|
العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء ...
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 00:38
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
العلاقة بين الحياة والزمن أو معادلة كل شيء : س + ع = الصفر . تجمع بين الحياة والزمن ، معادلة صفرية من الدرجة الأولى . وهي تفسر الكثير من مشاكل المنطق والفيزياء الحديثة خاصة ، وتفسر ظاهرة الصدفة بشكل علمي _ منطقي وتجريبي بالتزامن . كما أنها ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الأرض . 1 الحقيقة 1 ، لا يمكن التمسك بالحاضر ، ولا البقاء فيه . الحقيقة 2 ، الحاضر يتحول باستمرار إلى اتجاهين متعاكسين _ إلى الغد والأمس بالتزامن . نصفه الزمني يتحول إلى الأمس والماضي ، ونصفه الحي المقابل ، يصير الغد . الحقيقة 3 ، الأمس يتحول إلى أمس الأول ، ثم الذي قبله ... ، بالتزامن يتحول الغد إلى اليوم فالأمس ... بشكل دوري ومستمر . الحقيقة 4 ، الأحياء يبقون في الحاضر ( نبات ، حيوان ، إنسان ) من لحظة الولادة أو التكون حتى لحظة الموت أو الفناء . الحقيقة 5 ، الواقع المباشر _ والواقع الموضوعي أيضا _ نتيجة الحقائق الأربعة بالتزامن . 2 الاحساسات والمشاعر ، معها التصورات ، ليست عقلية ولا مادية ، بل هي النسيج الذي يتكون منه العالم . ونحن لا نستطيع أن نعرف سوى المرحلة الحالية ( الثانية ) . حيث الأولى مزدوجة بطبيعتها ومن البداية الحياة والزمن ( الماضي والمستقبل ) بالتزامن ، مجهولة بالكامل . والمرحلة الثالثة تكون بعد الموت ، وهي مجهولة للفرد الميت بطبيعتها . بالنسبة للعالم والواقع الموضوعي يختلف الأمر ، لكن لا أعرف الكثير عن هذا الموضوع ولا القليل حتى ، ولم أفكر به من قبل . وهذه أول محاولة للتفكير به ... المرحلة الأولى قبلنا ، قبل الحياة والزمن والانسان معا . قانونها الأساسي ، والوحيد الذي نعرفه حاليا ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . 3 الواقع ، لا المباشر فقط بل الواقع الموضوعي والمشترك أيضا ، مرحلة ثانوية وثانية بطبيعته . المرحلة الأولى متناقضة ويتعذر فهمها ، حيث أن الوجود والماهية أو الحياة والزمن يتناقضان بالفعل ... تصدر الحياة من الماضي وعنه ، على النقيض من الزمن ، الذي يصدر من المستقبل وعنه . كيف يمكن فهمها وتفسيرها ؟! هذا ما أعمل عليه بجدية ، وصبر ، مع نتائج متواضعة عادة . مع بعض التقدم الواضح ، كما أعتقد ... الموضوع يستحق ، ربما خلال السنوات القادمة تحدث المفاجئة ! .... .... كيف يحضر الانسان في العالم ؟ ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
الحياة والزمن وجها الوجود المتقابلين _ المشكلة وحلها بالتزامن ... الحياة والزمن اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد مطلقا . 1 الحياة والزمن مثل وجهي العملة الواحدة ، لا وجود لأحدها بمفرده . هذه الحقيقة ( المشكلة ) ، ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وحركة الزمن بالعكس تماما . يمثل الماضي داخل الكرة الأرضية وبالعكس يمثل المستقبل خارجها ، وبهذه الصورة يتكشف الموقف العقلي المشترك ، والموروث ، وهو خطأ بالجملة كما أعتقد . وقد عبر عنه شوبنهاور بوضوح ، بأن الانسان يأتي من العدم إلى الحياة ، ثم يعود إلى العدم بعد الموت . أو أن الحياة ومضة بين عدمين ، وقد كنت اعتنق هذا الموقف . وأعتقد الأن أنه خطأ على المستويين المنطقي والتجريبي معا . بعبارة ثانية ، يمكن التأكد بشكل منطقي ، وربما بشكل تجريبي مستقبلا ، أن للعدم أنواع عديدة ويشبه الوجود في تعدد أنواعه وأشكاله غير المنتهية . العدم الذي تصدر عنه الحياة ، أو تتصل به ، ومصدره الماضي يختلف نوعيا عن العدم الذي يصدر عنه الزمن ، ويتصل به ، ومصدره المستقبل . وهذه الفكرة ناقشتها في نصوص عديدة سابقة ، ومنشورة على الحوار المتمدن . .... علاقة الوجود والعدم تشبه علاقة البداية والنهاية . كما توجد بدايات عديدة ، متنوعة ولانهائية ، توجد مقابلها نهايات متعددة ولانهائية أيضا . هذه الفكرة نتيجة مباشرة لفهم العلاقة بين الحياة والزمن ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) . مثلا العدم الذي يتصل مع بداية الزمن ( المستقبل والأبد ) ، يختلف بالكامل عن العدم المقابل والذي يتصل مع بداية الحياة ، هما نقيضان كما أعتقد . والأهم بهذه الفكرة ( الجديدة ) أنها تصحح الموقف الخطأ ، المنسوب إلى شوبنهاور منذ عدة قرون ، بأن الانسان ينتقل من العدم إلى الحياة إلى العدم ثانية ، ولم يعترض عليه الفلاسفة ولا العلماء بحسب معرفتي . حيث اقتصرت الاعتراضات على هذه الفكرة ، على الردود الغيبية والسحرية . .... الزمن نسبي وموضوعي بالتزامن . يقتصر المجال النسبي على الحاضر ، بالإضافة إلى حيز صغير يمثله الحاضر المفترض أو الزمن المباشر والحالي ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم . بينما يمتد الزمن الموضوعي ، أو المطلق ، على الماضي الموضوعي ، وعلى المستقبل الموضوعي أيضا بالتزامن . يشمل الماضي الموضوعي كل ما حدث ، حتى هذه اللحظة ( هما لحظتين في الحقيقة ، لحظة الكتابة في الماضي فقط ، بينما لحظة القراءة تشمل الأزمنة الثلاثة ) بالتوقيت العالمي . ويبقى تحديد المستقبل الموضوعي هو الأكثر صعوبة ، حيث أنه يتناقص يوميا بمقدار يوم واحد ، أو 24 ساعة ، بحسب التوقيت العالمي المعروف . 2 ما هي العلاقة ( الحقيقية ) بين الوجود والعدم ؟ الماهية تسبق الوجود _ عبارة سارتر الشهيرة ، المثال النموذجي على تسرع بعض الفلاسفة والعلماء ، إلى درجة الخفة ، في تفسير مشكلة أو ظاهرة ، وحتى قبل أن يفهموها بشكل منطقي وتجريبي . هل الله موجود أم غير موجود ؟ السؤال الذي سخر منه بوذا . وكان جوابه بأنه سؤال سخيف ، ليس الله مشكلتي ولا مشكلة أحد . من يحاول اثبات وجود الله أو انكاره ، بالأدلة العقلية ، وجهان لنفس العملة الرديئة ، أو التعصب الأعمى والجهل بعبارة أوضح . .... العدم أو اللاشيء أو الخلاء أو الأثير سابقا ، لها نفس المعنى في هذا النص خاصة ، كنقيض للوجود الذي يقبل الملاحظة والاختبار العقلي . لكن يبقى سؤال الزمن لا يمكن التهرب منه أو القفز فوقه ، في أي مناقشة منطقية ولو في الحد الأدنى . الساعة آلة الزمن ، وقد تطورت بشكل مذهل في درجة الدقة والموضوعية ، خلال القرن الماضي . وهي دليل منطقي ومتكامل على وجود الزمن ، بشكل مشابه للعلاقة بين اللغة والعقل ، أو الديمقراطية والدولة الحديثة ، أو العلاقة بين احترام حقوق الانسان والصحة العقلية . والمفارقة في الموقف الثقافي العالمي ، المقلوب ، من الزمن والساعة . حيث ما يزال الاعتبار ، أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ! وخطأ آخر أيضا ، حيث دوران عقارب الساعة ( وحركة الساعة الإلكترونية أيضا ) تتوافق مع حركة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، وهي عكس حركة مرور الزمن . .... موقف من يعتقدون _ات أن حركة مرور الزمن تبدأ من الماضي إلى المستقبل يشبه ، وإلى درجة التطابق ، موقف من يعتقدن _و أن الأرض مسطحة وليست كروية . 3 قبل عشر سنوات فقط ، كنت أفكر بنفس الطريقة الشائعة ، والسائدة في الثقافة العالمية _ في العلم والفلسفة خاصة _ ...للأسف ، بكل أسف . .... الحياة لحظة بين عدمين ، هكذا كنت أعتقد . ولم أكن أعرف أي شيء عن العلاقة بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والحاضر والمستقبل خاصة . بالملاحظة المباشرة ، مع بعض التركيز ، يمكن فهم ظاهرة حضور الانسان في العالم ، وتمثلها أيضا بدلالة ولادة الفرد وبسهولة بالغة . الوجود حياة وزمن معا ، لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ، .... والوضع أسوأ من ذلك ، بدل الاعتراف بالجهل العلمي والثقافي لطبيعة العلاقة بين الزمن والحياة ، يتم تجاهل ذلك عبر موقف الانكار العالمي . يمكن التعبير عن الحياة بدلالة الزمن ، والعكس صحيح أيضا حيث يمكن التعبير عن الزمن بدلالة الحياة . وهذا هو الموقف العالمي الحالي ، الحقيقي ، والمشترك بين مختلف الثقافات . مثاله الساعة ، فهي تتوافق مع حركة الحياة وعلى العكس من اتجاه مرور الزمن . 4 ليست الحياة لحظة بين عدمين . والزمن أيضا ليس كذلك . ببساطة لا نعرف . أتحدث باسم الفلسفة والعلم هنا . لا أحد يعرف بشكل علمي أو منطقي . .... لحسن الحظ ، يمكن التقدم خطوة حقيقية في اتجاه حل مشكلة حضور الانسان في العالم . الحياة تأتي من الحياة ، من الماضي وتتجه إلى المستقبل عبر الحاضر . ( وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . الزمن يأتي من الزمن ، من المستقبل ويتجه إلى الماضي عبر الحاضر . ( أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . .... ملحق لماذا تتكرر بعض الأفكار في هذا النص ، بشكل دوري ، وشبه ثابت ؟ يوجد سبب قصدي ، وآخر غير قصدي وغير واع أو شعوري ، أعتذر عنه بالفعل . وأما بالنسبة إلى السبب القصدي فهو مزدوج أيضا : 1 _ سبب شخصي ، لكي أتمكن من فهم الأفكار الجديدة ، والتي يصعب فهمها او تقبلها ( مثلا كيف يصدر الزمن من المستقبل ) . 2 _ سبب ثقافي ، وهو يخص القارئ _ة الجديد _ة خاصة . حيث مع التكرار ، والاعادة ، يألف العقل هذه الأفكار الصادمة في البداية ، وخلال ملاحظتها ، مع تطبيقاتها تترسخ في الوعي أولا ، وفي اللاوعي أخيرا ، كما حدث مع فكرة الأرض الكروية ، فقد تحولت الفكرة الجديدة ( والصحيحة طبعا ) إلى جزء من الموروث الثقافي العالمي . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يحضر الانسان في العالم ( سؤال هايدغر وهوسه المزمن )
-
إلى أين يتجه الحاضر ؟
-
أين ذهب الأمس ؟
-
المعرفة الجديدة _ الجزء 2
-
ما الذي تقيسه الساعة _ مقدمة عامة مع التكملة
-
ما الذي تقيسه الساعة 2
-
ما العلاقة بين الساعة والوقت ؟!
-
المعرفة الجديدة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها ( النص الكامل )
-
المعرفة الجديدة 3
-
المعرفة الجديدة 2
-
المعرفة الجديدة 1
-
تحقيق التجانس بين الجودة والتكلفة اتجاه الصحة المتكاملة
-
الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا
-
المعرفة الجديدة _ الطقس والعادة بدلالة الحاجة
-
الحاجة بين العادة والطقس _ المعرفة الجديدة
-
المعرفة الجديدة
-
الصحة العقلية بدلالة النظرية الجديدة للزمن _ النص الكامل
-
الصحة العقلية بدلالة النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة عامة
-
الصحة العقلية بدلالة النظرية الجديدة للزمن
-
الجيد عدو الأفضل دوما .
المزيد.....
-
شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب
...
-
حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع
...
-
ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف
...
-
أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ
...
-
واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش
...
-
مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
-
من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب
...
-
خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و
...
-
-حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء
...
-
مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|