|
القضيَّة بين نظامين غير عادية
مصطفى منيغ
الحوار المتمدن-العدد: 6946 - 2021 / 7 / 2 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القضيَّة بين نظامين غير عادية بروكسيل : مصطفى منيغ المغربُ يستطيع العيش بدون اسبانيا مُتمتِّعاً على الدّوام بصحة جيّدة ، اسبانيا بغير المغرب ستُصاب بكل الأمراض القديمة والجديدة . المغرب مُنفتح على العالم يتصرَّف مع علاقاته السياسية والثقافية والاقتصادية في كل مجالٍ على حدة ، بما يستحقُّه من دراية وعناية ووفق تطورات مُتَحَكَّم في وجهاتها وتوجهاتها لتُصبح من تلقاء نفسها مُتجدّدَة ، يملك نفسه بضمان مؤسساته المكَمِّلة إحداها الأحرى وما تلاها بالتدرُّج إنتاجاً للتدابير العامة المفيدة ، المنعكس ما أنجزته في الداخل على الخارج مهما كانت المعنِية دولة قريبة أو بعيدة ، وتِيكَ دلائل النَّجاح المتاحة لمن يبحث عن استثمار قدراته بنظامٍ في إطار المُنَظّم بقوانين للحق والعدل سانِدَة ، لم يكن الوصول إلى هذا المستوى بالأمر الهيّن ولا المبني على طُرُقٍ ملتوية عَديدة ، بل كان للمغرب في ذلك تصميم الانطلاق على أرضيةٍ بطبقات ثلاث الأعمق يُشار إليها بالرّائدة ، المجمّع تحتَها أصول البقاء على الثوابت السَّديدَة ، مهما تغيّر الزمان وتبدّلت أصناف المسؤوليات وغابت أسماء وحضرت أخرى تَبقَى أَعْلَى الأَصْعِدَة ، أساس الأساس لاستقامة الحاكمين والنّاس التنافس الشريف بينهم درجات تنفيذية وهيئات سياسية نقابية يراقب تصرفاتهم دستور كل الاحتمالات بينهم واردة إلا عن واحدة ، بها اٌستقرار ناشر بِساطه في السرّاء والضرَّاء أكان اليوم عادياً أو يصادف العِيد ، وسلام اجتماعي باسِط التوافق وسطه بغير تدخُّل ولا تهدِيد ، و انتخاب مُعَوِّض الشَقِيّ بالسعِيد ، وقضاء مُتَحَمِّل مسؤولية استقلاله لينصف إنسان لا هو بعَبْدٍ ولا هو سيّد ، لذا موقّرة تَظَلّ ما دامت بالإصلاح قائِمَة وللصلاح قيّمَة ، هدفها الأسمَى الحفاظ على الوحدة الترابية للوطن والتصدي بالحكمة لكل زاحفة كاسبانيا حاليا التي لا حل أمامها غير التراجع وترك "سبتة" و"مليلية" لأصحابها الشرعيين مودعة بلا هوادة عقلية العصور البائدة . أما اسبانيا ذي النظام المتأرجح بين ديمقراطية ليست ديمقراطية ، وهَوَى ضغوطات سياسة ظرفية ، آتية حسب أحزاب حالمة بانجاز مشاريع خرافية ، قوامها تجزيء الأوطان بطرق شيطانية ، في المغرب لا تكتفِي بما صدرَ عن أجدادها بل تتطاول ليكون خادماً وبالمجّان لمصالحها ، وهذا لبّ الخلاف وسبب تعرّض كل تفاهم بين الدولتين إلى انقلاب ، لا صُلح بعده إلا بادرك كل واحدة منهما أنّ العدل أكبر من أي تفاوض ، فإما أن يسترجع المغرب حقه ، وإما أن تُبعد اسبانيا شطحاتها السياسية الفاشلة من أمامه ، فالبحر الأبيض المتوسط للمغرب فيه أكثر من اسبانيا وكذا المحيط الأطلسي ، أما "سبتة" و"مليلية" وبعض الثغور الأخرى ، عائدة وتلقائياً لمالكها المغرب إن لم يكن اليوم فغداً بالتأكيد ، القضية غير متعلقة إن كان وزير الخارجية المغربي التقى بوزيرة الخارجية الاسبانية في مؤتمر ايطاليا أو امتنع عن استقبال وزير الخارجية الألماني ، تلك أمور للاستهلاك الإعلامي من هذا الطرف أو ذاك ، بل بما تقرَّر ولا يقبل النّقاش ، فذاك الوزير موظف قد يتقن عمله حيثما لا ينْأَى عن التعليمات المعطاة له لا أقل ولا أكثر ، وما تقرَّر صادر عن رأس النظام ، الذي ارادت اسبانيا التّشكيك في قدراته على مواجهة ضغوطاتها القائمة على باطل ، فكانت فرصة لتستيقظ من أوهامها و تأخذ تعاملها مع المملكة المغربية بما يليق سيادة الأخيرة ورمز نظامها، ولتعلم أن "فرانكو" لن يقلّده أحد والملك الراحل الحسن الثاني حرَّر الصحراء المغربية في عهده ، وإذا كان الجيل الحاضر لا يدري عن جبروت ذاك الحاكم الاسباني وكيف واجهه المغاربة في أكثر من معركة خرج منها فرانكو نفسه وجيشه الاسباني مستسلماً منهزماً ، فله في التاريخ المغربي المُترجَم للأسبانية ، ما يمكّنه من معرفة ما المغاربة قادرون على تحقيقه وهم على حق . النظام المغربي غير منعزل عن الشعب المغربي ، إذن لم تفهم اسبانيا بعد أنها تلعب خارج ميادين اللعب ، ومتى فهمت أن الملك محمد السادس من ورائه شعب بأغلبيته الصامتة التي لا تتق إلا فيه ، وأحزابه السياسية ونقاباته العمالية ، على امتداد التراب الوطني المُوُحَّد ، ستفهم أنها تلعب بالنار ، وإذا كان النظام المغربي قد صبر عليها لأنه مؤمن بحق الجوار فإسبانيا تجاوزت كل ما يجعل شعرة معاوية في الموضوع تُقْطَع . مصطفى منيغ [email protected]
#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ظِلُّ مِظَلَّة مُظََلِّلَة
-
خفافيش إسرائيل ترتعش
-
زمَان خُسران لبنان
-
سرْدَقَ العراق وللمفاتيح سَرَق
-
ليبيا 2021 كأزمة لها بقية
-
سنة ليبيَّة بحلول لَوْلَبِيَّة
-
الحل في لبنان ليتنعموا بالأمان
-
المغرب لما يرغب قريب (3من10)
-
أمرِيكَا لتَجْدِيدِ قِيَادَتِهَا مَالِكَة
-
أمريكا بَعيداً عَن لغة الرَّكَاكَة
-
أمريكا بين الهَشَّة والسَّميكَة
-
جامعة العَرَب امرأة زوجها هَرَب
-
عن كندا كأدنى مدى
-
المهاجرون المغاربة متذمرون
-
العِنَان غير مَمْسُوك في لبنان
-
مونتريال صحراء بيضاء الرمال
-
لبنان ليس على أرضه سلطان
-
في -فَرْخَانَة- القانون مركون على خانة
-
فلسطين قبل سَمَاع الخَبر اليَقين
-
العِراق وَاقِعٌ لا يُُطَاق
المزيد.....
-
مقتل يحيى السنوار.. ما عليك معرفته من التعرّف عليه عبر سجل ا
...
-
قبرص: حريق في بافوس يتسبب في تدمير جزء من مبنى تاريخي يعود إ
...
-
الحزن يعم بوينس آيرس: عشاق باين من فرقة -ون دايركشن- يودعون
...
-
أبرز 4 أهداف في -الضوء الأحمر- ضمن قائمة الضربة الانتقامية ا
...
-
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد شبكة -لتمويل- الحوثيين
...
-
برلماني أوروبي: الدعم لنظام كييف قد ينخفض إذا فاز ترامب
-
بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي
-
نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد إضافة 5 ملايين مشترك جديد
-
حقيقة فيديو حريق في ثاني أكبر مصفاة نفط إسرائيلية
-
قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|