بمناسبة ذكرى 101 سنة على ثورة العشرين في 30 حزيران 1920 - 2021 ( ما أنشده شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري عن ثورة العشرين

عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 09:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كانت ثورة العشرين بحق ثورة شعبية شاركت فيها فئات المجتمع العراقي من عمال وفلاحين وكسبة ورجال دين ومثقفين من كل انحاء العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , وهي ثورة الفلاحين ضد الاقطاع حيث الصراع بينهما . وتمثل الهدف المركزي للثورة في تطلع العراقيين الى الاستقلال والحرية والتخلص من السيطرة الأجنبية البريطانية , اي في النضال من اجل اقامة الدولة العراقية المستقلة, وقد ساهمت مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية في الريف والمدينة في هذا النضال .وفي هذه الثورة ادرك العراقيون اهمية مقاومة المحتلين الغزاة واهمية التكاتف والتلاحم ووحدة الصفوف . ودخلت ثورة العشرين في الأدب والشعر، وأصبحت درسا للحركات والثورات والاحتجاجات التي حصلت فيما بعد، وتغنى بها الشعراء والأدباء وخلدوها بأبيات كثيرة من الشعر، حتى أن الثورة مع انطلاقها كان قد رافقها أشهر بيت شعري عرفه العراقيون، وهو "الطوب أحسن لو مكواري"، في إشارة للمقارنة بين السلاح الناري والمكوار الذي هو عصا غليظة تستخدم للقتال ويوضع عند أحد أطرافها مادة القير لتكون صلبة وقوية.
وكان الشعراء والخطباء جزءاً من الثورة، فقد قرر زعماء الفرات الأوسط عقد اجتماع كبير يحضره كل الرؤساء في 28 حزيران 1920 للمداولة في الحالة السياسية السائدة يومئذ في مضيف عبد الكاظم الحاج سكر في المشخاب، وقد حضر هذا الاجتماع العديد من سادات ورؤساء العشائر وحضر من النجف الشاعر محمد باقر الحلي موفداً من حزب النجف السري لإقناع الزعماء بالاشتراك في الثورة، بالإضافة إلى اطلاعهم على آخر تطورات الحركة الوطنية في النجف، وعند اكتمال الحضور وقف الشاعر محمد باقر الحلي وارتقى المنبر منشداً:
بني يعرب لا تأمنوا للعدو مكر خذوا حذركم منهم فقد الحذرا
يريدون منكم بالوعود مكيدة ويبغون أن حانت بكم فرصة غدرا
واستمر الشعراء والخطباء بنشاطهم يثيرون حماسة واندفاع الجماهير نحو الثورة .
وكان من بين الشعراء آنذاك شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري والذي كان يبلغ من العمر في ايام الثورة 21 عاما فهو من مواليد 26 تموز / يوليو 1899, وقد سجل الجواهري جانبا من أحداث الثورة وصور ثورة الفراتين بوجه المحتلين حين قال :
وللفرات نهضــــة مشهورة لا تجحد
هاموا بها لا لعب فيمـــــا اتوا ولادر
كما صور الجواهري في ابيات شعرية جميلة اغراق البارجة الانجليزية ( فاير فلاي ) في شط الكوفة من قبل الثوار . وكانت البارجة قادمة لمحاصرة الثوار وقد الحقت بالثوار في مواقع اخرى اضرارا كبيرة. الا ان الثوار تصدوا لها ورموها بقذيفة مدفع اغرقتها في النهر . فقال الجواهري بصدد منظر الباخرة وهي تغرق جزءا بعد جزء:
بباخرة فيها الحديد معاقل تقيها واشباح المنايا مدارع
وإن أنس لا أنس " الفرات " وموقفا به مثلت ظلم النفوس الفظائع
غداة تجلى الموت في غير زية وليس كراء في التهيب سامــــــــــــع
تسير والحاظ البروق شواخص اليها وامواج البحار توابـــــــــــــــــع
تراها بيوم السلم في الحسن جنة بها زخرفت للناظرين البدائــع
على انها والغدر ملْ ضلوعها على النار منها قد طوين الأضالع
مدرعة الأطراف تحمي حصونها كمأة بطيات الحديــــــــد دوارع
كما كان للجواهري قصيدتان عن ثورة العشرين كتبهما في العام 1921 وهما : ( ثورة العراق ) وقصيدة ( الثورة العراقية ). وجاء في قصيدة (ثورة العراق ) :
ان كان طال الأمدً فبعد ذا اليوم غدُ ما آن أن تجلوا القذى عنها العيون الرمــدُ
أسيافكم مرهقة وعزمكم مـــــــتقد هبوا كفتكم عبرة اخبــــــــــار من قد رقدوا
هبوا فعن عرينه كيف ينام الأسدُ وثورة بل جمرة ليعـــــرب لا تخمـــــــــــــد ٌ
أججها إباؤهم والحر لا يستعبدوٌ لا تنثني عن بلــــــــــــد حتى يشب البلــــدٌ
خفوا الى الداعي وفي الحرب جبالا ركدوا واستبشروا بعزمهـــم فهلهلوا وغردوا
أما قصيدة ( الثورة العراقية ) فورد فيها :
وقد خبروني أن في الشرق وحدة كنائسه تدعو فتبكي الجوامعٌ
وقد خبروني أن للعرب نهضة بشائر قد لاحت لها وطلائـــــــع
وقد خبروني ان مصر بعزمها تناضل عن حق لها وتدافــــــــــع
وقد خبروني أن في الهند جذوة تهاب اذا لم يمنع الشر مانــــع
هبوا ان هذا الشرق كان وديعة "فلابد يوما ان ترد الودائــــــع "
وفي الكوفة الحمراء جاشت مراجل من الموت لم تهدأ وهاجت زعازع
أديرت كؤوس من دماء بريئة عليها من الدمــــع المذال فواقــــــــــــع

#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات