|
الفرد بدلالة الشخصية والهوية _ بين التشابه والاختلاف
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 14:45
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 الشخصية والهوية كلمتان متجاورتان بطبيعتهما ، أقل من مترادفتين و أكثر من متناقضتين . بعبارة ثانية ، العلاقة بين الشخصية والهوية ، أقل من الزمن والوقت ، وأكثر من الحياة والزمن . لا يقتصر استخدام الكلمتين كمترادفتين على اللهجة العامية واللغة اليومية ، أيضا في كتب العلم والفلسفة تستخدمان غالبا كمترادفتين . المثال على ذلك كتاب " شخصية مصر " للدكتور جمال حمدان . .... الاختلاف النوعي بينهما : تتحدد الهوية من خارجها عادة ، وعلى العكس تتحدد الشخصية من داخلها . اختلاف آخر في الاستخدام أو الموضوع ، تشير الهوية غالبا إلى الجماعة والمجتمع بينما تدل الشخصية على الفرد أكثر . 2 المشكلة اللغوية بقيت محور الفلسفة طوال القرن العشرين ، مثال هايدغر وفتجنشتاين خاصة . وبعد حلها تتكشف أعقد مسائل العلم والفلسفة معا : الزمن أو الوقت . حدث تطور هام جدا في فهم الزمن ، بفضل نيوتن واينشتاين ، اللذان حولا مفهوم الزمن الفلسفي ، والغامض ، إلى ( مصطلح علمي ) ويمكن فهمه . .... موقف اينشتاين من الزمن معروف بالعموم ، لكن مع بعض المبالغة والاختزال أيضا ، وهذه مفارقة بالفعل . ويمكن تحديده في نقطتين : الأولى والأهم ، حيث يعتبر أن الزمن نسبي ومحدود بطبيعته . بل ويختلف من مكان لآخر ، كما أنه يختلف أيضا بين شخص وآخر . والخطأ الثاني الواضح ، والصريح أيضا في موقف اينشتاين من الزمن ، اعتباره أن الزمن والمكان مترادفين ، وليسا منفصلين . على خلاف موقف نيوتن الذي يعتبر أن الزمن موضوعي ومطلق ، ومثله المكان ، ويعتبر أن الحياة منفصلة عن الزمن . والأهم ، العلاقة بين الزمن والحياة ، لا أحد منهما فكر في الموضوع على حسب علمي . واليوم يمكن بسهولة اكتشاف جوانب الخطأ ( والصواب أيضا ) ، في كلا الموقفين ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . أولا ، الزمن نسبي وموضوعي معا . الحاضر نسبي بطبيعته ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان . ثانيا ، توجد مشكلة في علاقة الأزمنة الثلاثة من الداخل ) الماضي والحاضر والمستقبل ) ، حيث أن المرحلة الثانية للزمن أو الوقت ( الحاضر أو المباشر ) شبه مجهولة إلى يومنا سبت 10 / 7 / 2021 . بعبارة ثانية ، الحاضر أو الماضي الجديد او المستقبل القديم ، أو الآن ، فترة مختلطة وغير واضحة المعالم والحدود والمكونات . وهي لا متناهية في الصغر ، كما أنها من حيث طبيعتها تتواجد بالتزامن بين النسبية والموضوعية ، وتشبه علاقة الفكر والدماغ ! نحن نعرف أنه لا يوجد فكر بدون الدماغ ، بنفس الوقت نعرف أن الدماغ ليس المصدر الوحيد للفكر ، بل تشاركه اللغة بالتزامن والتساوي ربما ؟! 3 الفرد بدلالة الموقع والشخصية : أعتقد أن المشكلة الفردية ، تتعلق بغموض العلاقة بين الحياة والزمن بشكل مباشر وعميق على المستويين العلمي والفلسفي . وهي تشكل مفارقة ومغالطة معا في الثقافة العالمية ، حيث في الدول والمجتمعات الحديثة يعتبر الفرد أصل القيمة ، ومصدر السلطات والشرعية ومنه تتكون الدول والأوطان . وعلى النقيض من ذلك في الدول الفاسدة والمجتمعات المريضة ، يعتبر الفرد متهما دوما ، وعليه أن يثبت براءته في كل لحظة وموقف . تكفي مقارنة بين كوريا الشمالية والجنوبية ، كمثال مباشر على الدولة الفاسدة ونقيضها الدولة الحديثة . .... الموقع يمتص الشخصية في الدول الفاسدة والمجتمعات المريضة . الشخصية تدير الموقع في الدول والمجتمعات الحديثة . .... يمكن التوضيح أكثر بدلالة الرشوة والهدية ؟! يتعذر التمييز المسبق ( أو المباشر ) بين الرشوة والهدية ، بدون كلمة ثالثة ، المكافأة مثلا . الهدية مكافأة إيجابية ، تعزز العلاقة ، وهي مرغوبة أخلاقيا وثقافيا . الرشوة مكافأة سلبية ، تدمر الثقة ، وهي مرفوضة أخلاقيا . 4 العلاقة بين الرشوة والهدية ، تشبه العلاقة بين الحياة والزمن ، أيضا بين الشخصية والهوية . هي أقل من العلاقة بين الزمن والوقت ( مترادفان ) . وأكثر من العلاقة بين الحياة والزمن ( نقيضان ) . .... رفض الهوية الفردية ، موقف لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع . مثله شبه طبق الأصل ، الموقف الذي يرفض الميثاق العالمي لحقوق الانسان . هذه قناعتي ، وتجربة حياتي المتكاملة ، أكثر من رأي وأقل من معلومة .
الموضوع القادم : القراءة / الكتابة صفقة ذكية ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة بين الصحة العقلية والنفسية أقرب إلى التناقض من التشا
...
-
العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
-
كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
-
إلى أين يتجه الحاضر ؟
-
أين ذهب الأمس ؟
-
المعرفة الجديدة _ الجزء 2
-
ما الذي تقيسه الساعة _ مقدمة عامة مع التكملة
-
ما الذي تقيسه الساعة 2
-
ما العلاقة بين الساعة والوقت ؟!
-
المعرفة الجديدة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها ( النص الكامل )
-
المعرفة الجديدة 3
-
المعرفة الجديدة 2
-
المعرفة الجديدة 1
-
تحقيق التجانس بين الجودة والتكلفة اتجاه الصحة المتكاملة
-
الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا
-
المعرفة الجديدة _ الطقس والعادة بدلالة الحاجة
-
الحاجة بين العادة والطقس _ المعرفة الجديدة
-
المعرفة الجديدة
-
الصحة العقلية بدلالة النظرية الجديدة للزمن _ النص الكامل
-
الصحة العقلية بدلالة النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة عامة
المزيد.....
-
ما تقييم أمريكا بشأن احتمالية قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنا
...
-
-سي إن إن-: الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح بري محدود للبنان
...
-
ضابط أمريكي سابق: الغرب يواجه مشكلة في تجهيز جنود مؤهلين للق
...
-
رئيس برلمان تركيا: انضمام بلادنا إلى -بريكس- سيفيد العالم كل
...
-
هل تؤثر الكتب الإلكترونية على صحة العين؟
-
شقيقة كيم جونغ أون: المساعدة الأمريكية لكييف هي خطأ فادح يدف
...
-
إيران تدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد اغتيال نص
...
-
الظهور الأخير لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله قبل ا
...
-
سالدو: المحققون الروس جمعوا مئات المجلدات حول جرائم نظام كيي
...
-
مصادر: نصرالله كان أكثر حذرا بعد تفجيرات البيجر
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|