أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - احتراق الروح- من الادب النسوي














المزيد.....


احتراق الروح- من الادب النسوي


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


جلست على سريرها الأسود ، تبكي ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،،، كانت دموعها سيلا متدفقا ،،، راحت تسترجع ما حدث لها بالأمس القريب ،، تذكرت ليلتها الظلماء ،، ليلتها السوداء القاتمة ، التي بكاها القمر،، و الشجر ،، و الحجر ،،، دفنت حبها وتمسكها بالحياة ،،، ليلتها التي تمنت حضورالموت فيها قبل ان تكتشف قساوة ودونية ذويها ،،، ليلتها التي حولتها الى مجرد جسد بدون روح ،،، و من فرط الحزن ساعدت على ارتطام رأسها بالجدران البارد ،،، تئن صارخة من أعماق أعماقها ،،، أرادت اختيار شريك حياتها بنفسها ،، ظنت أن هذا من حقها ،، آمنت بالحب وتغنت بالحب الصادق الطاهر،،
كانت تقول ،،، بالمحبة تستطيع الوصول الى كل شيء ،، صدقت كل شيء ،،، ضحت بكل شيء ،، أمضت أجمل سنوات حياتها بالجامعة ،، عرفته وأحبته حبا كبيرا ، اقسما على الزواج وتعاهدا
على أن لا يفترقا ،،،
كانت تحضر للقب الثاني ، وكان هو يحضر للدكتوراة ،،، قربت بينهما أفكارهما الثورية والوطنية ،، كانا يمضيان معا أجمل اللحظات ، وخاصة تلك التي تتعلق بترتيب الندوات السياسية والاجتماعية للطلاب العرب أصدقائهم المقربين ،،، اتفقا على الزواج بنفس السنة ،، لم تخف الفتاة قصة حبها
وتعلقها بفارس أحلامها ،، ولا هو أخفى ذلك ،،، تقدم الشاب يطلب يدها ،، باركت عائلتها الخطبة،، فالشاب من عائلة ثرية ومحترمة ،، المستقبل مفروش أمامه بالزهور،، باتا يقضيان معا ساعات كثيرة يحضران خلالها مراسيم الزفاف
ولم يبقى للقران سوى أسبوعيين ، وفي نشوة التحضير اكتشفت عائلة الفتاة أن للشاب أختا تزوجت بفتى لا يدين بدينها لتهجر معه البلاد بدون رجعة مند عشرة سنوات ونيف خلوا ،،، جن جنونهم _ انسي هذا الشاب ... ستتزوجين ابن عمتك ،، يقول والد الفتاة ،، صحيح انه مطلق ويكبرك بعشرين سنة ،لكن خواته شريفات
رفضت الفتاة قرار عائلتها المجحف رفضا تاما ، رغم الضغط الذي انتهجته ضدها ،، ورغم حبسها بغرفتها وطرد حبيبها وخطيبها ،، لم يتورعوا بتهديده بالقتل ،،، لكنها بقيت متشبتة به
_ لن اتزوج ابن عمتي مهما كلفني الأمر،، تقول الفتاة ،،
ولان أباها صاحب سلطة ونفوذ في القرية ،، استطاع التغريربأحد الشيوخ المرموقين في القرية قصد تزويجه بابنته ،،، دخل الشيخ على الفتاة و هي بملابس النوم ،،،
_ هل انت موافقة على الزواج بي ،،،؟؟؟
_ لن أقبل الزواج بهذه الطريقة ... ترد الفتاة
حاول الشيخ اقناعها و العدول عن رفضها الذي لا مبرر له في رايه ،، لكن دون جدوى ليغادر المنزل وهو يعترف لابيها بانه فشل في ترويدها وانه لا يستطيع إرغامها ،،،، وبعد ساعتيين من مغادرته ،، و بينما هي نائمة في سريرها أحست بأنها ليست وحدها في الفراش ،، و ان يدا اثمة تحاول العبث بكرامتها التي حافظت عليها السنون ،، رغبة في تقاسم حلوها مع من تحب...راحت تقاوم وتصرخ.. انه بن عمتها،،، أسرع أبوها بمساعدته ومسك رجليها وبتواطئ من امها
_ لا تقلقي ستتزوجيه ،،،، تقول امها ،،،
كانت صرخة الفتاة مدوية مزمجرة فاقت حدود الاغتصاب ....
_ حرام عليكم يا كلاب ،،، حرام ،،، سأفضحكم ،،، لن أتزوج قاتلي ،،، لن أتزوج ،،، غادرت البيت مسرعة ليلتها ،، امتطت سيارتها ،،، دخلت أول فندق صادفته عيناها و هي في لباس النوم الشفافة ،،، قضت به ما يزيد عن الاسبوع ،،، لكن فورة الانتقام، بقيت مسجرة لنفسها ولشرفها ،،،، الا أنها و برغبة من أخيها الذي اطلع على المشكل و الذي كانت تحبه حبا شديدا ، أثـناها عنه ،،، بعد شهر علمت أنها تحمل سفاحا ،، فقامت باجهاض نفسها ،،،،
تركت البلاد دون توديع حبيبها ، لتسلك درب الرهبنة ،،،لكن هيهات لها أن تنسى أو أن تغفر لذويها أنها باتت على ثقة أن جرحها لن يندمل ،،، فقد ذبحت بيد اقرب الناس اليها،،، وعرفت أنها لن تعود كما كانت أبدا قبل المظلمة التي أحرقت روحها،،،،



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الاخيرة-
- احب ان احبك
- بقينا فى وطننا رغم أنف الصهاينة
- ماء... خل.... زيت زيتون.. كله واحد
- عن التكفير والتخوين والقذف
- قراءة سريعة في- اصابع - الاديبة والشاعرة منى ظاهر


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - احتراق الروح- من الادب النسوي