أحمد العظيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 01:40
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
" القيمة في الخطاب عند سوسير"1
1. "المدلول السوسوري يبقى صعب المنال"
اعترف ج.س. ميلنر J . C-.Milner (1994) في كتابه"عودة إلى سوسير" بالاستحالة، أو على الأقل، بالصعوبة النظرية في استيعاب ما يعنيه سوسير بالمدلول signifié (ص.11). مع هذا الاعتراف، نضع الأقدام في شبكة دلالية جد معقدة لحدود termes "سوسورية" بامتياز: مفهوم concept ، فكرة، فكر، معنىsens ، دلالةsignification ، قيمةvaleur ،..إلخ. سارع روي هاريس Harris Roy (1998) إلى القول إن سوسير قد ماثل ال"مدلول" بال" المفهوم" وإدانته بشكل نهائي باسم المذهب التكاملي (ص. 13). ولكن ما هو هذا المفهوم عند سوسير؟ وما وضعه الدلالي؟ الوجودي؟ أو اللا وجودي؟2 على الأقل، هذا السؤال، الذي يبدو لي مهما، لم يطرحه، وأظهر ل ج.س. ميلنر، حرصه على توضيح وضع " المفهوم " عند سوسير. ما بدا له واضحا، هو أنه ليس مفهوما منطقيا أو نفسيا" (ص.12). في نظره أفضل حل لهذا السؤال، سيكون الاعتراف بفكرة" مفهوم لغوي خالص"(ص، 11). بينما هذا المفهوم اللغوي "الخالص" ليس إلا القيمة اللغوية "الخالصة"، التي طورها سوسير بإسهاب في الفصل الرابع من الجزء الثاني في محاضراته في اللسانيات العامة. لكن فهم القيمة "الخالصة" في اللسانيات لا يخلو من صعوبة أيضا. لذا يلخص سوسير هذه الصعوبة في هاته العبارات:
من الصعب دائما أن نُكوِّن فكرة محددة عن فكرة القيمة. تغدو ال"قيمة" هنا مرادفة للمعنى، الدلالة (م ل ع -E ص . 257 D269).
تكمن الصعوبة في حقيقة أن القيمة تميل عموما إلى أن تعد كأنها "مرادفة للمعنى أو الدلالة". ولتجنب الوقوع في " مأزق"، وللتحدث ب "لغة بيكونية" (CLG/E, p. 258, III C 392,)، ولنكن واضحين: " ليست القيمة هي الدلالة"( (CLG/E, p. 257, D 270. تدعيما لأطروحة الدلالة الاختلافية، يذهب ف. راستيي F. Rastier إلى حد استنكار " ثنائية دلالة/ قيمة عند سوسير"3 . فما هي القيمة إذن؟ بالنسبة إلى سوسير، " الاختيار الوحيد الذي لا جدال فيه"، هو أن القيمة تتحدد وفق محورين: محور الاختلاف، ومحور التشابه. CLG/, p. 259, N 23.6. ل([لم نضع الشكل الوارد في النص الأصلي؛ لأن المكان المخصص للكتابة في هذه المنصة لا يسمح بتثبيته]).
بدلا من تسليط الضوء على هذا المقطع الجدير بالمناقشة، سأقتصر هنا على لفت الانتباه إلى حد واحد هو "محدد". هذا الحد السوسوري الذي لم يعلق عليه عدد هائل من الفيلولوجيين السوسوريين، ولا أشاروا إليه أو حتى أثاروه من قبل، ولكن سوسير نفسه استخدمه في أحايين كثيرة للإشارة إلى أن القيمة لا تعطى، بل "تحدد". على سبيل المثال يقول:
" القيمة نفسها تُنشئ التحديد" (CLG/E, p. 258, Il C). أحب أن أعتمد على هذا المفهوم "تحديد" لتجاوز الصعوبة التي تثيرها العلاقة بين المدلول –المعنى أو الدلالة-والقيمة.
إذا كان "المدلول لا زال صعب المنال"، ليس لأنه مفهوم جد غامض بل بالأحرى لأنه مفهوم قابل لأن نرسم له حدودا، وكذلك "يجب تحديده". وإذا كان هذا هو الحال، فذلك يفترض فورا من الناحية النظرية لحظة حيث يبقى فيها "غير محدد". بقول ذلك، أدعم الفرضية الكواينية "عدم تحديد المعنى" والتي يعتبرها ج. كليبر G. Kleiber (1999) معنى "لا يمكن الدفاع عنه"(ص(. 35. لتجنب التشكيك في عالم الدلالة، يبدو لي، من الضروري التأكيد على أن المدلول السوسوري ليس غير قابل للتحديد، ولكنه ببساطة غير محدد. من نافلة القول إن كونه غير محدد، يلزم تحديده. يقول سوسير:
باختصار، لا توجد كلمة دون مدلول، وكذلك دون دال. لكن المدلول ليس إلا ملخصا للقيمة اللغوية التي تفترض لعب الحدود فيما بينها في كل نسق اللغة (CLG/E, p. 264, III C 401).
يمنح س. بادير S. Ba--dir-- (2001) وظيفة "ميتالغوية "للحد "ملخص" ليتجاوز، من جانبه، الصعوبة المرتبطة بالعلاقة الثلاثية بين المدلول،[و] الدلالة والقيمة 5. ومن جانبي، سأقترح فهم هذا الحد "ملخص" بمعنى "محدد". بطرح سؤال الاصطلاحي عن العلاقة بين الدلالة والقيمة، ينتهي يلمسليف Hjelmslev (1 971) إلى الاستنتاج التالي:
نظرا لكون القيمة ذات طابع اختلافي خالص، تقابلي وسالب، فإنها لا تمت بصلة للدلالة " (ص.115). وإذا لم تكن تمت بصلة للدلالة، فأليس ذلك لأنها مجرد عملية، عملية التحديد.؟
فما يشكل موضوع هذه العملية، هو المدلول (أو الدلالة). تظل هذه الأخيرة غير محددة حتى "تضطلع القيمة بالتحديد". بهذا الفهم، العلاقة بين المدلول (الدلالة) والقيمة مصدر "الالتباس وبخاصة في الأشياء نفسها" وفق سوسير. (CLG/E, p. 257 D 270)
يمكن توضيحها على النحو التالي:
تحديد القيمة
غير محدد محدد
مدلول (دلالة) مدلول (دلالة)
[أ:-أ-] (أ: س)
(للإشارة إلى حالة معاني غير محددة أو محددة، أقترح استخدام الرمز المطبعي «()» لغير المحدد و«[] » للمحدد.)
يبقى أن نعرف نطاق هذه العملية المسماة تحديد القيمة. لنوضِّح السؤال الذي يطرح نفسه: هل يتم التحديد في اللسان فقط أم يتم أيضا في الخطاب؟
2. نطاق تحديد القيمة: في اللسان أم في الخطاب؟
حاول ياكبسون R. Jakobson (1984) في كتاب "النظرية السوسورية في الاستبطان" (La théorie saussurienne en rétrospection) تفسير ثنائية لسان/كلام انطلاقا من "قيمة "افتراضية" /"قيمة فعلية" (ص (. 170. على الرغم من كونه يرفض معيار اجتماعي/فردي باعتباره معيارا للتمييز، فهو يعتمد على واقعي/فعلي. لكن ما هي بالضبط هذه "القيمة الفعلية" عند سوسير؟ لا يعطي، مع ذلك، جوابا مرضيا. في المقطع الذي أريد الاستشهاد به، يقول سوسير إن " القيمة اللغوية تفترض تفاعل الحدود فيما بينها في كل نسق لغوي". ارتكازا على هذا المقطع، يمكن
أن نفترض أن "القيمة اللغوية" توجد محددة داخل "النسق". هذه الفرضية تؤكدها الأمثلة التي قدمها سوسير لشرح مفهوم القيمة في محاضراته. على سبيل المثال: أعطى حدودا مدرجة في علاقات دلالية متشعبة: ترادف Synonymique ("خشي redouter "، "خاف craindre "، "هاب avoir peur "؛ "قدر estimer "، "حكم juger "، "قدر schâtzen "، "حكم urteilen "، إلخ...)، وتعدد المعنى polysémique ("خروف mouton "، " خروف sheep "، "لحم الضأن mutton "؛ "شمس soleil "؛ "اكترى louer "، "أجر mieten "، "اكترى vermieten "، إلخ...) والنحوي grammaticale (عدد nombre ، عارض صرفي flexion ، إلخ). وتبدو هذه الأمثلة أنها تتوجه إلى وجهة نظر واحدة للغة كأنها "نسق". نحتاج، للإقناع، إلى الاستشهاد بمثال. حسب سوسير: "المترادفان خاف، خشي لا يوجدان إلا قربَ بعضهما" (CLG/E, p. 261 II R 18). حيث تنشأ "ضرورة اعتبار العلامة، داخل مجموع النسق" (ibid.). بهذه الفكرة، افترض سوسير أن: "خاف" ستغني من المحتوى الكامل ل"خشي" طالما أن "خشي لا يوجد" (CLG/E, p. 261 , Il R 18). يخلص إلى:
انطلاقا من النسق، نصل إلى فكرة القيمة، وليس المعنى. يقود النسق إلى الحد. ثم سنرى أن الدلالة تتحدد بما يحيط" (CLG/E, p. 261 , D 274).
يجب التأكيد على الجملة الأخيرة "الدلالة تتحدد بما يحيط". لذا، يمكننا أن نفترض أن تحديد القيمة يحدث داخل النسق. لكن لم نفحص بشكل كافٍ جميع الأمثلة التي قدمها سوسير أعلاه. بشكل عام، لم نتحدث كثيرا عن تعدد المعنى عند سوسير. ومن الأمثلة على ذلك، "خروف" له سيمة إما /لحم/، أو /حيوان/. ليس هذا هو الحال مع اللغة الإنجليزية، تتوفر على حدين هما: « mutton » (/لحم/) و «sheep» (/حيوان/). و - اكترى louer- الذي يمكن أن يعني -أجر - و -استأجر - هي حالة قصوى لتعدد المعنى ". وهذا مثال آخر، "الشمس".
" [ لا يمكن تحديد]حتى كلمة "شمس"، التي يمكننا أن نحدد مباشرة قيمتها في حد ذاتها، ما لم نراع الحدود المجاورة. حيث توجد لغات تقبل: mettez- vous au soleil (ضع نفسك تحت الشمس!) (CLG/E, p. 262, D 274).
نميل إلى الاعتقاد بأننا نستطيع "على الفور تحديد القيمة في حد ذاتها" لكلمة كشمس. غير أننا نخطئ على الأقل! قيمة هذه الكلمة، بالنسبة لسوسير، لن تتحدد أبدا ما لم نأخذ بعين الاعتبار "الحدود المجاورة". ماذا يعني إذاً سوسير ب "الحدود المجاورة"؟ لا يتعلق الأمر بحدود ممكنة في اللسان، بل بحدود محققة بجانب بعضها البعض في الخطاب، يعني أن «ضع نفسك تحت الشمس" تنفرد قيمة تعدد المعنى بأنها لا تتحقق. أي لا يتم "تحديدها" إلا في الخطاب.
اكتشف حفيد فرديناند دي سوسير مخطوطة عام 1996 في منزل سوسير بجنيف، وتم نشرها في عام 2002 بعنوان كتابات في اللسانيات العامة عند غاييمار Gallimard، تحت رعاية اثنين من الفيلولوجيَين السوسوريَين البارزين هما: رودولف إنجلر Roudolf Engler وسيمون بوكيت Simon Bouquet,، وقد عثرت فيها على هذا المقطع القصير والغامض.
"إذاً في كل علامة موجودة تأتي مدمجة، تتحقق قيمة محددة ( 2002 ص88)، والتي لا تتحدد أبدا إلا بواسطة مجموعة من العلامات الحاضرة أو الغائبة في الوقت نفسه؛ وحيث إن العدد والجانب المتبادل والنسبي لهذه العلامات يتغير من لحظة إلى لحظة بطريقة لا نهائية، فإن نتيجة هذا النشاط، لكل علامة، وللمجموع، تتغير أيضا من لحظة إلى لحظة في مقياس غير محسوب (2002 ص. 88,".
لا يتم "تحديد" قيمة العلامة أبدا إلا ب "مجموع العلامات الموجودة أو الغائبة في الوقت نفسه". إن "نتيجة هذا النشاط"، أصفها طواعية، بأنها خطابية، تتغير وفقا لسوسير، "من لحظة إلى لحظة" "في حد لا يمكن حسابه".
أ ليست هذه اللحظة "حيث تتم هذه العملية المعروفة باسم تحديد القيمة اللغوية"، في الواقع، لحظة "خطاب" بالمعنى البينفنيستي6 benvenistien ؟ إذا كان هذا هو الحال بالفعل، أمككنا القول إن القيمة اللغوية يتم تحديدها أولا في اللسان وبعدها تتحدد في الخطاب. حول هذه النقطة، فإن كلمات ف. روستيي واضحة للغاية: "تتحدد قيمة الكلمة من خلال معناها السياقي"7 . بالنسبة إليه "القيمة في اللسان ليست سوى إعادة تكرار معيارية لقيم سياقية جد عادية"8. ولكن كيف يتم تحديد القيمة في الحقيقة؟
3. القيمة في الخطاب: فرضية الفضاء التخاطبي
لإعطاء بعض الإجابات عن هذا السؤال الذي يتطلب نوعا من التفكير المنهجي، أود أن أبدأ من فرضية عمل يمكن صياغتها على النحو التالي: كل فعل لغوي يحدث في فضاء الخطاب. أفضل أن أسمي هذه الفرضية "فرضية الفضاء التخاطبي". تفترض هذه الفرضية بديهيتين:
- بديهية عدم التحديد: المعنى غير محدد في حد ذاته.
- بديهية الاختلاف: يتحدد المعنى بالاختلاف.
تتأسس فكرتي على أن "الإدراك الدلالي"9 للاختلاف، لا يتم فقط بين العلامات ولكن أيضا بين الفضاءات التخاطبية التي تستقر في هذه العلامات. والتي تحدد قيمة هذه العلامة أو تلك. ولاختبار هذه الفكرة، أحبذ، على سبيل المثال، تحليل خطابات متعلقة بإعلان في شركة للاتصالات في كوريا، (KT) ك ت ((Korea Telecom). كوريا للاتصالات). لقد وجدت هذا الإعلان في صحيفة كورية. أعيد إنتاجه هنا كاملا بدون صور.
let’s KT
1- ربطة العنق أفضل من الجين
الشركة مكان للعمل
نتزوج عندما نصبح في السن المناسب للزواج.
أنا هو الذي يخاف منه أطفالي أكثر
أفعل ما أجبر على فعله.
2- ربطة العنق تعادل الجين.
الشركة مكان للاستمتاع.
نتزوج عندما نقابل شخصا نحبه.
الصديق الذي يحبونه أطفالي كثيرا، هو أنا.
أفعل ما أحب فعله.
فكر في ك ت ف محرك كوريا. ك ت ف، جوال كوريا.
(ك ت KT: كوريا للاتصالات؛ ك ت ف KTF : اتصالات كوريا العائلية)
يتطلب هذا الشعار لنفكر بـ ك ت ف "، الذي يبدأ به الإعلان ك ت ف، توضيحا. فماذا يعني " لنفكر ب ك ت ف " بالضبط؟ هذه الجملة الأخيرة هي التي تمنحنا مسلكا لتأويلها. باختصار " لنفكر بـ ك ت ف " تعني: " فكروا في ك ت ف " وهذا يفترض من جهة وجود كيفية " للتفكير في غير ك ت ف "، ومن جهة أخرى طريقة أخرى للتفكير ، هي طريقة "التفكير في ك ت ف ". في هذا الإعلان، فكرة " لنفكر بـ ك ت ف " هي التي تشكل إذن، فضاء تخاطبيا متكاملا. ينقسم هذا الأخير إلى فضاءين تخاطبيين مختلفين يتعارضان فيما بينهما، هما الفضاء 1 حيث تنتشر فكرة "التفكير في غير ك ت ف "، والفضاء 2 حيث تسود الفكرة المعاكسة، وهي "التفكير في ك ت ف ". هذه هي الكيفية التي يتشكل بها كل فضاء تخاطبي من ملفوظات تؤسس بنية متلاحمة . فرضيتي هي أن الإدراك الدلالي للاختلاف بين هذين الفضاءين التخاطبيين هو الذي يساهم في تحديد قيمة العلامات التي تستقر في هذين الفضاءين. لنأخذ مثالا، كيف تتحدد قيمة علامة مثل "شركة"؟ هذه تبقى غير محددة في ذاتها (مسلمة عدم تحديد المعنى). يمكننا تمثيل هذه الحالة على النحو التالي:
(: x)
( "( )" =حالة غير محددة؛ ""=علامة)
نقتصر في الوقت الحالي على الفضاء التخاطبي 1. يتحدد فيه الحد "شركة" فقط من خلال علاقته حدود أخرى واردة في الإعلان. في الإعلان "الشركة مكان للعمل"، فقيمة الحد "شركة" هي: /مكان العمل/.
ويمكن تمثيله على النحو التالي:
[(˃شركة˂: x): /مكان للعمل/] الفضاء 1
("[]"=فضاء تخاطبي؛ // =قيمة محددة=سيمة sème)
لكن سيكون من الضروري الذهاب إلى أبعد من ذلك، من أجل التحديد الكامل لقيمة "شركة" من خلال مراعاة الاختلاف بين الفضاءين التخاطبيين، وهما الفضاء 1 والفضاء 2. "الشركة مكان للعمل" يبدو في هذا الملفوظ تحصيل حاصل. يمكن أن يختفي تحصيل الحاصل بمجرد مقارنة الملفوظ في فضاء تخاطبي آخر: "الشركة مكان للاستمتاع". إن المقارنة بين هذين الملفوظين يلفت انتباهنا، فيما يتعلق بالحد نفسه "شركة"، ليس على سمة/فضاء للعمل/ ولكن على /طريقة العمل/. وبعبارة أخرى، فإن الفرق بين "العمل" و"الاستمتاع" يُفعِّل السيمتين المتعارضتين: /شاق/ و /سعيد/؛ /تكليف/ و/لا تكليف/. وبهذه الطريقة، يمكننا إتمام مخطط "شركة" في الفضاء 1 على النحو التالي:
[(˃شركة˂:): /مكان للعمل/] الفضاء 1: /شاق/ تكليف/] فضاء مُدْمَج
لاستخراج سمات /شاق/ و/تكليف/ من حد "شركة"، لا يكفي البقاء على مستوى اللسان. يجب التوجه تجاه الخطاب. ويمكننا تطبيق منهجية التحليل هذه بالكيفية نفسها على كل الحدود الحاضرة في هذا الإعلان.
4. حتى لا نختم
بالمرور من اللسان إلى الخطاب، فإننا بلا شك نتعدى الأيديولوجية السوسورية المستمدة من البنيوية. ولكن كما سيتبدى لنا، مفهوم القيمة قابل للتطبيق ليس فقط في فلك اللسان ولكن أيضا في الخطاب. فجأة، نبقى دائما في أنموذج اختلافي الذي هو أنموذج سوسيري في الأساس. فرضية الفضاء التخاطبي، التي عملت على صياغتها لتوسيع هذه الإشكالية السوسورية التي ليست إلا انطلاقة لإعادة قراءة سوسير في وقتنا الحاضر.
Yong-Ho CHOI هونج- هوشوي
(Université Hankuk des Études étrangères) (جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية)
إحالات المقال: (للإشارة، فقد قمنا بتغيير موضع الإحالات في هذه الترجمة؛ حيث قمنا بنقلها إلى نهاية المقال، عوض ورودها في النص الأصلي أسفل كل الصفحة).
1- مولت جامعة هانكوك للدراسات الأجنيية بسيول هذا البحث.
2 - في الرد على هذا السؤال، اتخذ عالِما الدلالة الفرنسيان ج. كليبر Kleiber. G ( 1999) وف. راستيRastier. F (1987 ، 1989 ، 1991 ( كل منهما طريقا مختلفا عن الآخر. . ُانظر أيضا ي. ه. شويChoi. H. Y (2011: 81- 82).
3- ف. راستيي ، 2112 ، "القيمة السوسيرية والقيمة النقدية" ، grammaticale information‘l، في هذا العدد
4- انظر مثلا. CLG/ E, p.258 ll C p .259 D 272 p .260 lll C 394.
5- يقترح أيضا للتمييز بين المدلول ذي البعد ميتا- لغوي وباقي العبارات التي تنتمي إلى المستوى اللساني، مثل الدلالة والقيمة. هذان الأخيران يختلفان عن بعضهما البعض على أساس ثنائي "موجب/ سالب". ولمزيد توضيح استعان بالجدول التالي: ([لم نضع الجدول الوارد في النص الأصلي؛ لأن المكان المخصص للكتابة في هذه المنصة لا يسمح بتثبيته، فعملنا على كتابة محتواه فقط ])
المستوى الميتالغوي / الإيجاب/ السلب/ الإيجاب
العبارات السوسورية / دلالة / قيمة / مدلول
مواضعات مطبعية / ["خروف"] / "خروف" / "[خرو]"
6- إ. بنفنيست، 1974، ص. 72-73.
7- ف. راستيي، 2002، "القيمة السوسورية والقيمة النقدية"، l’information grammaticale، في هذا العدد.
8- المرجع نفسه.
9- ف. راستيي، 1991، ص. 203-223.
مراجع المقال الأصلي:
Ba--dir--, S., 2001 Saussure : la langue et sa représentation, Paris, L Harmattan.
Benveniste, E., 1974, Problèmes de linguistiques générales 2, Paris, Gallimard.
Choi, Y.-H., 2001, Sémiotique et sémantique, LINX 44.
Harris, Roy, 1998, Integration^ linguistics, in Handbookof Pragmatics
Amsterdam/Philadelphia : JohnBenjaminsPubl. Co.
Hjelmslev,L., 1971, Essais linguistiques,Paris,Éditionsde Minuit.
Jakobson, R., 1984,La théorie saussurienne en retrospection,Linguistics 22.4
Kleiber, G., 1 999, Problèmes de sémantique : la polysémie en questions, Presses
universitairesdu Septentrion.
Milner, J.-C, 1994, Le retour à Saussure, in Lettres sur tous les sujets, n° 12, Paris, Le
Perroquet.
Rastier, F., 1987, Sémantique interprétative, Paris, PUF. Rastier, F., 1989, Sens et textualité,
Paris, Hachette.
Rastier, R, 1991, Sémantique et recherches cognitives,Paris,PUF.
Rastier, F., 2002, Valeur saussurienne et valeur monétaire, Linformation grammaticale, n° 95,
octobre 2002.
Saussure, F. de, 1972, Cours de linguistique générale, édition préparée par Tullio de Mauro,
Paris,Payot.
Saussure, F.de, 1968, Coursde linguistique générale, édition critique par Rudolf Engler, tome
1,Wiesbaden,Otto Harrassowitz.
Saussure, F. de, 2002, Écrits de linguistique générale, édition préparée par Simon Bouquet et
Rudolf Engler,àparaître.
#أحمد_العظيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟