السماح لخبراء جهاز الموساد الإسرائيلى بحرية الحركة والتنقل داخل الأقاليم الإريترية، كما تلتزم إسرائيل بتقديم كل إحتياجات إريتريا فى مجالى الدفاع والأمن، إضافة إلى ترشيح ثلاثة قواعد عسكرية، كما قامت إسرائيل ببناء قواعد عسكرية ومطار، ومصنع لتعليب الأسماك فى جزيرة "أبو فاطمة" وجزر "دهلك وحالب" التى كانت تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1991، هذا بالإضافة إلى تركيب ردار على جبل إيمبا سويرا – Emba Soira الذى يبلغ إرتفاعه 3018 متر فوق سطح البحر، إذ يسمح ذلك بمراقبة كل المنطقة؛ وبالتلى مراقبة كل السفن التى تعبر مضيق باب المندب. وفى يونيو2009 وصل إلى ميناء "مصوع" الإريترى وفود إسرائيلى يتكون من 75 خبيراً فى مجالات الإقتصاد والسياحة، ومن الميناء توجه الوفد إلى العاصمة "أسمرا"، كما وصل فى شهر يوليو من نفس العام إلى ميناء "عصب" الإريترى وفد عسكرى إسرائيلى؛ وقد إلتقى هذا الوفد فور وصوله بضباط من وزارة الدفاع الإريترى؛ وعلى رأسهم وزير الدفاع الإريترى "سبحت أفريم". على ذلك يمكن القول بأن التقارب الإسرائيلى – الإريترى لم يكن يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى فحسب، بل كان هو الأخطر على الأمن القومى السودانى – السودان ذلك العمق الإستراتيچى الثانى أهمية بالنسبة لمصر – ، ذلك أن وجود القاعدة العسكرية الأمريكية "كانيو ستيشن" بالقرب من "أسمرا" يعنى أن الظهير الإريترى كان، ولايزال، مرتعاً للأمريكان والإسرائيلين على حد سواء؛ وبالتالى لم يكن من المستبعد وجود التقارب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب، وبين الحركة الشعبية فى جنوب السودان من جانب آخر؛ ومن ثم كان استقلال دولة جنوب السودان فى يوليو 2011. وبالتالى يمكن القول بأن الأچندة الأمريكية بصفة خاصة، تحمل فى طياتها المستقبلية تفتيت أراضى دول حوض النيل، وذلك بدءا من السودان؛ إذ يكمن ضمان تفتيت الكيانات السياسية الكبرى لتكوين إما كيانات موالية للسياسات الأمريكية، وبالتالى الإسرائيلية، أو كيانات تقع بين كيانات سياسية موالية، وأيضا لا يمكن إغفال ما قد تقوم به تلك الكيانات السياسية الموالية من تأثير لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل فى منظمة الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقى نفسه، وهو ما حدث بالفعل خلال سنة 2013 من تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى. أما عن مسألة التقارب بين إسرائيل والحركة الشعبية بجنوب السودان فيمكن الإشارة إلى فترة زمنية تعود إلى سنة 1984؛ حيث تم ما يعرف "بعملية موسى"؛ إذ كانت عبارة عن جهد تعاونى بين رجال الموساد وقواد جيش الدفاع الإسرائيلى؛ الذين كانوا متواجدين بشكل شبه متصل فى جنوب السودان، وكان ذلك من خلال التنسيق مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى العاصمة "الخرطوم"؛ إذ كانت "عملية موسى" تهدف إلى نقل جماعات من يهود إثيوبيا عبر جنوب السودان إلى إسرائيل؛ ذلك أنه بسبب ما حدث من مجاعات فى البلاد خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين؛ نزح الآلاف من الإثيوبيين فى إتجاه الحدود السودانية سيراً على الأقدام، حتى أنه يعتقد أن حوالى 4000 شخص قد لقوا حتفهم خلال هذه الرحلة المريرة والغير إنسانية بأى حال من الأحوال. عموما؛ بدأت هذه عملية موسى تلك فى 21 نوفمبر 1984 حيث تم نقل وتهجير حوالى ثمانية آلاف شخص من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل حتى الخامس من يناير 1985، وخلال نفس السنة تم تهجير حوالى ثمانمائة يهودى إثيوبى إلى إسرائيل عن طريق جنوب السودان، وأيضا من خلال دعم السفارة الأمريكية فى الخرطوم، إذ كان "چورج بوش" الأب - نائب الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت - على دراية تامة ومتابعة دقيقة "لعملية موسى"، وعليه فقد تم ترتيب العملية الجديدة وهى "عملية جوشوا" التى أسفرت عن العملية الثالثة للتهجير عن طريق الجنوب أيضا، وهى عملية "يشوع"، وقد أستمرت هذه العملية الثالثة مدة خمس سنوات؛ غير أنها لم تسفر إلا عن تهجير 800 إثيوبى يهودى فقط، إذ كان ذلك بسبب الحظر الذى فرضه الرئيس الإثيوبى "مانجيستو هايلى ماريام" حتى عام 1991، والتى هى سنة سقوط حكمه لإثيوبيا. وقد أثمرت علاقة إسرائيل بزعامات جنوب السودان التى كانت ممتدة من عام 1963، حيث كانت حلقات الوصل الأساسية بين الحركة وإسرائيل فيما يتعلق بمسألة التدريب والتسليح؛ وأيضا الزيارة السرية التى قام بها زعيم الجيش الشعبى "چون جرانج" لإسرائيل سراً فى عام 1994، أقول أن هذه العلاقات أثمرت بشكل قوى وفعال فى عمليات تهجير يهود إثيوبيا بشكل خاص عن طريق جنوب السودان، كما أن ما حققته سياسة الحركة الشعبية فى الجنوب خلال تلك الفترة، أدى إلى سعى زعماء حركة العدل والمساواة فى السودان للإستفادة من الخبرات الإسرائيلية، إذ ترددت أنباء لقاءات سرية بين الناطق بأسم الحركة ودبلوماسيين إسرائيليين فى لندن خلال سنة 2006، كما تردد أن هؤلاء الدبلوماسيين كانوا قد دعموا الحركة بمبلغ خمسين ألف جنيه إسترلينى. إما بالنسبة لدولة إثيوبيا، فقد أوردنا بعض عمليات تهجير ليهود إثيوبيا من "الفلاشا مورا" و "إسرائيل بيتا" إلى دولة إسرائيل حتى سنة 1990 عندما فرض الرئيس الإثيوبى "مانجيستو هايلى ماريام" الحظر على عمليات الهروب الجماعى ليهود إثيوبيا فى إتجاه الحدود السودانية، هذا بالإضافة إلى حرب الإبادة التى مارسها ضد كل من إريتريا وسكان إقليم "أوجادين" فى الدولة الإثيوبيا.عموماً كانت تلك الممارسات من جانب الرئيس الإثيوبى هى جزء من الأحداث التى ألبت عليه بعضاً من شعوب دولة إثيوبيا، وعليه فقد تم التحالف بين زعيم الجبهة الشعبية "سياس أفورقى" و "ميلس زيناوى" - كزعيمان للتجرانيين فى إثيوبيا وإريتريا، وخلال المناوشات بين الحكومة والثوار، ترددت أنباء فيما بعد عن إتفاق تم بين مسؤولين فى حكومة "مانجستو" من ناحيه، وبين الحكومة الإسرائيلية على رفع الحظر والسماح لليهود الإثيوبيين بالهجرة إلى إسرائيل، وذلك مقابل حوالى 35 مليون دولار أمريكى ومأوى فى الولايات المتحدة، للرئيس المخلوع "مانجستو" ورجاله، إلا أنه تم بالفعل إسقاط حكم الرئيس "مانجستو"، الأمر الذى دفعه للهروب إلى "زيمبابوى" فى مايو 1991،. ومما يدل على كون تلك الاتفاقية قد لا تكون مجرد شائعة، بدء أكبر العمليات السرية لتهجير يهود إثيوبيا فى بداية سنة 1991، وهى عملية "سليمان"، إذ تم خلال 36 ساعة تهجير 14325 يهودى إثيوبى عبر جنوب السودان، وقد إشتركت فى هذه الرحلة طائرات من شركة العال الإسرائيلية، بالإضافة إلى 34 طائرة من السلاح الجوى الإسرائيلى، ويعتبر حوالى 85% من يهود إفريقيا المهاجرين لإسرائيل من جماعة "إسرائيل بيتا"- إحدى جماعتى الفلاشا الإثيوبية- إذ تضم حوالى 150 ألف شخصاً هاجروا لإسرائيل بموجب قانون العودة، ذلك أنه بسبب سوء أحوال الشعب الإثيوبى اقتصاديا وسياسيا، لجأ الكثير من الإثيوبيين الأرثوذوكس لتحويل ديانتهم إلى اليهودية الأرثوذوكسية لضمان مسألة الهجرة إلى دولة إسرائيل، سعياً وراء رغد العيش فى ظل دولة ذات نظام سياسى غربى، خاصة مع إرتباط سوء الأحوال الإقتصادية والإجتماعية فى إثيوبيا بفترات الجفاف خلال عقود السبعينات والثمانينيات والتسعينيات فى القرن العشرين.غير أن الأحوال الإقتصادية والإجتماعية ليهود إثيوبيا فى دولة إسرائيل لم تكن على مستوى أحلام المهاجرين، فطبقاً لتقرير بنك إسرائيل لسنة 2006 : يصل معدل الفقر بين الأسر الإثيوبية إلى 51,7% مقارنة بنسبة فقر تصل إلى 15,8% من إجمالى عدد السكان فى إسرائيل، كما تبلغ نسبة المشاركة فى سوق العمل بالنسبة للإثيوبيين حوالى 65,7% بين البالغين مقارنة بحوالى 82,5% من إجمالى عدد السكان فى إسرائيل، وأيضا يبلغ معدل البطالة حوالى 13,2% بين الإثيوبيين مقارنة بمعدل 7,4% من إجمالى عدد السكان. ويرجع تقرير البنك سوء أحوال اليهود الإثيوبيين لعدم إندماجهم الكافى فى المجتمع الإسرائيلى، بالإضافة إلى سوء أحوالهم التعليمية والمهنية، رغم أن الحكومة تنفق حوالى 400 آلف شيكل لكل مهاجر سنوياً، وعليه فإن التقرير يوصى بأن تتخذ الحكومة التدابير اللازمة لمحاولات دمج هؤلاء المهاجرين فى المجتمع. أما عن التقارب الإسرائيلى الإثيوبى فقد زاد التقارب فى عهد رئيس الوزراء السابق "ميلس زيناوى" ففى زيارة وزير خارجية إسرائيل وقتها "أفيجدور ليبرمان" لإثيوبيا فى سبتمبر 2009، تم تدشن مشروع "التفوق الزراعى لبناء رأس المال البشرى الزراعى" فى مدينة "بوتاجار" الإثيوبية، وهو مشروع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة وإثيوبيا، إذ قال وزير خارجية إسرائيل "أفيجدور ليبرمان" خلال حفل التدشين: "أنه خلال هذه الفترة من أزمة الغداء والمجاعة فى أفريقيا، والأزمة الإقتصادية العالمية، نحن ملزمون بإيجاد الحلول وبناء الوسائل الناجحة من أجل زيادة إنتاج المحاصيل وتحسين الإنتاجية الزراعية،...، وأن الدليل على نجاح المشروع هو القرار المشترك بتمديده لعامين إضافيين."، أما وزير الزراعة الإثيوبى فقال خلال الحفل:"أن المشروع يشكل نموذجاً يريد الإثيوبيين تعميمه فى مناطق أخرى فى إثيوبيا"! كما تم افتتاح المنتدى الإقتصادى الإسرائيلى- الإثيوبى، حيث أعرب وزير الخارجية الإسرائيلى أن الوفد الإقتصادى الكبير الذى جاء معه فى الزيارة، هو خير برهان على جدية إسرائيل فيما يتعلق بالعلاقات الإقتصادية والتجارية مع إثيوبيا.هذا بالإضافة إلى توقيع وزير خارجية إسرائيل مع نظيره الإثيوبى "سيوم ميسفيم" إتفاقية تعاون بين الدولتين، كما تباحثا فى مواضيع مشتركة فى مجال الإقتصاد والأمن، واتفقا على إنشاء خط مفتوح بين الوزيرين ليكون بينهما قناة اتصال مباشرة ومتواصلة، إذ أن تطوير التعاون الإقتصادى هو أمر ضرورى لما فى ذلك منفعة للعلاقات بين البلدين، بحسب تعبير وزير الخارجية الإسرائيلى. وقد أشار وزير خارجية إسرائيل إلى أن أنشطة المنظمات المتطرفة والإرهابية مثل القاعدة - وقتها، والممارسات الإيرانية تعتبر مشكلة تهدد إستقرار دول كثيرة حول العالم، مضيفاً أن التحدى الأكبر الذى يواجه المجتمع الدولى هذه الأيام هو اتخاذ القرارات الصحيحة والحد من هذه المشكلة الآن وعدم التريث حتى تصبح المشكلة أكبر مما هى عليه فى المرحلة الراهنة، وأعرب عن أمله فى أن تقوم إثيوبيا وباقى الدول الإفريقية بممارسة تأثير إيجابى على الدول العربية والمنظمات الدولية لدفع جهود السلام فى الشرق الأوسط، وأن لا تساهم فى تبنى قرارات أحادية الجانب ضد إسرائيل. للأسف لا أملك متسعا للحديث عن علاقات إسرائيل ببقية دول حوض النيل، إلا أن التقارب السياسى بين دول حوض النيل كافة وبين دولة معترف بها من قبل المجتمع الدولى والأمم المتحدة وارد. كما تشير المعلومات المقتضبة سالفة الذكر، جانب من أسباب التعاون بين دولة إريتريا مع النظام الإثيوبى الحالى فى محاولة لكسر شوكة النضال القومى فى إقليم تيجراى. إلا أن الذى يستغرب له هو الموقف المصرى تجاه الأشقاء فى حوض النيل من ناحية، ومن ناحية أخرى التراخى من الجانب المصرى خلال كل تلك الحقب الزمنية لمواجهة التحركات الإسرائيلية فى المنطقة. ناهيك عن عدم النظر بعين الإعتبار والأهمية من الجانب المصرى لما كان يتم التلويح به تاريخيا من استخدام سلاح المياه ضد مصر، والذى ابتدعه الاستعمار الإنجليزى خلال عشرينيات القرن المنصرم، كما لوح به الاتحاد السوفيتى نفسه خلال سبعينيات نفس القرن أثناء اشتعال أزمات الحرب الباردة فى منطقة القرن الأفريقى قبيل حرب 1973 وما بعدها. إلا أن النتيجة التى يصل إليها العقل المتدبر تشى بأن تفنيد أحداث التاريخ لا يتم الإلتفات لها، رغم أن المثل الشعبى المصرى يقول: "إللى مالوش قديم، مالوش جديد"، ذلك أن التاريخ نفسه هو بوابة المستقبل، بل هو من يرسم استراتيجيات أى بلد يرنو لمستقبل أفضل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمزيد من المعلومات انظر جانب من المصادر والتقارير الدولية: - Republic of the Sudan/Southern Sudan (1956-2011): https://uca.edu/politicalscience/dadm-project/sub-saharan-africa-region/71-republic-of-sudansouthern-sudan-1956-2011/ - AMUN Committee Topics (2001-present): https://uca.edu/politicalscience/model-united-nations/amun/amun-committee-topics-2001-present/ - "srael and Ethiopia", Journal of Palestine Studies 14 (4), Journal of Palestne Studies, Univerststy of California Press (1985), pp. 194–196: https://doi.org/10.2307/2537151 - Eritrea: The Siege State, International Crisis Group Workng To Prevent Conflict, Africa Report N°163 – 21 September 2010
#داليا_سعدالدين (هاشتاغ)
Dahlia_M._Saad_El-din#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نبذة عن -الأورومو وأوجادين- فى إثيوبيا
-
المسيحية الإثيوبية
-
إياح حتب – الملكة المحاربة
-
-ثيودور الثانى- مأساة إمبراطور أراد ردم النيل الأزرق
-
الإرهاصات الأولى للحضارة المصرية القديمة
-
إثيوبيا وعصر الفوضى
-
مصر فى الميراث الإثيوبى
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|