فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 12:53
المحور:
الادب والفن
أتمدَّدُ في الزمنِ ...
يبدُو أطولَ وأنَا طفلةٌ
لَا يشيخُ ...
في الستينَ
دخَّنَ العمرُ زمنَهُ ...
يطولُ
فينكمشُ وأنكمشُ ...
فأيُّنَا شاخَ
أنَا أمِْ العمرُ أمِْ الزمنُ ...؟
أتمدَّدُ في زمنِي ...
لَاأعرفُ
هلِْ انتهَى العدُّ
أمْ أكلتِْ الأرقامُ إحداثياتِهَا ....؟
الطفلةُ بالأصابعِ
تحسِبُهُ متواليةً هندسيةً ...
العجوزةُ بالشيباتِ
تتوهَّمُ المتواليةَ حسابيةً ...
تطردُ منْ مشطِهَا
التجاعيدَ
وتنامُ في ضحكٍ أدْرَدَ ...
هكذَا أدخلُ زمنًا آخرَ ...
لَا أعدُّهُ
أتمدَّدُ فيهِ بكلِّ حالاتِي...
هو زمنُ الشعرِ
لَا تسقطُ أسنانُهُ ...
لَا يَتَجَعَّدُ
كلمَا شاخَ كسرَ العكازَ ...
كسرَ العمرَ
واحترفَ الجنونَ ...
زمنُ الشعرِ
زمنٌ مُسْتَقْطَعٌ ...
كمَا طالَ / قَصُرَْ /
كلمَا قصرَ/ ماتَ /
أتمدَّدُ في المخيلةِ ...
طفلةً
لَازمنَ لَهَا تخافُهُ ...
أتمدَّدُ في اللغةِ ...
ألعبُ الغميضةَ /
ألعبُ السِّحْرَ /
تارةً كنايةً ...
كعصا موسَى
أتحولُ ثعبانًا ألتهمُ الخدعَ ...
دوائرَ
تارةً مجازًا ...
أشربُ البحورَ
والأوزانَ والقوافِيَ ...
أشُقُّ البحرَ
أقتلُ الجثثَ ...
ألعنُ الخليلَ
وسيبويهْ التهمَتْ واوُهُ نُونِي ...
وقاسَ وزنِي بأثقالِهِ
مرةً طويلًا /
مرةً رجزًا/
ومراتٍ لَا وزنَ يليقُ
بأشعارِي...
أعشقُ زمنَ الشعرِ يقفزُ الأسوارَ
دونَ أسورةٍ ...
يطيرُ منْ قوافِيهِ /
منْ بحورِهِ /
يشُقُّ دماغَ الحوتِ
يستخرجُ الأمخاخَ / والفخاخَ /
والفِراخَ ...
لَا أعرفُ
متَى كنتُ طفلةً...؟ / متَى شِخْتُ ...؟ /
أتمدَّدُ في زمنِ القصيدةِ ...
بينَ الدّْيَالُوغِ والْمُونُولُوغِ
أدخنُ الشعرَ والجنونَ ...
وأقولُ للنصِّ :
هيَّا أيُّهَا النصُّ ...!
اِمنحْنِي أجنحتَكَ
واحمِلْنِي خارجِي ...!
هناكَ أكونُ
فالجنونُ زمنٌ ...
لَا ينتهِي
إلَّا عندَ حدودِ الجنونِ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟