حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:35
المحور:
الادارة و الاقتصاد
جمعتنا منذ فترة مع مجموعة من العراقيين جلسة عراقية حميمية ، تحدثنا فيها عن الهموم والعذابات والمآسي اليومية المشتركة لشعبنا العراقي بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه وقومياته ، تحدثنا عن الوطن الجريح والذي لا زال ينزف دما ويتآكل يوميا ، بسبب الإرهاب الوحشي والجريمة المنظمة والمليشيات المسلحة والخطاب السياسي الطائفي والفساد والرشوة والفوضى .
بعد ذلك إنتقل الحديث بنا ، عن العراق الغني بثرواته الكثيرة والمتعددة ، وبطاقاته البشرية وبإمكانياته الكبيرة ، وبموقعة الجغرافي المتميز ، وبحضوره التاريخي الحضاري الثقافي ، وبأشياء كثيرة إخرى لا تعد ولا تحصى هذا هو العراق الحقيقي .
تحدث الجميع عن الوطن وأهله ، بما فيهم الأطفال الذين يتألمون على هذا الحال الذي يمر به وطنهم ، حيث القتل الجماعي والصراعات الدموية وإنتشار البطالة والفقر والجوع وحالات التشرد في الشوارع ، كل هذا وغيره يجعلهم في حيرة وتساؤلات دائمة ومتكررة فيما بينهم ومع الكبار .
حيث يسألون الأطفال دائما ... كيف أن العراق من البلدان الغنية ويلفه كل هذا الفقر والعوز والجوع والأمية ؟ ، وكيف يحدث كل هذا في بلد نفطي مثل العراق يمتلك ثاني إحتاطي نفطي كما تذكر المصادر ؟ ، وكيف إذن يتحول هذا البلد الغني الى بلد فقير كأفقر بلدان العالم الإخرى ؟.
حقا إنها أسئلة طبيعية ومشروعة ، وتحتاج الى أجوبة واضحة وصريحة وبعيدة عن اللف والدوران ، ولكن من الذي من المفروض أن يرد على مثل هذه الأسئلة ، التي يرددها الجميع من العراقيين كبارا وصغارا .
لأن البلد الغني لا زال يعاني من إنقطاعات التيار الكهربائي المتكررة بشكل يومي ، ومن شحة الماء الصالح للشرب ، ومن النقص الحاد في الوقود بكل أنواعه ومن عدم توفير أبسط الخدمات الحياتية الضرورية للمواطنين .
وأخيرا نريد أن نسأل أصحاب القرار والنفوذ بالحكومة العراقية وأعضاء مجلس النواب وقادة الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية والتي أصبح عددها بالعشرات ! .
نسألهم هذا السؤال الصعب من حيث الإجابه عليه من قبلهم! .
من هو البلد الغني والشعب الفقير ؟ .
وسنبقى بإنتظار الجواب .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟