مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 01:57
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
بالرغم من أن الصين تمتلك أكثر من تريليون دولار من الديون السيادية الأمريكية وتتبادل مع الولايات المتحدة تجارة تتجاوز 500 مليار دولار سنويا بما يمنع أى صدام قادم بين الدولتين خاصة أنه ليس هناك أى نوايا عدوانية لدى الصين تجاه الولايات المتحدة مثلما كان العداء السوفيتى السابق مع الولايات المتحدة ، وبرغم ميل الكثير من المفكرين إلى صعوبة الوصول لحرب باردة جديدة إلا أن البعض يتوقع الوصول إلى حرب باردة جديدة خاصة بعد وصول الصين لسطح المريخ مثلما فعلت الولايات المتحدة مما يعنى امتلاك الصين تقنيات الصواريخ العابرة للقارات والتى تصل إلى الفضاء أيضا وامتلاك المقدرة العلمية على انتاج الأجهزة والتقنيات المتقدمة سواءً المدنية أو العسكرية . ومن مظاهر احتمالات الوصول للحرب الباردة الثانية محاولة الولايات المتحدة حشد دول حلف الناتو واليابان والهند واستراليا ضد الصين ويقابل ذلك زيادة تعاون الصين مع كل دول العالم التى لا تتبع الولايات المتحدة أو التى على علاقات سيئة معها وتأمين طرق التجارة العالمية مع العالم القديم عبر مبادرة الحزام والطريق التى تمر عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا واستفادت منها الكثير من دول آسيا وإفريقيا ومن بينها مصر التى دعمتها الصين بعمليات تطوير قناة السويس والموانئ المصرية على القناة .
أما مظاهر تأجيل الحرب الباردة وعدم وقوعها فى القريب العاجل فتتمثل فى أن النسيج الإجتماعى السياسى لكلا الشعبين الصينى والأمريكى متباين تماما ، فالنسيج الإجتماعى السياسى الأمريكى متهالك منذ نهاية عهد الرئيس السابق ترامب ويحتاج إلى إعادة بناء وتوحيد القوى وليس إلى حرب جديدة تستنزف القدرات بينما النسيج الاجتماعى السياسى الصينى متماسك برغم الديكتاتورية الواضحة وهو لا يريد التمدد خارج الصين سياسيا ، خاصة فى ظل حالة استقرار شعبى غير مسبوقة ازداد خلالها رضا الصينيين عن حكومتهم بعد النجاح فى احتواء تبعات جائحة كورونا إلى 95% برغم قلة مساحة الحرية الممنوحة للصينيين مقارنة بالدول الغربية .
أما المؤمنون بحتمية الحرب الباردة القادمة فمعظمهم يؤمن بأن الحرب الباردة الثانية لن تكون عسكرية محضة مثلما كانت بين الاتحاد السوفيتى السابق والولايات المتحدة بل ستكون حربا تكنولوجية علمية وصراعا اقتصاديا على حيازة سلاسل التوريد العالمية ، وقد بدأت بوادر تلك الحرب فى محاولة الولايات المتحدة قلقلة الوضع فى بلدين من أكبر البلاد المصدرة للتكنولوجيا وهما تايوان وهونج كونج وهما بالطبع ينتميان للصين من الناحية التاريخية وتصر الصين على عدم تدخل أى دولة فى علاقاتها مع تلك الدولتين حتى لو أدى ذلك إلى حرب حقيقية فى بحر الصين شرق العالم .
إن معظم توقعات الحرب الباردة الثانية تسير نحو اعتبارها حربا باردة تكنولوجية ومن المتوقع وصولها فى أى وقت قبل عام 2028 وهو العام المتوقع لوصول الصين إلى قمة العالم اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا ولن ترضى الولايات المتحدة عن التنازل عن المقدمة لأحد حتى لو كان ذلك من خلال حرب تكنولوجية واقتصادية .
#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)
Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟