بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 6946 - 2021 / 7 / 2 - 17:31
المحور:
الادب والفن
....ويمكن اداراك بعض الامور مباشرة من خلال هذه المقدمات والنتائج،ويجب ان يكون هناك تركيز شديد على مشروع حب من ناحية،ولكن هناك،على النقيض من ذلك،مقاومة ضعيفة تظهر اثناء عملية الاستحواذ على هذا الهدف،ولعل هذا التناقض يقتضي وفقا لملاحظة محلل النفس النمساوي(السديدة)اوتو رانك السديدة اختيار الهدف على اساس النرجسية،بحيث ان الاستحواذ على الهدف يستطيع الاعتماد على الحالة النرجسية إذا ما واجه صعوبات أمام عملية الاستحواذ هذه،فيحل القاتل النرجسي بديلا عن نزعة تملك الحب،على الرغم من الصراع مع الشخص المعشوق...ويشكل حب الهدف من خلال التماثل (التماهي)،آلية مهمة بالنسبة للمؤثرات المرضية ذات الطابع النرجسي.
واكتشف محلل النفس الالماني كارل لانداور ذلك قبل فترة وجيزة اثناء علاج لأنفصام الشخصية،الشيزوفرينيا.
ويتطابق هذا الأمر بالطبع مع حالة النكوص عن اختيار الهدف المرتدة الى الحالة النرجسية الجذرية،وقد اشرنا في موضع آخر الى ان التماثل هو الخطوة الأولى لمشروع اختيار الهدف،وان النمط الأول المتناقض التعبير يتميز بنزعة الاستحواذ على الهدف مثلما الأنا،فالأنا تحاول الاستحواذ على هذا الهدف بالتطابق مع المرحلة الفمية والوحشية على غرار ما كان يفعله أكلة لحوم البشر،تلك المرحلة المرتبطة بتطور الشبق الجنسي عن طريق الأكل واللإلتهام.ويرجع طبيب الاعصاب والمحلل النفسي كارل ابراهام،وبحق,هذا الوضع الى رفض تناول الطعام،الأمر الذي يبرز حالة الاكتئاب الشديد.
عن كتاب الغريزة والثقافة(دراسات في علم النفس) سيغموند فرويد
باختصار،ما يقدمه ماركو فيريري من حالة كانابالية غريبة تتعلق بالذات لألتهام الرجل للمرأة،ما هو الا حالة نكوص (انانية-نرجسية) للحالة البشرية البدائية الأولى،على ان الأكل (النهم) خاصة في فيلم اللحم يشكل اتحاد متطرف مع الهدف وليس الجسد،اي رغبة شديدة في الامتلاك تتطور الى نزعة عصبية،بعد ان يكون المحرك هو الانفصال-طلب الانفصال من قبل الهدف-فتحرك هذه النزعة النرجسية-المسبوقة اصلا بالشبق والامتلاك الجنسي-تؤدي الى تحقيق فعل الالتهام...
إذا فعل الالتهام-الكانبيالية-مبني عند ماركو فيريري على النزعة النرجسية،ولا نعتقد ان هذه النزعة النرجسية منفصلة عصبيا عن حالة الشبق الجنسي الشديد اتجاه الهدف،ففعل الامتلاك هو بالاساس هو فعل جنسي سادي مرتبط بالهيمنة والاحتكار.
ويظهر الشعور الحبي كمحرك نرجسي طبيعي ظاهر في الوعي،بينما،تختفي في اللاوعي الحالةى السادية النكوصية التي تحاول الاستحواذ على هذا الهدف بالتطابق مع المرحلة الفمية والوحشية على غرار ما كان يفعله أكلة لحوم البشر...أو تلك المرحلة التي دعاها فرويدب(المرحلة المرتبطة بتطور الشبق الجنسي عن طريق الأكل والألتهام).
بلال سميرالصدّر
16/05/2021
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟