صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 20:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
((خيرية. هاي گاعده دتبچين.. الخاطر العباس أبو راس الحار متگليلي اشبيچ اليوم؟ أخاف غرگت البساتين اللي خلفها ملعون الصفحة ابوچ)) من احدى قصص غائب طعمه فرمان.
هو واقع مرير يعيشه الانسان في العراق، باختصار هو محروم من الحق في الحياة، انه يعتبر الأيام والشهور والسنين التي يعيش بها وكأنها فترات زمنية مرغم ان يعيشها، أصبحت الحياة لا تعني له شيئا، عمره هو زمن يجب عليه ان يقضيه، شبه حي؛ نفسيته منهارة تماما، محبط، منكسر؛ تغيير الأوضاع صار لديه حلما كبيرا، بسبب شدة القمع من سلطة فاشية، ظلامية، رجعية ومتخلفة.
انها الحكاية لشعب يرزح تحت نير الإسلام السياسي؛ في قلب تلك الحكاية المؤلمة تقبع هناك قصة أكثر ايلاما وبؤسا، أكثر حزنا وسوادا، انها قصة المرأة في العراق، فهي قد نالت الجزء الأكبر من العذاب؛ من يستطيع ان يتخيل او يوصف واقع المرأة في عصر ظلامي كهذا، في بلد فيه الحكم إسلامي ميليشياتي وعشائري.
تكبر مأساة المرأة يوما بعد آخر، فسلطة الإسلاميين الذكورية تفرض عليها تراجعا في كل الاتجاهات، انها تسلبها كل الحقوق التي ناضلت، ولعقود عديدة لنيلها، هي اليوم في قلب الفرن الإسلامي، الذي يريد، وبكل قوة، صهرها وتذويبها؛ فها هي مشاريع قوانينهم التي يريدون سنها في برلمان الذكورة المقيت، برلمان النهب والسلب والخراب، بدءا من مشروع قانون "137" لعبد العزيز الحكيم في 2004 الذي أراد فيه الغاء القانون "188" لسنة 1959 المتقدم جدا، مرورا بمشروع القانون الجعفري "البيدوفيلي" الذي أرادوا به تشريع زواج الفتيات الصغيرات، الى مشروع التعديلات على المادة "57" من قانون الأحوال الشخصية، الذي يريدون به سحب الحق بحضانة الطفل من المرأة.
هذا على صعيد السلطة، اما العشائر فقد سمح الإسلاميون لها بإرجاع كل العادات والأعراف الاقطاعية البالية، فعمليات القتل بداعي الشرف منتشرة بشكل كبير، دون محاسبة او معاقبة، بل ان حالات التراضي "الفصل" بين العشائر المتحاربة -خصوصا في الجنوب- تنتهي بإعطاء مجموعة من النساء للعشيرة المعتدى عليها، غير عمليات "النهوه" التي تجعل المرأة وقفا لشخص محدد "ابن العم"، غير عمليات الاتجار بالنساء في أماكن معينة في بغداد "البتاوين، الطوايل، الملاهي"، غير شبكات المافيات التي تخطف النساء وتنشرهن في الشوارع "للجدية"، غير تلك المناظر المؤلمة لنساء تعمل في "مقالع النفايات"، غير تلك الحملات الدموية بين فترة وأخرى التي تقوم بها الميليشيات؛ الإسلاميون اكثر من ظلم المرأة، اكثر من كل اشكال الحكم التي مرت على العراق.
تبقى خيرية، بطلة قصة غائب تنادي "عمي عبرني" لكن الواقع المأساوي الذي تعيشه خيرية سوف يتغير إذا استطاع الجانب المشرق والايجابي من الجماهير ان يعيد انتفاضته ويكنس سلطة الإسلام السياسي وكل العشائريين، تستطيع خيرية ان تعبر الى الحرية والمساواة التامة والعيش الكريم إذا نظمت نفسها وقاتلت بشكل جماعي، إذا استمرت ان تحكي قصصها وتروي اوجاعها.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟