فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن
(Fekri Al Heer)
الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 09:21
المحور:
الادب والفن
كرجل سطحي يبحث بطريقته عن معناه، أثارني ذلك التلفيق الحروفي لمعنى السطحية في المعاجم والقواميس اللغوية والنفسية والببغائية.. ففي مقابل المغفرة التي نمنحها بكل إعجاب وفتون للشعراء عن كل الجرائم التي يرتكبونها دائماً بحق اللغة والألفاظ والمفردات والمعاني بذريعة الضرورة الشعرية وتقنيات التصوير الاستعاري والمجازي، نتجاهل وقائعنا التداولية اليومية التي تشبه الى حد ما المجازر، وطريقتنا العفوية في اخراج الألفاظ عن دلالاتها المألوفة في سياقات تداولية..!!- لما كل هذا الفجور الذي يصدر من العمقاء؟!
..
إنها السطحية..؟!- فلما لا أظن أن أحداً يعرف ما هي، ولا يعرف معنى أن يكون الشخص سطحياً: أي عظيماً؟!
..
في البدء كانت الكلمة، قالها ذات يوم سقراط: اعرف نفسك تعرف كل شيء حولك، ثم صارت الكوجيتو في رسالة ديكارت، والعقل الخالص في نبوة كانط، وهي ما أطلق عليه هوسرل في صحيحه الجامع: الفينومينولوجية (الظواهرية)، وهي في مسند هايدغر: السيمونطيقية (الإشارية)، وهي السيميولوجية (العلاماتية) في استدراكات تشاندلر وايكو، وهي (الميتالية) كما أسميها أنا..!!
وهي الكثير من المصطلحات التي يستخدمها عظماء الفكر الإنساني وتمثلهم، في طريق البحث عن المعنى والصدق والحقيقة، والجمال، فيما يجهل الكثير من متلقيها أنها وبكل بساطة تعني: السطحية..؟!
..
السطحية هي أن تنظر الى هذا العالم باعتباره ظاهرة وشكلاً لا يمكن أن تدرك حقائقه إلا إذا نظرت إليه من أعمق نقطة في جوهرك وكيانك، لقد مضى زمن الغباء الذي كان ينظر فيه الى التعمق في الأشياء بأنه ميزة، فالمتعمق شخص قابع في السطح لا يفقه شيئاً مما يجري في أعماقه، أما السطحي، فهو الناهض المتطلع من العمق متجهاً نحو السطح..!!
..
فهل عرفت الآن معنى أن تكون سطحياً؟!- ليست وصمة، بل هي شرف كبير لا يناله إلا الذين صبروا، وميزة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم..!!
..
كان هذا، الى كل نساء الأرض، ثم انتهى..
#فكري_آل_هير (هاشتاغ)
Fekri_Al_Heer#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟