أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الداغستاني - شعب يتوق للتغيير.... هل الانتخابات (المبكرة ) هي الحل ؟














المزيد.....


شعب يتوق للتغيير.... هل الانتخابات (المبكرة ) هي الحل ؟


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بيئة مشحونة بالغضب على سوء الأوضاع الحياتية والنقمة الشعبية العارمة على الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد منذ العام 2003 م نتيجة إخفاقها الذريع في إدارة ملفات الإعمار والخدمات والتنمية ، وفشل الإيفاء بالوعود السخية الوردية والتي تحولت الى مجرد حلم مستحيل على ضوء الإنتهاكات التي تطال حريات المواطن ، وإستباحة مقدساته ، وإشاعة الفساد في جميع مفاصل الدولة ، إندلعت ما عرف بـ (ثورة تشرين) بعدما خرجت الملايين في العاصمة بغداد وبعض محافظات الوسط والجنوب في 1 /10 / 2019 ، وإكتسحت أمامها العوائق والموانع وواجهت ببطولة مشهودة الرصاص الحي والهراوات والعنف المفرط لتطالب بإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة والتي كتمت على أنفاس المواطن العراقي طيلة الأعوام السابقة متبرقعة بالدين والطائفة لتحقيق مصالح شخصية بحتة على حساب جوعه ومعاناته وفقره ، وكان من ضمن مطاليب الثورة حل البرلمان الحالي وإجراء إنتخابات مبكرة ، نزيهة وحرّة وصولاً الى برلمان جديد يعبر عن مصالح وإرادة الشعب ويضع تحقيق هدف الرخاء والأمن والإستقرار للعراقي أمام نصب عينيه .

هل الإنتخابات (مبكرة ) فعلاً ؟

ولأن الثورة الداعية الى التغيير الجذري في المنظومة السياسية للبلاد تحولت الى حقيقة فعلية لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال خاصة بعد سقوط مئات الشهداء وفشل محاولات الترويض والتهديد والترويع ، بادر رئيس مجلس الوزراء في بيان متلفز يوم 31/ 7/ 2020 في محاولة لإمتصاص غضب الشارع الى تحديد يوم 6/6 /2021 موعداً لإجراء الإنتخابات (المبكرة) بعد أن يتم إكمال النقص في هيكلية المحكمة الإتحادية العليا التي عليها المصادقة على نتائج الإنتخابات لتمنحها الشرعية الدستورية ، وحل مجلس النواب الحالي ، إلاّ أن الحكومة تراجعت عن وعدها وحددت يوم العاشر من تشرين الأول المقبل موعداً جديداً لإجراء الانتخابات زاعمة أن هذا القرار ناتج عن مقترح للمفوضية العليا للإنتخابات لأسباب فنية من شأنها أن تخل بنزاهة الأنتخابات وعدالتها ! ، لكننا وبتدقيق الموعد الجديد نجد أن إجراء الإنتخابات لا يبعد سوى نحو ستة أشهر لا غير عن موعد الإنتخابات الطبيعي وبذلك فإن إطلاق صفة (المبكرة) على الإنتخابات قد لا تكون واقعية أو دقيقة، كما أن الكثير من الناشطين في الحراك الإحتجاجي يرون بأن الإشكال لا يكمن في تأجيل موعد الإنتخابات مع أهمية الإلتزام به ، وإنما يتعلق بالتحدي الحقيقي في قدرة الحكومة الحالية على تأمين الأجواء الملائمة المتعلقة بالأمن الإنتخابي ومعالجة مشاكل إنفلات السلاح في الشارع وحصره بيد الدولة ، ولجم السلوكيات العنيفة والعدائية ضد شباب الثورة وكيفية ضمان نزاهة الإنتخابات .

أزمة الديمقراطية

وبالعودة الى مدى حرص العراقيين على أن الإنتخابات (المبكرة) ستضمن ضمن أجنداتها الديمقراطية للبلاد ، نجد بأن الهمّ الشعبي تتصدره قضايا أولويات الحياة من أمن وإقتصاد ومعالجة سريعة لتداعيات الخراب الإقتصادي والصناعي والزراعي على حياة المواطن والتأكيد على توفر الحصانة القانونية وتحقيق المساواة بين المواطنين بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو القومية وبالتالي فإن الإنتخابات ستتحول الى منصة لممارسة الديمقراطية ، وفرصة أكيدة لتغيير النظام السياسي القائم ، قد يكون حلماً بعيد التحقق ، ولعل من أهم الدوافع التي تبعد جلّ العراقيين عن توقهم للتحول الديمقراطي هو عدم ثقتهم بالنظام السياسي القائم ، وصعوبة أن يكون حامياً للديمقراطية بعد أن وجد الناس أنه بالتطبيق الميداني الفعلي لم يكن سوى أداة للقمع والقتل وترهيب الناشطين .
والواقع أن محاولات القوى الإقليمية والدولية أيضاً وفرض نفوذها منذ العام 2003 م ، أسهمت الى حد بعيد في عرقلة المسار الديمقراطي في العراق ، وتعزيز الشعور باليأس من إمكانية إجراء تغيير ديمقراطي جذري ونزيه وضروري ، ومع كل هذا فإن هذه التداعيات لا تحول دون المطالبة الدؤوبة بإجراء الإنتخابات كونها مطلباً أساسياً للمنتفضين وللشعب كله .. إنتخابات خالية من التزوير ومحاولات تزييف إرادة الناخب وضرورة أن تنهض المفوضية العليا للإنتخابات بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية والوطنية لإجرائها بمهنية وإستقلالية وعدم الرضوخ لتأثير المال السياسي لشراء الذمم ، ومنع التدخل الخارجي في فرض النتائج التي تتعارض مع إرادة الناخب في الصناديق ، وحرمان التشكيلات المسلحة من المشاركة في العملية الإنتخابية ومنعها من وضع العراقيل أمام إجرائها من منطلق البقاء لفترات أطول في البرلمان والخشية من فقدان المقاعد وإضعاف دورها المؤثر على القرار السياسي للبلاد ، وتجاهل حالة الغليان الشعبي .

السؤال الملح

وفي النهاية فإن هناك من يؤمن بأن توفر الشروط الموضوعية والنزاهة لتحقيق الهدف الإستراتيجي في التغيير ، والإنتقال بالبلاد الى وضع سياسي جديد يبعدها عن هيمنة القوى الشعاراتية والتباكي على حقوق وحريات المواطن الموجوع قد يكون ممكناً . إلاّ أن السؤال الملح الذي يجول في العقل العراقي : هل الإنتخابات القادمة ستوفر للشعب طموحه المشروع نحوالتغيير المنشود فعلاً ؟



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأويل الجمالي للحرف العربي في اللوحة التشكيلية ... الخطاط ...
- حلم ٌ يتسع لي
- عام جديد خال من الانتهاكات ضد الصحفيين
- محنة الصحافة المستقلة في العراق
- قراءة في كتاب (المفصل في تاريخ إِربل) فرادة في التأ ...
- توق التغيير لمجابهة تحديات المكان... قراءة في مجموعة ثمة ما ...
- لكي تحقق الثورة الشبابية أهدافها النبيلة ؟
- قراءة في مجموعة (قصائدي تطفح ليلاً ) للشاعر الدكتور فاروق فا ...
- حصة المكونات الوطنية في المناهج الدراسية في العراق
- في طريقي حيث لا أنتِ
- وجعي يتشظى !
- قيامة أيوب
- حوار لا تنقصه الصراحة مع ... الفنانة التشكيلية العالمية فاطم ...
- الحلم
- أزمة توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- الشباب ... الرمز والثقافة الشاملة
- أصداف البحر
- التحديات الاستراتيجية في مرحلة ما بعد داعش
- مسؤولية الدولة والحركات السياسية في تعزيزالسلم الأهلي في الع ...
- 14 قصة قصيرة جداً في الحب لجليل القيسي


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الداغستاني - شعب يتوق للتغيير.... هل الانتخابات (المبكرة ) هي الحل ؟