|
سِبْتَة واحدة من سِتَّة
مصطفى منيغ
الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 09:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سِبْتَة واحدة من سِتَّة بروكسيل ّ مصطفى منيغ المخزون الاستراتيجي بدأَ يَنفَذ ، وقريباً المَزيد من القلق سيتصاعَد ، وأحلام الثراء الواحدة تلو الأخرى تتبَدّد ، وكل مشروع تصميماته على أساس التوسّع لم تتجدَّد ، المجالات ومنها الحيوية في طريق مَن أخذها تجمَّد ، و "سبتة" لا تدري أين الاتجاه بعدما شبح الإفلاس التام لها هدَّد ، حتى الشحوب اعتلى قدّها الإسمنتي المصبوغ بَارِحَة البارحة بكل ألوان الورد ، ومياه الميناء مالت لخاصية القَار من وَقْعِ رُكودٍ تجاوز كل حَدّ ، "سبتة" تبكي بشوارعها الحزينة ومتاجرها شبه الفارغة ومقاهيها النصف مفتوحة عن قصد ، لا تحسبا من وباء "كرونا" بل لرفض جلوس عاطلٍ بالمجّان داخلها على أي مَقعَد ، الجو جدّ مُكهرب وأغلب البشر لا يسرّ مظهرهم أَحَد ، حتى الحكومة المحلية برئيسها حائرة لا تُصّدق ما جرى لتُصاب بمثل الكَمد ، استمراره عقاب تتعرّض له بنظامٍ وانتظام لا تطيقه اليوم بالأحرى إن امتدّ للغد . تأخّرت الحكومة الاسبانية في مطابقة تصرفاتها مع الاحترام الواجب مبادلته مع المملكة المغربية على الأقل وفق المنطق الفارض وجوده في مثل المرحلة ، ليس كجارة فقط بل لأنها وليّة نعمتها فيما يخصّ الصمت الذي طال انتظاراً لانجاز وصية الملك الراحل الحسن الثاني ، القاضية بتأسيس لجنة من حكماء المغرب واسبانيا ، لدراسة وضعية احتلال اسبانيا لمدينتي "سبتة" و "ومليلية" وجزر أخرى معروفة لديهما معا ، فما كان على المملكة الاسبانية إلا أن تجاهلت بالكامل مثل الوصية/النصيحة ، واستمرَّت كأنََّ المغربَ خُلِقَ ليظلَّ عبداً لسياستها باستفزازاتها ومواقفها العدائية منذ استرجاع المغرب لصحرائه انطلاقاً من نوفمبر 1975 حتى اليوم ، دون اعتقاد أن الصبرَ طاقاته مهما تجدّدت هناك حقوق ويجب أخذها كما نصّت على ذلك كل الديانات السماوية ، قبل الاتفاقات الدولية وهيأة الأمم المتحدة شاهدة على ذلك ،الآن شيء آخر طرأ على القضيّة يجعل المملكة الاسبانية تدرك بقاءها وحدها في الساحة الأممية وحيدة ، إن لم تكن بمفهوم المطلق ، فالتدرّج ظاهرة مؤشراته ، بخاصة في قلب أوربا "بلجيكا" ، حيث المغاربة هناك تحركوا ومن تلقاء أنفسهم ، بدافع الوفاء لأصلهم المغربي قبل حصولهم على الجنسية البلجيكية ، وهم شخصيات فاعلة أصبحوا في تلك الديار ووازنة مواقفهم ، استطاعوا الولوج ليس لكواليس البرلمان الأوربي ، ولكن لجل المؤسسات الرسمية التي لاسبانيا فيها حضور قانوني كأحد أعضاء الاتحاد الأوربي ، استطاعوا الولوج المهذّب المقبول لدى أصحاب الفكر السليم ، والتدبير المنَظّمِ المُنتظِم ، لمناقشة الحق المغربي وهو يطالب النّظام الاسباني بالكفّ نهائياً عن إدخال أنفه في مسألة وحدة المغرب الترابية ، بما يعني اعترافه بمغربية الصحراء دون مراوغة مهما كان صنفها ، وأن يسهل ذاك النظام على المملكة المغربية انتقال "سبتة" و"مليلية" وكل الثغور الأخرى انتقالاً سلمياً إلى السيادة المغربية دون تأخير ، ولقد استطاع هؤلاء من تحقيق تقدم داخل الأوساط البلجيكية مهما كان المجال الملحقة به ، مع التأكيد على الدور البارز الذي لعبه اليهود المغاربة ، التي شرحت لي شخصياً السيدة المحترمة "البهلولية " التي كان لي ولا زال ارتباط وتاريخ لن تتبدّل أحواله لتشبثه المتين بأنبل القيم الإنسانية ، حيث زادت عن شرحها تفاصيل برنامج قابل للتطوّر إن اقتضت الظروف والمستجدات ذاك ، يطّلِع بإقناع يهود اسبانيا للوقوف وقفة تاريخية مع المملكة المغربية التي لها مع الشعب اليهودي مواقف عز ومجد لا يمكن للزمن أن يمحيها إلى يوم الفناء المحتوم ، وقد حصل ما يفيد أن للمغرب في قلوب بعض الاسبان مودة تُترجَم حالياً بارتفاع أصوات داخل دواليب الحكم نفسه في مدريد ، المنادية بتغيير السياسة الموجهة صوب المغرب من عقود ، وكلها سياسات اسبانية تحصد ما يزره المغاربة صراحة . ... المسألة تجري بعيداً عن أي طرف مسؤول في الرباط أو غير الرباط ، بل اندفاع بريء يتعاظم شأنه يوماً بعد يوم ، عملاً بالواجب الذي يسعد كل مغربي أو مغربية القيام به إخلاصا لوطنهم ، لتَعلمَ اسبانيا أن المغرب الذي عرفته قبل إغلاق الممرَّين "سبتة" و"مليلية" ليس مغرب بعد ذلك ، ومهما بقى مغربي واحد على امتداد دول الاتحاد الأوربي لن تهدأ اسبانيا في تلك الأجزاء المحتلة في شمال الدولة المغربية الشريفة ، عِلماً أن دُولاً في الاتحاد الأوربي متجنبة لحدٍ بعيد الدخول في مثل الصراع ، عائد موقفها الحكيم هذا لما تُكنّه للمغرب دولةً وشعباً من عظيم احترام وسامي تقدير . مصطفى منيغ [email protected]</A>
#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مملكتان عن الماضي تنفصلان
-
مؤامرة داخلية بأيادي اسبانية
-
القضيَّة بين نظامين غير عادية
-
ظِلُّ مِظَلَّة مُظََلِّلَة
-
خفافيش إسرائيل ترتعش
-
زمَان خُسران لبنان
-
سرْدَقَ العراق وللمفاتيح سَرَق
-
ليبيا 2021 كأزمة لها بقية
-
سنة ليبيَّة بحلول لَوْلَبِيَّة
-
الحل في لبنان ليتنعموا بالأمان
-
المغرب لما يرغب قريب (3من10)
-
أمرِيكَا لتَجْدِيدِ قِيَادَتِهَا مَالِكَة
-
أمريكا بَعيداً عَن لغة الرَّكَاكَة
-
أمريكا بين الهَشَّة والسَّميكَة
-
جامعة العَرَب امرأة زوجها هَرَب
-
عن كندا كأدنى مدى
-
المهاجرون المغاربة متذمرون
-
العِنَان غير مَمْسُوك في لبنان
-
مونتريال صحراء بيضاء الرمال
-
لبنان ليس على أرضه سلطان
المزيد.....
-
باع معلومات عسكرية للصين.. محلل في الجيش الأمريكي يعترف بـ-خ
...
-
تونس: مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح نساء اعتقلن بعد انتقادهن ل
...
-
غزة بعيون RT
-
الكويت.. القبض على -الغول المصري-
-
بعد جدل في الكونغرس.... إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة بقي
...
-
بايدن: اتفاق هدنة في غزة قد يمنع هجوما إيرانيا على إسرائيل
-
شحنة قنابل أمريكية بقيمة 750 مليون دولار في طريقها إلى السعو
...
-
سفير روسي يوضح سبب إصرار حكومة بريطانيا على الاستعداد للحرب
...
-
-بيت الرعب-.. العثور على 5 جثث داخل منزل في لبنان (فيديو + ص
...
-
روسيا تكشف عن مركبة -بيك آب- مدرعة خفيفة في منتدى -الجيش – 2
...
المزيد.....
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
المزيد.....
|