أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق














المزيد.....

أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يوم أمس بينما كنت أتابع خطاب رئيس وزراء لبنان السيد فؤاد السنيورا في مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت لم أتمالك نفسي شأني شان الكثيرين غيري ممن كانوا يتابعون الخطاب ، عندما لم يستطع السيد السنيورا السيطرة على عواطفه الجياشة تجاه مأساة شعبه ووطنه المستباح جراء هذه الحرب العدوانية المجرمة التي شنتها اسرائيل ، وما سببته من ضحايا جاوز تعدادهم الألف شهيد ، وجراء تشريد ما يزيد على مليون مواطن من مدنهم وقراهم وبيوتهم التي خربها العدوان الإسرائيلي الغاشم ، وجراء تدمير البنية التحية للمواصلات في لبنان من طرق وجسور ، وجراء اغتصاب حسن نصر الله وحزبه المرتبط بالأم الحنون إيران لإرادة الشعب اللبناني ، وسلطته الشرعية ، جاعلاً من نفسه صاحب قرار الحرب خلافا للدستور والقانون ، فأجهش السنيورا بالبكاء .
لقد كان المشهد مؤلماً وقاسياً على كل تابع خطاب السيد السنيورا ، فلم استطع منع نفسي من مشاركته البكاء ، البكاء ليس على لبنان وحده ، بل وعلى العراق الغارق بالدماء ، وبدأت الدموع تهطل من عيناي بغزارة، فقد حلت بلبنان مصيبة كبرى ، وحل بالعراق مصيبة أعظم ، حيث راحت تتوالى أمام ناظري مشاهد العشرات بل المئات من الضحايا ، وبرك الدماء ، والدمار والخراب الذي يجري في مختلف المدن العراقية كل يوم ، ومئات الألوف من المواطنين المهجرين من بيوتهم ومدنهم وقراهم ليس على أيدي جيش إسرائيل وسلاحه الغاشم ، كما جرى ويجري في لبنان العزيز ، بل على أيدي عناصر من بني وطني من الرعاع الذين يقودهم كالخراف من يسمون أنفسهم بالمراجع الدينية من كلا الطائفتين الشيعية والسنة ، ويحرضونهم على قتل بني جلدتهم على الهوية ، الشيعي يقتل أخاه السني ، والسني يقتل أخاه الشيعي لكي يحقق هؤلاء ، الذين اتخذوا من رداء الدين ستارا، أهدافهم الشريرة بامتلاك السلطة حتى ولو ادى ذلك على تمزيق العراق وخرابه ، وتهجير أبنائه .
لكن الفرق بين السيد السنيورا وسادة الإرهاب في العراق شاسع جدا بعد السماء عن الأرض ، فالسيد السنيورا بكى حزناً لما جرى لشعبه ووطنه من ويلات وآلام وضحايا وخراب جراء هذه الحرب المجنونة ، أما قادة العراق الغر الميامين !! من أصحاب الجبب والعمامات والمهيمنين على السلطة في البلاد فهم من يحرض هؤلاء الرعاع على القتل والعبث بأمن المواطنين ، وتشريد العوائل بالجملة حيث نشهد اليوم أوسع موجة هجرة داخلية بين مختلف المدن ، وخارجية إلى سوريا والأردن ومصر ومختلف البلدان الأوربية هرباً من عصابات فرق الموت ، وقد تعدت هذه الهجرة بمراحل تلك الموجة التي حدثت أبان نظام الدكتاتور صدام وحزبه الفاشي ، وهؤلاء الذين يدعون الحرص على العراق وشعبه لو كانوا صادقين حقا ً في دعواهم لاجتمعوا فيما بينهم وأصدروا أوامرهم إلى أتباعهم بإلقاء السلاح والتصافي مع أبناء جلدتهم ، لكن شهوة الحكم والسلطة عندهم أثمن من دماء العراقيين ، وأثمن من وطنهم ، فلم يعد الوطن يهمهم بشيئ ، بل أن جلهم لا يدين بالولاء لهذا الوطن .
لقد كان رئيس الوزراء اللبناني السيد فوآد السنيورا والعبرات تسيل من عينيه يعبر بكل صدقية عن حرصه على لبنان وشعبه ، وألمه وحزنه الشديدين على ما حل بهما من ويلات وخراب ودمار، فكانت عبراته خير دليل على وطنيته الصادقة وحبه العميق للبنان وشعبه .
أما القابضين على زمام السلطة من المعممين في وطني العراق فلم تحرك كل الجرائم الوحشية البشعة التي اقترفها ويقترفها الرعاع التابعين لهم شعرة من جسدهم ، تماماً كما قال دكتاتور العراق بان كل من يحاول مس سلطته فإنه على استعداد لقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب دون أن تهتز شعرة واحدة من جسده المغمس بدماء مئات الألوف من الأبرياء طيلة سنوات حكمه الكريه .
إن لبنان والعراق وفلسطين ضحية حروب إجرامية لا دور ولا مصلحة لشعوبها فيها ، إنها من صنع وتدبير الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها اسرائيل ، وحليفتها بريطانيا ، وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة لما حل في هذه البلدان من ويلات ودمار وخراب وضحايا لا تعد ولا تحصى منذ الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق