أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراكات من المطالب الواقعية














المزيد.....

مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراكات من المطالب الواقعية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 04:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تأخرت في الكتابة عما جرى اليوم في مظاهرة رام الله لن الأمر فعلا محيّر، ذهبت إلى المظاهرة الاعتصام كما ذهب كثيرون لأنني ضد القمع وضد تصفية معارض سياسي مهما قال، وضد مبدأ التعذيب، وضد قمع المتظاهرين، وفي الأصل ضد إلغاء الانتخابات، وضد أشياء كثيرة تقوم بها السلطة ومسؤولوها. ولكنني لست ضد فتح ولا ضد مناضليها، ولست مع حل السلطة بل مع تغيير وظيفتها، ولا أطعن في شرعية الرئيس محمود عباس مع أنني لم أنتخبه، لكن ما جرى في مظاهرة رام الله كان احتيالا عليّ وعلى غيري وتزويرا لإرادة كثير من المشاركين، فأنا ضد شعار ارحل يا عباس ليس لأنني مؤيد بقاء الرئيس ابو مازن ولا أؤمن بمبدأ البيعة لأننا لسنا في دولة خلافة ولا تحكمنا الشريعة، ولكن لأن شعار ارحل يا عباس أصلا شعار غير ديمقراطي، ماذا لو قامت فتح بترشيح محمود عباس؟ وماذا لو انتخبه الشعب عندئذ لا سيما أن ملامح صفقة كانت قد أبرمت قبل شهور قليلة تقضي ب"تمرير" حركة حماس لانتخاب الرئيس بدون ترشيح رئيس منافس، صحيح ان تلك الصفقة لم تعد قائمة، لكن احتمال تجديدها وارد في عالم تسود فيه الصفقات أكثر من المبادىء، وهكذا اعتقد أن شعار ارحل المنسوخ حرفيا عن تجارب عربية مختلفة ظروفا وسياقا، بل هو شعار عدمي وفوضوي ولا يقترح اي بديل سوى الفوضى والعبث.
من حق اي كان أن يرفع الشعار الذي يريد، بما في ذلك شعار "ارحل" أو نقيضه "ابق"، ولكن ليس من حقه أن يفرضه على المشاركين كما جرى اليوم في رام الله، وقد تابعت كما تابع الكثيرون شخصا مواظبا على حضور هذه المظاهرات والاعتصامات، وهو يحمل يافطتين ملفوفتين والكتابة التي عليهما مخفية وغير ظاهرة، وحين احتشد الحشد وبدات الهتافات اخرج اليافطتين بطريقة من الواضح أنها منظمة ومرتبة، لا سيما أنها أرفقت بملصقات وهتافات منسجمة مع شعار ارحل، حاولت شخصيا كما حاول غيري التدخل عبر السماعة مطالبا بترديد شعارات موحدة ووحدوية، لكن اصحاب السماعة الغاضبين والحانقين والمصرين على اختطاف التجمع وتوجيهه الوجهة العدمية الفوضوية التي يريدونها سيطروا على السماعة والهتافات من جديد فذهبت مطالباتنا أدراج الرياح.
بعض الهتافات اقل ما يمكن أن يقال فيها أنها فظة ونابية و"قليلة ادب" ولكنها قطعا لا تعبر عن جمهور المشاركين وخاصة الشعار السافل الذي يقول "يفضح أختك يا فلان .. " ، وبصرف النظر عن الكناية التي يشتمل عليها الشعار فإنه شعار يليق بماخور وليس بمظاهرة تدعو للحريات ولإنصاف الشهيد نزار بنات ومحاسبة المسؤولين عن تصفيته، بعض الدول الديمقراطية يمكن لها أن تجيز مثل هذه الشعارات القبيحة، ولكن في بلادنا ومجتمعنا هذا شيء استفزازي ولا يليق بأي عمل وطني، وخاصة أنه ارتبط بالحكم على كل منتسبي السلطة والأمن بالخروج عن الأخلاق القويمة، ومن المؤكد أن قانون العقوبات الساري المفعول، ومنظومة القوانين لدينا تحاكم على مثل هذه الهتافات، والغريب ان مواد القانون هذه التي تتحدث عن القدح والذم والتشهير والتحريض وبث بذور الفرقة والفتنة، أكثر ما تطبق على الصحفيين دون غيرهم، والمهم في هذا السياق أن مجموعة الهتافات والشعارات البذيئة هذه لا تمثلني ولا تمثل أغلبية المشاركين، وما يقلقني أنها تسهم في عزل الحركة الجماهيرية المطالبة بالحريات والعدالة عن أوسع قطاعات الشعب، وتحولها إلى عمل نخبوي منقطع ومنفصل عن الواقع، وهذا هو بالضبط ما يأمله ويسعى إليه منتهكو الحريات.
بقيت بضع ملاحظات سريعة: تعتقد أجهزة الأمن وانصارها أنها سجلت هدفا في مرمى المعارضة لأنها لم تتدخل، مؤسف ان نفكر بهذه الطريقة وكأن نجاتنا من الهراوات والفلقات والسحل غنيمة، فأجهزة الأمن وظيفتها أولا حفظ الأمن ولا تحتاج إلى أوسمة بسبب التزامها القانون، والخطيئة هي في ممارسة القمع، ثانيا: مهما بدت غرابة الهتافات والشعارات ودرجة استفزازها فهي لا تقارن بالجريمة الفظيعة التي ارتكبت بتصفية نزار بنات، ثالثا: البيان الذي نسب للمتظاهرين والمشاركين هو بيان أُلبس لهم وهو نموذج صارخ للسلبطة ولا أعرف كيف اقر ومن الذي أقره وما هي القوة الأخلاقية التي تمكن جهة ما من أن هذا البيان صادر عن المشاركين في المسيرة والاعتصام، وهو ليس سوى صورة من صور الهيمنة والتسلط التفرد التي ننتقدها جميعا، رابعا: لست مقتنعا بنظية المؤامرة ووجود أجندات خفية، ربما توجد أجندات شخصية وأخرى لبعض الشلل والحلقات، ولكنها ليست مؤامرة دولية على السلطة ومشروعها الوطني، ربما أكثر من يتآمر على السلطة هي السلطة نفسها، خامسا : غياب القوى الديمقراطية عن الساحة، رغم الحضور الفيزيائي لبعض رموزها وكوادرها، ساهم ويساهم في ظهور وتسيد بعض الأفراد والشلل العدمية، وبالتالي حرمان هذه الحراكات المهمة من اي هدف عملي وواقعي قابل للتحقيق ومقنع للشرائح الأوسع من الجماهير، ماذا نسمي هذا الغياب؟ أهو عجز أم تواطؤ؟؟ الأيام ستكشف ذلك !



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون القومية الصهيوني وحق عودة اللاجئين
- قانون القومية والجذور العنصرية في الفكر الصهيوني
- قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد
- من الذي يتآمر على حركة فتح؟؟
- المحاسبة والإصلاح لا الفوضى والانتقام
- عن تصفية المعارض نزار بنات
- كابوس نتنياهو
- عن إعادة الاعتبار لحركة فتح
- عائلتنا : النكبة والشتات والخسارات المتتالية
- نقاط على حروف الانتصار
- أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه
- كنت شاهدا على المأساة
- صيغة جديدة تضم الجميع في فلسطين
- بيان للناس والرفاق والرفيقات والأصدقاء
- عن فيصل الحسيني في ذكرى رحيله: الزعامة مسؤولية!
- بعض صور الزهو الفلسطيني
- الكشف عن مجازر مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال النكبة
- بعض دروس الحرب الرابعة على غزة
- معركة فلسطين ما زالت مفتوحة ومستمرة
- رسائل من السجن


المزيد.....




- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- نا ب? ?اگواستني حزب و ??کخراو?کاني کوردستاني ئ?ران ل? ئ?ردوگ ...
- الاحتجاجات ضد الكهرباء تتصاعد والشيوعي يحذر من قمع التظاهرات ...
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- مباشر: وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإبادة الجماعية ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري تحتج ب ...
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 561
- الفصائل الفلسطينية تحيي ذكرى مرور 40 يوم على استشهاد الرئيس ...
- غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراكات من المطالب الواقعية